صحيفة المثقف

نارين عمر: ظلالُ جودي

narian omarليأتيني صدى روحك من ظلالِ جودي

فأراكَ تلوّحُ لي من سفينةِ "نوح"

 


 

ظلالُ جودي / نارين  عمر

 

نظرة من نارٍ

قبلة من جدولٍ وربيع منتشٍ

بسمة تلثمُ نفسي

تغازلُ شراعَ لبّي

تكسيني ورعَ القدّيسِ:

لمَ كلّ القلوبِ لم تنْبتْ في قلبك؟

لمَ كلّ الفنونِ لم تثمرْ في حسّك؟

نغمٌ خافقٌ في نَغَمِ الكردِ

يرفرفُ حول طيفك، أعلمني تراتيلَ نجواك

صيّرني...

شتلة شتاءٍ في معبدِ الرّبيعِ

زقزقة عصفورٍ تعزفُ نشيدَ آذار

وشوقاً شغِفاً بالطّيران في حديقةِ الكواكبِ

كنتُ حتّى الأمسِ القريبِ أضيءُ وحدي

الشّموعَ في معبدِ "أناهيتا"

أنثرُ وروداً فوقَ عرشِ "نفرتيتي"

أحيكُ ملاحمَ زهوٍ في مملكةِ النّساءِ

ليأتيني صدى روحك من ظلالِ جودي

فأراكَ تلوّحُ لي من سفينةِ "نوح"

ممتطياً جنونَ التّيّار

ملتحياً صوفَ خروفٍ فقد توءمه

تدثّرني بعبّك الغيور

تخبّئني في جفنِ سنابلَ تعانقُ عَبَقَ الفرحِ

تهندسُ غدي من حنّاءِ نيسان

وبشغفِ طفلٍ تهتفُ إليّ:

أوقديني شهقة عطرٍ تنفثُ في وباءِ اليأسِ همسة أملٍ

أيقظيني برعماً في رحْمِ الأمّهاتِ

حين يتيهُ العمْرُ نشوة وبيله الذّهبيّ

روّضي صهيلَ غروري المهووس في جمرِ "آدم"

رغبة حيْرى من أنفاسِ الشّرقِ

ذهول تائه في نبْضِ الغرْبِ

أنطقاني مفرداتٍ ما أزالُ أتوهُ في

"طقوسِ معانيها"

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم