صحيفة المثقف

شمس الدين العوني: الفنانة التشكيلية نسيبة العيادي العروسي في معرضها الجديد

ثمة نهر من الألوان يمنح الأنثى دلالها ومجالات فعلها المنشود...

المرأة ..هذا الكائن الممتلئ بالمعاني وباللغة المفعمة بالفعل والجمال وما به يصعد الانسان للعالي من القيم والأفكار والقول بالسمو نحتا للذات وتأصيلا للكيان..ثمة نهر من الألوان يمنح الأنثى دلالها ومجالات فعلها المنشود فهي بالرجل والفكرة عنوان باذخ من المجد والرجل بها مساحة أخرى سانحة للتحليق عاليا وبعيدا في أكوان التوق والشوق والنجاح الذي به تسعد البشرية..و من هنا فالأنثى عوالم للابتكار وانشاء الملاحم والحنين..

انه الحنين الكامن في الانسان لما هو خيرعميم فالأنثى بذلك طريق الخصب والنماء وحلم الجميل..

أنت / أيتها الذاهبة الى النسيان / العائدة من النسيان/ مزقني الحب والخجل / وصرت كشهقة الأزرق / في سراب اللغات/حسنا / أنا دافئ كليالي الشتاء هند السطور / أراوح بين معنى ومعنى...

من هنا بزغت فكرة المجد الأنثوي ولمعت معاني الألق..هكذا رأت الفنانة الطفلة شيئا من لغة الألوان تجاه عوالم الأنثى ..في هذا التمجيد العالي للمرأة بمناسبة اليوم العالمي ضد العنف المسلط على المرأة وتناغما مع الحملات الداعمة لحقوقها ..كانت الفكرة وكان المعرض..

الفنانة التشكيلية نسيبة العيادي العروسي وفي هذا الاطار الذي ذكرنا وضمن سلسلة معارضها الجماعية والفردية..افتتحت معرضها الخاص برواق الفنون علي القرماسي بشارع شارل ديغول بالعاصمة والذي يتواصل الى يوم 24 ديسمبر الجاري وذلك تحت عنوان " المرأة اكسير الحياة " ..

المعرض حضره خلال حفل الافتتاح عدد من الفنانين والمهتمين بالمعارض ونشطاء الفنون التشكيلية وغيرهم وقد ضم عددا من الأعمال (25 لوحة ) منها تحت عناوين

"عائشة " و" رقة " و" نساء المدينة " و" الشقراء " و" التحدي " و" المرأة وردة " و" العروس " و" النسيج و" العودة " و" استراحة ...

و قد أخذتنا الرسامة نسيبة الى أعمالها من خلال الفكرة التي قادتها لمواضيع اللوحات حيث أنها رغبت في رسم المرأة عبر حالات متعددة لها في الحياة وسعت لابراز المرأة كما هي مشيرة الى جمالها بدون تحريف أو تصرف لتقول بجمال الأنثى التي هي كائن في المجتمع لا بد من النظر تجاهه بكثير من الاحترام والود والاعتبار بعيدا عن النظرات الدونية فالمرأة فكرة وحياة وحلم وعطاء وعمل ..

اللوحات مثلت أجواء مختلفة للمرأة من خلال أعمالها في الصناعات التقليدية وفي الحقل وما الى ذلك من شؤون الحياة والمجتمع..

نجد حضورا لتلوينات المرأة التي اشتغلت عليها الفنانة نسيبة جماليا لتبث فيها شيئا من الدلالات الاجتماعية والذهنية والنفسية..فالمرأة في هذا المعرض من قارات مختلفة لنجد المرأة الافريقية والأوروبية..المرأة أيضا في حالات من الرقص والعمل والابداع .

لقد عمات الرسامة في هذا المعرض على القول بتجليات مختلفة ضمن عالم المرأة هذه التي تضفي على الأكوان شيئا من عطورها وحالاتها من ذلك البهجة والسرور وخصوصا في هذا العالم المربك الذي يريد البعض تحويله الى متحف مهجور فيه الخرائب والدمار..

يا حدائق الليل الزاخرة بالنعاس /  مصقولة هذه العذوبة عندك / وأنت تزرعين أعمدة البوح في مدن / عشاقها شتات..

و بشأن هذا المعرض تقول الفنانة نسيبة العروسي "...أقمت معرضي هذا إيمانا مني بقدرات المرأة وسعيا لترسيخ قيمتها لما تقوم به في جميع المجالات وتنويها لمجهوداتها الجبارة التي ما انفكت تبذلها،واعتزازا بصدور مجلة الأحوال الشخصية منذ ستين سنة ومواصلة لتظاهرة تونس بنساها حد ما ينساها التي شاركت فيها كفنانة تشكيلية ... أحبكن جميعا...".

اذن..معرض  وتلوينات شتى من عوالم المرأة...الحياة....ينضاف لمسيرة الفنانة والمربية التشكيلية نسيبة التي تواصل تجربتها ضمن تنوع في المواضيع والأشكال وفي سياق البحث عن مضامين متجددة بينها وبين المتلقي.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم