صحيفة المثقف

رائد الهاشمي: الإزدحام هو إرهاب ضد المواطن

أتسائل ومعي سكان العاصمة بغداد (مالذي حدث وتغيّر هذا الشهر في بغداد؟) هل تضاعفت عدد المركبات بين ليلة وضحاها؟ أم تضاعف عدد سكان العاصمة بقدرة قادر؟ أم حدث تغير جيولوجي أدّى الى ضيق شوارع بغداد ونحن لانعلم؟

حاولت تفسير سبب الإزدحامات المفاجئة في العاصمة طوال هذا الشهر والتي أصبحت إرهاباً جديداً ضد المواطن فلم أجد تفسيراً منطقياً لها، فلقد أصبحت معظم ساعات يومنا هي أوقات ذروة في السير والشوارع مقفلة وزادت معاناة المواطن البغدادي في التنقل وقضاء مصالحه والوصول الى مكان عمله، فالمسافة التي كان يقطعها في الأيام الاعتيادية بربع الساعة بات يقطعها الآن بساعة أو أكثر وهذا مازاد حجم معاناته وهو المثقل بجميع أنواع المعاناة اليومية فمن مخاطر العمليات الإرهابية الى الركود الاقتصادي العام والذي أدى لنقص كبير في القدرة الشرائية وعدم تمكنه من سد احتياجاته واحتياجات عائلته الضرورية الى ارتفاع الأسعار في كل شيء ونقص الخدمات العامة ورفع أجورها من قبل مؤسسات الدولة بحجة سد النقص في عجز الموازنة العامة والذي لايمكن سدّه إلا من جيب المواطن المسكين .

أنا لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة خاصة ضد المواطن وأعرف حجم التحديات الكبيرة التي تواجه حكومتنا سواء في الوضع الاقتصادي أو في حربنا المقدسة ضد الإرهاب الداعشي ولكن هذا لايمنع من مناقشة أي مشكلة تظهر في المجتمع والتنبيه عليها لمحاولة الوصول الى حلول مناسبة لها، وهنا أود ان أطرح بعض التساؤلات وأضعها على طاولة الحكومة وأتمنى أن تجد آذان صاغية لتحقيق المصلحة العامة للمواطن.

ألسؤال الأول هو لماذا يقوم عناصر قواتنا الأمنية في السيطرات المنتشرة في شوارع بغداد بحصر السير في منفذ واحد ضيق وغلق المنافذ الأخرى دون أية إجراءات بتفتيش المركبات مسببين إختناقات مرورية كبيرة وخاصة في أوقات الذروة؟ والسؤال الثاني هو لماذا تقوم كوادر أمانة بغداد بحملات تنظيف الشوارع وزراعة وتشجير الساحات والجزرات الوسطية وغسل الشوارع وسقي المزروعات مستخدمين العجلات الكبيرة والعجلات الحوضية العملاقة وفي وقت الذروة الصباحي عند توجه عباد الله الى أعمالهم ودوامهم؟ والتساؤل الثالث هو لماذا يقوم رجال المرور في أوقات الذروة بتوقيف العمل بالإشارات الضوئية التي تم إنشاؤها بطرق علمية وبنظام الكتروني متكامل يضمن انسيابية عالية في حركة المرور والاعتماد على اجتهاداتهم الشخصية في تسيير حركة المرور مما يؤدي الى إختناقات كبيرة في التقاطعات والشوارع؟ وتساؤلي الأخير هو لماذا لايحلو للسيطرات المشتركة الجوالة أن تمارس عملها إلا في أوقات الذروة وخاصة الصباحية مسببة بذلك طوابير طويلة من العجلات.

هذه تساؤلات وليست اتهامات ويمكن لأي مسؤول أن يتأكد منها على أرض الواقع بسهولة ودعوتي للحكومة أن تجمع الجهات الأربعة المذكورة في هذه التساؤلات على طاولة واحدة وبمناقشة مستفيضة وتنسيق بسيط بينها ستتمكن من وضع الحلول الناجعة لمشكلة الإزدحام ولرحمت المواطن المسكين من عناء يومي كبير وجنبته الخطر والتعب والتأخير في قضاء مصالحه ولضمنت إنسيابية مريحة لحركة المرور في شوارع بغداد الحبيبة.  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم