صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: لا ما هكذا تاريخكم أيها العراقيون

abduljabar alobaydiمنذ العهد السومري (3500 ق.م) وأنتم تكتبون الشرائع والقوانين، فكانت شريعة آور نمو اول الشرائع في تاريخكم،كتبت من اجل حقوق الوطن والانسان تحت عنوان :"شريعة أور نمو للعراقيين".

لقد أهديتموها للمجاورين، في وقت كانت التجمعات الأنسانية لازالت تعيش حياة الدكتاتورية والتسلط بلا قانون.فرغم عراقة تاريخ الحضارة المصرية، لكنها عاشت في عهد الفراعنة بلا شريعة ولا قانون. لقد توجتم حضارتكم بقوانين حمورابي البابلي الكبير،فكانت مدونته القانونية رمزا لحضارة سبقت كل حضارات الأقدمين.

فهل نقبل ونحن في القرن الحادي والعشرين الميلادي ان نعيس بلا قانون ...؟ أكيد هناك خطأ كبير حصل في عنوان مدينتا العراق كان مصدره كل المجاورين..علينا ان نفتش عنه لنقتلعه من جذوره ونعود لقوانين الأقدمين،فالفعل دليل الأصل ايها العراقيون.

منذ بداية التكوين، العيلاميون يتحينون الفرض لاحتلال وطنكم لعداوة تأصلت في نفوسهم لا دين.فالعراق له قصب السبق في حضارة الأقدمين، هل قرأتم ما كتبه أردشير مؤسس دولة آل ساسان الى خلفائه من الأيرانيين في عهده حين قال لهم: "أحذروا ايها الملوك التهاون بالوطن،والأغترار بالدنيا والجاه والسلطان،فالزمان لا أمان فيه ولا جديد، الا لمن حفظ العهد والبرهان والوطن..؟

فلا تخربوا بلادكم بأيديكم أيها المرافقون للأحتلال، بعد ان قلتم لنا ان وصولكم لسلطة الدولة هو اعلى درجات القوة والقانون والسلطان،فصدقناكم،لكنكم أضهرتم لنا عكس ما تضمرون في قلوبكم السوداء،فهل هذا نقص فيكم ام ان أقوالكم كانت زوبعة في فنجان. لقد اصبحتم مقصرون تقصير السامع بالشيء عن المُعاني له، فأذا حلت الواقعة ستحلُ بالجميع ولن ينجو منها احد،فسفينة نوح لم يركبها الا الصادقون..؟.

فهل تريدون ان يذهب الملك عنكم لينتقل الى آل ساسان الذي عاشوا ولا زالوا يفكرون بالعصبية وسلب ملككم وكرامتكم ليعود الملك أليهم كما يخططون ؟ واذا ما بقيتم على حالكم في التمزق بعيدين عن الشعب، سيتمزق بيتكم بعد ان أنغمستم في النعيم، وغرقتم في الترف والجواري الحسان،والمال الوفير، واستعبدتم أخوانكم بعد ان مزقتم شملهم بقوانين المذهبية الباطلة، والمحاصصية البغيضة، وأبقيتموهم نازحون ومشردون،تتصدق عليهم دول البداوة وكل والضاحكين، وأنفقتم فيها اموالهم،وأخيرا سمحتم للرعاع والمجرمين (الدواعش) من احتلال وطنهم بعد ان سرقتم أموالهم وأودعتموها عند الأخرين واليوم تتباكون...؟.

وأعلموا يا قادة المنطقة الخضراء (السوداء) اليوم اذا ضعفت الهمم واستمر الترف،وتجاوز القانون والحقوق، سيتطلع الى السلطان غيركم من المجاورين لكم، ليجدوا أملاً في أنتزاع الملك منكم،فتسموا أمالهم الى الملك الجديد،الذي كانوا ممنوعين منه بالقوة الوطنية الغالبة عندكم .فما دهاكم ايها العراقيون في بيع ملككم وشرفكم وقيمكم من اجل دنيا ستزول بكم جميعا، ولا ندم، فالندم لا ينفع على فراش الموت النادمين.

اصحوا ايها العراقيون فتاريخكم ما كان هكذا ابداً،فأحذروا حكامكم اليوم ...من مغبة ضياع ملككم وتاريخكم منهم...؟

حكامكم اليوم،أنهارت قيم الحياة المقدسة عندهم،فشاعت بينهم نظرية الفساد والتعامل معه بأعتباره شطارة،فهل سقطت قدسية النضال عندهم ؟

يا حكام المنطقة الخضراء، ويا نواب التدليس، ويا مؤسسة الرئاسة المتخلية عن المثل والوطنية والشعب: " لا تحسبوا ان الصمت جبن او ضعف،فالأرض صامتة لكن في جوفها برهان.. فسكوت الشعب عنكم اليوم بعد ان خدرته مؤسسة الدين لصالح الحاكم المستبد،لا يعني جهله بكم وما تعملون.. ان الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بتكرار أخطائه .

.فحذاري من الجايات...؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم