صحيفة المثقف

كاظم شمهود: ضياء العزاوي: من اقطاب الفن العراقي المعاصر (27)

khadom shamhod1- كان ضياء ولازال من ابرز الفنانين العراقيين وكان مبدعا ونشطا لا يكل ولا يمل من العمل وقد ساهمت اعماله الاولى في التعبير عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فكانت لوحاته الزخرفية ذات ابعاد ثورية قد تركزت على مأساة فلسطين منها (مأساة تل الزعتر 1979، صبرا وشاتيلا 1980 )، ثم (الروح الجريحة 2010، ومدينتي المحاصرة 2011.) .. وكان ضياء ذو اتجاها قوميا وكانت اعماله ترجمة لهذا التيار الثوري .. وهو غزيرالانتاج سواء كان في التزويق او الرسم او الكرافيك، حيث نجد لوحاته معلقة في كثير من المتاحف والاماكن الراقية والمؤسسات الحكومية.. كما الف الكثير من الكتب والتي طبعتها وزارة الاعلام في مرحلة الستينات . (عملي ينخرط ضمن حركة نهضة الفن العربي) .. اما اليوم فنحن لا نعرف هل ان ضياء قد تخلى عن ذلك النهج القومي السياسي ام لازال متعلقا به بعدما انكشفت لعبة الحكام القوميين العرب وفسادهم ؟؟؟؟ وقد سمعته يتحدث في معرضه الاخير في الدوحة عن المه وحزنة عما يجري في العراق من محاصصة وطائفية؟؟ ولكن لم نجد له ذكرا للارهاب والدواعش والوهابية وازلام النظام السابق ؟؟؟

134-diaa1

ولد ضياء في بغداد عام 1939، دخل معهد الفنون الجميلة للدراسة المسائية وتخرج منه عام 1962 – ثم درس في كلية الآداب قسم الآثار وتخرج منها عام 1962. بعدها عين مديرا لمديرية الآثار. انتمى الى جماعة الانطباعية التي يشرف عليها حافظ الدروبي ثم انظم الى جماعة الرؤية الجديدة عام 1969، بعدها الى جماعة البعد الواحد عام1971 التي اسسها شاكر حسن آل سعيد ...

 

2 - ضياء في لندن:

وفي عام 1976 سافر الى لندن واستقر فيها ثم عين رئيسا للمركز الثقافي العراقي في لندن ... وهناك استغل ضياء مركزه هذا فعمل على تكوين شبكة من العلاقات مع المراكز الثقافية العربية والاجنبية ورجال الفن والادب والثقافة والسياسة وخاصة مع الدبلوماسيين الخليجيين العرب مما زاد من سمعته واقتناء لوحاته وبالتالي ارتفاع اسعارها ..

وقد اخبرني بعض الاصدقاء في لندن بان ضياء كان يرفض زيارة كالري الكوفة في لندن والذي يشرف عليه المهندس المعماري الدكتور محمد مكية حيث كان هذا المكان مركزا للمعارضة العراقية ايام النظام البعثي المقبور ... ومهما اختلف الآخرون مع ضياء في مواقفه واتجاهاته الفكرية لكن لم يختلف احد من انه من ابرز الفنانين العراقيين المبدعين والمعروفين في الساحة العربية واليوم اعماله تزين متاحف العالم العربي والعالمي ومنها لوحته المشهورة –صبرا وشاتيلا- الموجودة الآن في تيت كالري في لندن ..

 134-diaa2

معرض الدوحة:

3– يقام حاليا معرضا للفنان ضياء في الدوحة –قطر – يحمل عنوان (انا الصرخة ...) ويستمر الى شهر ابريل 2017 ويحتوي على حوالي 550 لوحة تجمع ما بين الماضي والحاضر من اعماله المتنوعة في تقنياتها واساليبها - (معرض استعادي) والعنوان - انا الصرخة – يذكرنا بلوحة - الصرخة- لادوارد مونخ 1863 – والتي تعكس السأم من الحياة وعذاباتها وحالة التشرد والغربة التي كان يعيشها الفنان ؟؟ كما يذكرنا برواية - الصرخة – للكاتبة المصرية رضوى عاشور، حيث تحمل الرواية مقاطع موجعة ورسائل تشائم.. ثم نذكر رواية اخرى للكاتب الياباني كينزابورو وتسمى- الصرخة الصامتة – وهي تحكي عن حياة اليابان بعد مأساة هيروشيما ونجازاكي عام 1945، وفد قدمت الرواية ثقافة اليأس الوجودي في اليابان المعاصر.(الرواية حصلت على جائزة نوبل) .. وهناك ايضا رواية اخرى تسمى- الصرخة- للكاتب المصري محمد امين وهي تشير الى موميا وجدت في المقبرة الملكية تصرخ منذ ثلاثة آلاف سنة ولا يسمع احد بصراخها ..

و بالتالي نحن امام صرخة الم واوجاع يطلقها الفنان من خلال اعمال بصرية تعبر عن فترة يمر بها العراق تعتبر من احرج واسوأ الفترات التي مربها الشعب العراقي .. حيث الهجمة الشرسة للارهب الذي يتمثل في الدواعش والوهابية وبقايا النظام المقبور .

 

4 – التقنيات:

كان ضياء في بداية حياته الفنية يرسم باسلوب واقعي للحياة الاجتماعية العراقية بتقاليدها وعاداتها الشعبية ومتأثرا بالرواد والتراث الاسلامي الفني والاساطير الرافدية القديمة .. استخدم الحرف العربي- الحروفية – في مرحلة الستينات وكتب قصائد من الشعر الجاهلي في اعماله واصبحت تشكل احد العناصر الفنية في لوحاته حيث اخذ يتفنن في استخدامها مرة كحرف تشكيلي ومرة اخرى كحرف اعلامي . ثم انتقل الى التجريد ولكن بقت التأثيرات السابقة عالقة في اعماله مع رفدها بالتقنيات الاوربية ..ثم اخذ يتنقل من مدرسة الى اخرى ومن اسلوب الى آخر .

(عملي ينخرط ضمن حركة نهضة الفن العربي) . قد يختلف البعض عن رؤية ضياء في التطلع الى قيام فن عربي، ولا يدل بالظرورة استخدام الحرف العربي في التشكيل الى قيام مدرسة عربية فهناك فنانين اجانب استخدموا الحرف العربي في لوحاتهم مثل بول كلي .. يقول الكاتب والناقد المصري زكي محمد حسن (يكاد يتعذر وجود فن عربي انما هناك فن اسلامي) .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم