صحيفة المثقف

سمير خلف الله: تبا للأوغاد

MM80لو جاء فيه جبريل يطوي الأشماس والأقمار

لقالوا هذا الدجال محترف الأسحار

 


 

تبا للأوغاد / سمير خلف الله

ممن دستورهم قتل ابن الإنسان

 

متى يفهم الأوغاد والأشرار

بأن قتل النفس حرام

وأن قتل الإنسان غير مباح

شرطيا كان أو جنديا أو مدنيا

أو مهما كان ، فهو يبقى قدس الأقداس

هذا ما جاء في التوراة

وما جاء في الإنجيل وما جاء في القرآن

متى يفهم الأوغاد والأشرار

بأن قتل النفس حرام

وأن قتل الإنسان غير مباح

حتى في الأضغاث وفي الأحلام

منا كل إجلال ، كل إكبار

إلى كل شهيد مات موت البطل الجبار

مات بسهام سرب ذئاب وضباع

منا كل إجلال ، كل إكبار

إلى كل سبية ماتت في وكر الأشرار

من بعد تعذيب أو تقطيع للأوصال

من بعد تشويه للوجه أو كي بالنار

فيا ويل أمي والإخوان

من شر شرذمة الأوغاد

فنحن نعيش اليوم في زمن

الشّطار والقّـُـطاع والسراق

والصعاليك والأوباش والسوقة والفجار

في زمن

السّـُـلاب والنّـُـهاب والفتاك الدُّعار

نحن نعيش في زمن لصوص البر

وقطعان الغيلان ممن عادوا أعوانا للشيطان

***

نحن نعيش في زمن الطاعون

يحالف الطاعون والسرطان

نحن نعيش في زمن رفع رايات التقتيل

في زمن الهدر والتكفير

باسم العرق ، باسم الجنس ، باسم اللون

باسم الوطن والدين

نحن نعيش في زمن

تنتهك فيه الأجساد والأعراض

يغتصب فيه الأطفال ، تغتصب فيه الأوطان

نحن نعيش في زمن

لو جاء فيه عثمان والخطاب

لنالوا الطعنة تلو الطعنة

من جمع الأوغاد والأشرار

نحن نعيش في زمن

لو جاء فيه نوح أو إلياس

أو من كان نبيا في الناس

لقالوا دمه مهدور ومباح

***

نحن نعيش في زمن

لو جاء فيه موسى بالألواح

لقالوا هذا محض سحر براح

نحن نعيش في زمن

لو سار فيه عيسى فو ق البحر

وفوق صفح ماء الأنهار

لقالوا هذا زنديق أفـّـاق

نحن نعيش في زمن

لو جاء فيه حبيب الله

لقالوا هذا كذّاب كفّـار

نحن نعيش في زمن

لو جاء فيه جبريل يطوي الأشماس والأقمار

لقالوا هذا الدجال محترف الأسحار

نحن نعيش في زمن

لو جاء فيه ولدان الفردوس

وفي يدهم مختلف الأثمار

نحن نعيش في زمن

لو جاءت فيه زبانية والسوط في يديهم من نار

لقالوا هاتوا ما في يدكم نأخذه منكم تذكار

وعودوا فنحن تطيرنا بكم

يا أقبح من جاءنا بهذا اليوم من الزوار

عودوا إلى الجنة والنار

فنحن أعلى من رب الناس مقام

إن قال قلنا مقال

فتبا لكم يا من عدتم للشيطان أحبار

وتبا لكم

يا نسل سجاح من ماء الكذّاب

والمهذار

***

نحن اليوم نعيش في زمن نيرون

في زمن الفرعون ، لا في أيام ذي النون

نحن نعيش في أزمان هامان

لا في زمن

أيوب أو لقمان

نحن نعيش في زمن

لا تحيا فيه سرب الغزلان

لا يحيا فيه طير حمام

نحن نعيش في زمن

تغتال فيه كل مهاة

وتخنق فيه أنفاس

الغرد والحسون والكروان

نحن نعيش في زمن

الدّبور والحيات والحيتان

وكل خَـبَـثٍ بالسوء طنّان

نحن نعيش في زمن تسيد فيه الضبع

وساس السهل والوهد

وبين جنبات الغاب

***

نحن في زمن الفجّار والدّعار

في زمن

من سادوا سدوم في إحدى الأيام

وهاهم قد عادوا دعاة للشيطان

يقيمون قداس العهر

ينئون عن صلوات الطهر

يتلون أسفار الملعون

وفي فيهم منه ألف وألف مزمار

يحيكون آيات الذبح والهدر

وكأن الإخوان عادوا من الكفار

وكيف تناسوا بأن أباه من

ماري بنت الأخيار

فألف سلام عليك يا عمار

وألف سلام عليك يا عمار

مات القديس ومات الأحرار

وعاش في الجنة الدّعار والأشرار

مات القديس وعاش في الجنة

إبليس والفجار

***

أما علم الأوغاد والأشرار

بأن قتل الإنسان غير مباح

شيخا كان أو تربا للفتيان

أين في هذا شرع كل الأديان

وأين في هذا قول الرسل

يا شرّ السوقة والرعيان

عليك اللعنة يا وجه السوء

عليك كل ما جاد به قاموس

الجدات والخالات والعمات

من كلمات العار والزنّار

عليك لعنة كل ما خلق الرحمان

ممن طار أو سار

عليك لعنة قد كُـتِـبتْ فوق المدر

وفوق ورق الشجر

وفوق حجر الوديان

وتلك اللعنات

جاءت بشرى في الناس

تتغني بها البومة والغربان

***

عليك اللعنة في آناء الليل

وفي أثناء كل نهار

عليك اللعنة يا رأس حلف الفجّار

فما أنت إلا من نسل الشيطان

ومن مهل ، أو من نار

وما أنت ككل البشر

من طين من أو من حمإ مسنون

أو من فخار

وما تسري فيك روح الغـفّـار

من أنتَ لتغتال البسمة والأفراح؟

من أنتَ لتغرز في كل فؤاد سكينا أو مسمار؟

من أنت لتزهق الأنفاس والأرواح؟

من أنتَ لتبذر الأنواء في كل مساء وصباح؟

وتريق الأدماء في كل رصيف ومقام

من أنت؟؟

أيا وجه الصعلوك والقرصان والخصيان

لتكون في الناس القاضي والديّان

***

وماذا لرب الناس أنت قائل

عن دماء أريقت بظلم وباطل

أما كان لها صاحب يتزكى

وفي المساجيد

الصبحَ والظهرَ والعصرَ صلى

ومن ماله كان يعين

فقيرا ومسكينا وسائلْ

وبيت الرحمان أتاها زائرْ

ويحوي فؤادا بحب الإله عامرْ

ومنه إليه تسابيح كنداء المآذن

ومن في الأرض والسماء

كل على هذا شهيد وشاهد

ارحل فهذا الوطن قدس

للأطهار وللأحرار

ارحل يا غصن الزقوم وأشواك الصبّار

ارحل فهذا الوطن

ما كان وكرا للأوباش وللشطار

هذا وطن ليس ككل الأوطان

وطن ترعاه عين الرحمان

ترعاه عين الفرسان و الرهبان

وطن

لا كان ولا عاد مأوى للشيطان

 

بن امهيدي / الطارف / الجزائر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم