صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: حقيقة الاسلام الغائبة.. المذاهب المختلفة فرية الفقهاء (23)

abduljabar alobaydiهل لنا من رئيس جديد جريء يتحدى التخلف الفقهي، بألغاء المحاكم الشرعية المختلفة وتوحيدها بمحكمة واحدة يسميها المحكمة الشرعية الاسلامية..؟ لتُضم الى الهيئات القضائية الاخرى للتخلص من الطائفية والمذهبية البغيضة التي فرضت على الشعب العراقي ومزقته ضمانا لمصلحة الحاكم لا الشعب؟.

هذه الخطوة ان اقدم عليها حاكم ستضعه في قمة الوطنية وسيُحفر اسمه في التاريخ بأعتباره اول رئيس عراقي ينتصر على التخلف المذهبي الذي أوصلنا الى مرحلة الأنهيار التام لقيم الحياة المقدسة في العراق .

التاريخ والدين سيقفان معه في هذه المعركة الشرسة التي يواجه بها اعتى الاسلحة المدمرة للحياة الاجتماعية في التاريخ العراقي والتي يقودها رجال الدين وجمهرة مرافقو التغيير الذين أشاعوا نظريات الفساد والتعامل معه بأعتباره شطارة تحت ستارالوطنية و الدين،فأسقطوا قدسية النضال العراقي الذي من اجله عمل المخلصون.وكبلته بالمحافظة على ابقاء القديم المتخلف على قدمة خشية ان لا يتقدم الوطن وينتصر على القديم..

ولد الاسلام حراً لا مذهبياً وسيبقى حراً الى أبد الابدين، ونتحدى من يأتينا بنص قرآني مقدس يقف الى جانب الفقهاء المخترعين للمذاهب الدينية والتي اصبحت عائقا حقيقيا امام التقدم في عراق وعرب المظلومين وبعد ان أصبحت تاريخ.. فمتى اخترع السلطان الفقيه هذه البدعة لتبقى حجر عثرة امام التقدم وانفتاحية المجتمع الواحد المتطلع الى كل جديد.

ان عامل الزمان والمكان لهما من الاهمية في التحديث والتطوير دون اهما ل

التاريخ .

ان اهمية التجديد ...واهمية يكون لهذا المشروع الانساني جدية على مستوى الرؤية التاريخية... وجدية في النظر والعمل لتوحيد الرأي العام المسلم والتخلص من تبعات الرأي الفقهي المتخلف للخروج الى عالم الحضارة  والتطوير .ان معالم الطريق للسنُة المحمدية التي جاءت موحدة بلا مذهبية ولا رجال دين، ولا فتوى ولا لباس معين يمثل هذه الطغمة من المشعوذين،انما اخترعت هذه المصطلحات من قبل الحاكم واصحاب المصالح الخاصة وخاصة مرجعيات الدين،,التي لم يعترف القرآن بها ولم يخولها حق الفتوى على الناس، ولم يميزها بلسباس معين على طريقة رجال العهد القديم.

من هنا نحن نملك المثل الأعلى،ونملك النموذج في النظرية والتطبيق..بهذه الرؤية المحمدية الصافية في التوحيد نملك المنهج والنظرية والتطبيق،وبهذا يكون بأمكاننا ان نُحدث التغيير الجذري لنتخلص من سلاسل فقها الدين التي كبلتنا بأوهام المختلفين والمتخلفين دون اية قواعد واصول،لنُحكم المعايير ونتخلص من المشعوذين، والبعد الزمني في التقدير.

المسلمون من آدم الى محمد (ص)، والمؤمنون هم اصحاب محمد. فنوح وابراهيم وموسى وعيسى ومن جاء معهم هم من المسلمين،لقول الحق : " ان المسلمين والمسلمات ...والمؤمنين والمؤمنات...أعد الله لهم مغفرةًوأجرعظيماً.،الاحزاب 35". فالقرآن يؤكد ان المسلمين شيء والمؤمنين شيء اخر،لكن التطور الزمني بمجيء الانبياء وفق السياق التاريخي لا يغير الحقيقة، فكلهم مسلمون ولا فرق بينهم ابدا امام قوانين العدل الآلهي في التقيم.

وبخاتمة الآديان تمت الرسالة (اليوم أكملت لكم دينكم ...)، وكانت أيذانا بان الانسانية قد بلغت سن الرُشد،وجاءت مرحلىة تحمل الأعباء. كل الديانات اليهودية والمسيحية،وحتى الديانات الوضعية التي مرت بمراحل مختلفة في الخلاف والأختلاف،لكنها في النهاية انتهت بالأعتراف بوحدة الهدف والتحقيق،الا أمة الاسلام ضلت على تفرقها دون توحيد. فهل بالعودة للعقلانية والتخلص من العاطفة الدينية والمذهبية المصطنعة التي اخترعها الفقه الميت سنصل الى الأنسانية الرشيدة ليصبح العقل حراً مختاراً يتوجه بهدى القرآن،بعد ان نعمد الى التطبيق الرسولي بعيدا عن توجهات رجال الدين،والعقل يعرف بفعاله لمواجهة تحديات مسيرة الانسان ..؟ .

أكثر من 1400 سنة ونحن بهذا الحال ومن سيء الى أسوء فهل سنصحوا يوماً لنلحق بالامم الاخرى،أم نبقي حزب الدعوة المترهل والاحزاب الاسلامية الباطلة الأخرى تولد لنا القاعدة وداعش وطالبان والوهابية وكل جماعات التخريف، ونتخلص من كل ترهات المذهبية الباطلة وشعوذة رجال الدين كل شيء عند الله قريب .. لكن لا يتحقق هذا الا بالعمل المخلص وبهمة المخلصين؟

بعد وفات الرسول محمد(ص) أختلفت الأراء حول الرئاسة لا الدين،فنست القيادات من بعده الوصايا الخمس وآيات الشورى في التحديد فأبتكروا الخلافة التي اشتد الخلاف عليها لدرجة انهم جاؤا بنظرية (منا أمير ومنكم أمير) وها هي تعود اليوم لعراق المظلومين بأسم المحاصصة ليترأس الدولة من غير مستحقيها من الناكثين بالأمة والدين. بعد ان قدم لنا القرآن رؤية جديدة في الصراط المستقيم والمعروف والمنكر ومبدأ التلازم بين الحنيفية (نظرية التطور) والاستقامة والرجل والمرأة (خلقناكم من نفسٍ واحدة ) ونظرية المعرفة الانسانية التي أغفلها كل المفسرين من اصحاب نظرية الترادف اللغوي الخطئة في تفسير القرآن الكريم ..

كلما طرحوه من اختلافات فقهية لا تمس جوهر العقيدة،بل كلها اجتهادات شخصية عفا عليها الزمن،وكل ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم ليست بصحيح، اما ما جاء في بحار الانوار فهو تأليف لا يستند الى سند صحيح،فالرسول (ص) امر بعدم نقل الاحاديث عنه كي لا تختلف الامة وتكون بديلا للقرآن الكريم (انظر الواقدي في المغازي ت ـ207 للهجرة ).

كفى لقد ضحكت شعوب الارض علينا ونحن اصبحنا عراة بلا سلاح للدفاع عن انفسنا والدين بعد ان خربوا الحياة الاجتماعية وظلموا المرأة وحولوها الى شك بيقين،واشاعوا العادات الفارسية في مسيرات الاحزان ليغلفوا كل ما يريدون بغلاف الدين .فلا اسلام فينا محترم،ولا شعائر لنا مكرمة،.فصلاتنا مختلفة، وزواجنا مختلف، وطلاقنا مختلف، وجهادنا مختلف، وأرثُنا مختلف، ووصايانا مختلفة، والنص في القرآن واحد،(البقرة 180)،ونحن ندعي بوحدة المسلمين.

ثقوا ايها الناس أنهم ما جاؤا الا لتخريب الوطن والناس لينعموا هم واولادهم في بلاد الأوربيين بنعمة الوطن دون الناس؟ وترفهم الفاحش واللامحدود في المنطقة الغبراء مثالا لما نقول ..؟

لا حل امامنا الا بصرخة شعبية و قانونية تلزم توحيد المناهج الدراسية وتنزع السلطة عنهم لنستبدلهم بالمخلصين، لعل الاجيال القامة تعي التحريف،اما اجيانا الحاضرة فلا أمل فيها في التصحيح بعد ان تشبعت من التخريف، واصبح نزع الفكر المتخلف منها بعيد. فهل سيعي المسئول مسئولية الامة في الاصلاح كما وعت قيادات الامم الاخرى قبلنا في التنفيذ، وتخلصت من سيطرت مؤسسات الدين.

 

د.عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم