صحيفة المثقف

علجية عيش: المدّ الدّيني البديل الأفضل للمصطلحات الإسلامية للقضاء على الفكر المتطرف

eljya ayshمع المؤرخ محمد الميلي وقضية الحرف الأمازيغي "التيفيناغ"

كانت مصالح مختصة بباريس تتكون من عناصر مخابرات تعمل بالجزائر أثناء الاستعمار، تعمل على التنظير لتقسيم الشعب الجزائري إلى بربر وعرب، وإضعاف الجزائر سياسيا، وتكسير شوكتها في العالم العربي وفي إفريقيا، وقد استغلت فرنسا الظروف التي كانت سائدة آنذاك، حيث كانت اللهجة "الأمازيغية" تتعرض  لحرب خفية من أجل استئصالها، ومحاربة العنصر الجزائري الذي كان يتكلم بهذه اللغة، رغم أن الأدب الشعبي كان مسجل بالأمازيغية.

ما كشفه محمد الميلي، هو أن الأدب الشعبي المسجل بالأمازيغية، قد نشأ في حضن الحضارة العربية الإسلامية..الخ، غير أن الملاحظ هنا أن محمد الميلي استعمل عبارة البربرية بدلا من الأمازيغية، فالبربرية barbare  تختلف عن مفهوم الأمازيغية berbere  لأن البربرية مفهوم أطلقه الرومان وهي تعني الإنسان المتوحش، ويرجع سبب رفض محمد الميلي الأمازيغية كلغة، لأن اللغة الأمازيغية من وجهة نظره هو، تستعمل الحرف "اللاتيني"، الذي يفصل بين اللغة العربية والإسلام،،  وهذا مبرر يحتاج إلى بحث عميق وإعادة نظر.

يقول محمد الميلي أن بلدا مثل الجزائر لم تطرح فيه مشكلة لغة أخرى غير اللغة العربية فيما سلف من قرون، وإن سرنا مع الميلي في هذا الاتجاه،  لكن ما تزال قطاعات حساسة في الجزائر غير "مُعَرَّبَة"، مثل قطاع الصِّحّة، وتوجد في الجزائر اختصاصات ما يزال الطلبة الجامعيين يدرسون باللغة الفرنسية، ونجد على سبيل المثال، العلوم الطبية، وعلوم الأرض، ولذلك  فاللغة الأمازيغية لا تشكل خطرا على اللغة العربية التي تعتبر لغة القرآن، ولن تقضي على اللسان العربي، بل الأخطر هو أن  نرى قوانين فرنسية ما تزال تهيمن على قطاعات حساسة في الجزائر وتعود إلى الاحتلال الفرنسي ولم تسعى الحكومة الجزائرية إلى تحيينها إلى اليوم.

و السؤال الذي ينبغي أن يُطْرَحَ هو  هل كره محمد الميلي للأمازيغية يعبر عن حقد مكبوت، أم أن ذلك من باب الدفاع عن الإسلام والهوية، إذا قلنا أن القرآن ترجم إلى  الأمازيغية،  وهذا بهدف تسهيل قراءته وتلاوته لسكان منطقة القبائل والناطقين باللغة الأمازيغي، فكيف إذن استعمل المترجمون الحرف اللاتيني في ترجمة القرآن، وهذه قضية تحتاج إلى إعادة نظر كذلك،  كما ذهب محمد الميلي إلى أبعد من ذلك، ففي ظل الصراعات الطائفية، يفضل المؤرخ محمد الميلي استعمال مفهوم المدّ الديني على مجموعة من المصطلحات مثل (الحركة الإخوانية، حركة الإخوان المسلمين، الأصولية الإسلامية، أو الصحوة الدينية)،  ذلك تجنبا لهذه الصراعات، وتطهير الصورة التي تركها المشايخ الذين جلبوا من خارج الجزائر للتكفل بالتعليم بكل شعبه، وإن كان من بينهم أساتذة أجلاء، فقد كان من بينهم أيضا من كان يشعر بفشله في حل إشكالية الأصالة والمعاصرة ببلاده، فحمل معه عُقَدًا ومركبات حرمان، وحاول هؤلاء ترويج توجهات فكرية متطرفة على نقيض توجهات المدّ الديني، وهذا من أجل القضاء على الفكر التطرفي ليس إلا..

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم