صحيفة المثقف

الثابت والمتحول في المجتمع العراقي المعاصر.. رؤية من أجل المستقبل

وبالمقابل، حدثت فيه (تحولات) ما كانت لتحصل لولا نوع وكمّ وطول زمن تلك الاحداث.

ما تلك الثوابت التي ظلت راسخة كالجبال بوجه عواصف عاتية؟ وما تركيبتها البنيوية؟ والتساؤل معكوسا أيضا بخصوص التحولات؟

صحيح أن للسياسة انعكاساتها على الحياة الاجتماعية، ولكن هل يحصل العكس؟ وأين تخطأ السياسة حين تفقد وظيفتها بوصفها فن ادارة شؤون المجتمع؟. وهل يخطأ المجتمع ايضا فيضطر السياسة الى مسايرته في خطئه؟.

أية مفاصل في البنية الاجتماعية يستهدفها معول السياسة في أوقات الأزمات.. فتنهار؟ وهل يردّ المجتمع على السياسة أم يظل يتلقى الضربات؟.وما المسار الذي سيفضي اليه الصراع بين السياسة والمجتمع في زمن التغيير " المنفلت" الذي تتعطل فيه قوانين التطور الاجتماعي في زمن الاستقرار؟

سنقوم من جانبنا بطرح أفكار بعضها كنّا نشرناها، غير أننا نعيد صياغتها في سياق مشروع نأمل أن يسهم في اغنائه وانضاجه علماء الاجتماع والنفس والسياسة والمثقفون، يصار بعدها الى عقد ندوة علمية تتبناها جهة رئاسية أو وزارة أو مؤسسة ثقافية..تقدم رؤية تسهم في انقاذ العراق من محنته.

 

القسم الأول: التعصب في المجتمع العراقي

يعني التعصب اتجاها سلبيا غير مبرر أو عدائيا نحو فرد أو جماعة، مصحوبا بنظرة متدنية   وحكما غير موضوعي،قائم على أساس العرق أو الدين أو الطائفة أوالجنس، أو أي  اختلاف آخر قابل للملاحظة.

 

أسباب نشوء هذا التعصب

ينشأ التعصب أصلا من فكرة تأخذ شكل (الصور النمطية  Stereotypes) التي تعني : تعميمات غير دقيقة يحملها الفرد بخصوص جماعة معينة، لا تستثني أحدا منها، قد تكون إيجابية أو سلبية. وفيما يتضمن التعميم الإيجابي صفة جيدة يضفيها الفرد على جماعته التي ينتمي إليها،فان التعميم السلبي يتضمن صفة سلبية  يضفيها الفرد على الجماعة الأخرى التي تختلف عن جماعته في العرق أو الدين أو الطائفة.  والصور النمطية  (Stereotypes) - مستعارة  من عالم الطباعة  وتعني القالب الذي يصعب تغيره بعد صنعه - تكون مؤذيه لثلاثة أسباب:

الأول: إنها تسلب قدرتنا على التعامل مع كل عضو في الجماعة على انه فرد بحد ذاته. فعندما نحمل صورة نمطية عن جماعة، فإننا نميل إلى أن نتعامل مع كل عضو فيها كما لو كان شخصاً يحمل كل صفات الجماعة، بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص يحمل تلك الصفات أم لا.

الثاني: إنها تقود إلى توقعات ضيقة بخصوص السلوك. فصورنا النمطية تقودنا إلى أن نتوقع بأن أفراد جماعة معينة سيتصرفون جميعهم من دون استثناء بطريقة معينة.

والثالث: إنها توجّه فكرنا نحو عزو خاطئ. فالمتعصب يعزو الصفات الإيجابية إلى شخصه والى جماعته التي ينتمي إليها، ويعزو الصفات السلبية إلى الجماعة الأخرى التي يختلف عنها في القومية أو الطائفة أو الدين.

والمؤذي في ذلك، انه في حالة حصول خلاف أو نـزاع بين جماعته والجماعة الأخرى فإنه يحّمل الجماعة الأخرى مسؤولية ما حدث من أذى أو أضرار، ويبرّئ جماعته منها، حتى لو كانت جماعته شريكاً بنصيب اكبر في أسباب ما حدث.

ان كل واحد منّا يحمل معارف ومعتقدات منظّمة بخصوص عالمه الاجتماعي، يقوم على أساسه  بتصنف الأفراد وفقا لخصائص معينة مثل: العرق، الجندر أو الجنس، العمر.. أو بعلاقتهم بهويته الاجتماعية مثل (نحن مقابل هم). بل أن مجتمعنا يصنف الناس أحيانا حتى على أساس المنشأ أو الانتماء الجغرافي. تأمل ذلك في العراقيين عندما يقابل أحدهم شخصا يقول له أنه من: البصرة أو سامراء أو الموصل أو العمارة أو الناصرية...فأنه يتصرف معه بمعالجة المعلومة بناء على المدينة التي ينتمي اليها.

والذي لا نعلمه أن الصور النمطية تعمل فينا وتقرر سلوكنا بنشاط تلقائي (أوتوماتيكي). تأمل ذلك – مرّة أخرى – في العراقيين عندما يتعّرف أحدهم على شخص يقول له انه من:قبيلة شمّر مثلا، أو زوبعي، أو ياسري...، أو تكريتي، أو بصري، أو عاني، أو كوفي، أو مصلاوي...،فأنه يتصرف معه بطريقة معينة، حتى ليصبح الأمر في تصنيفهم للناس على أساس: (المدينة، أو العشيرة، أو الجنس، أو العرق...) يشبه عملية قيادتهم للسيارة... أعني عملية تلقائية أو تعودية، تعمل على مستوى يكون خارج درايتنا به.

والذي لا نعلم به أيضا، أن الصور النمطية تعمل ترابطات أو اقترانات وهمية بين أحداث أو موضوعات غير موجودة في الواقع، تدفعنا الى أن نعمل استدلالات نبني عليها أحكاما غير دقيقة. خذ، مثلا، الترابطات أو الاقترانات الوهمية الآتية عند العراقيين : (المصلاوي والبخل، البصراوي وخفة الدم، الكوفي والغدر، الشروكي- العمارتلي بشكل أخص- وقلة الذوق، الدليمي والفطارة..).

والأمّر من ذلك أن هذه الأوهام تتحكّم في الكثير من تصرفاتنا ونحن عنها غافلون !. وأننا لن نكون في مأمن من الكارثة حتى لو وصفنا أنفسنا وتحدثنا عبر القنوات الفضائية بأننا نعشق الديمقراطية قولا وفعلا، فيما نحن في بيوتنا ومع أهلينا متعصبون حدّ النخاع !.

 

التعصب العرقي: (Ethnocentrism):

تعنى العرقية Ethnocentrism، النزعة لدى الفرد نحو تفضيل الجماعة التي ينتمي إليها على باقي الجماعات الأخرى، ونظرته إلى جماعته على أنها مركز كل شئ، والحكم على الآخرين بمقاييسها.

وثمة حقيقة نفسية خافية عن الناس هي انهم يحابون جماعتهم العرقية،  إذ يرون أنفسهم بأنهم يمتلكون صفات لطيفة، وسلوكاً مهذباً،  وانهم محبوبون للغاية. والعامل المزاجي في هذه الحقيقة النفسية هي ان الناس ينـزعون إلى تصنيف عالمهم الاجتماعي الى صنفين (نحن) و(هم). وانه من هذا التقسيم ينشأ التعصب والصراع والتحيز والتمييز.

وما يدعو للدهشة ان أفراد الجماعة العرقية ينزعون الى رؤية قدر كبير من الاختلاف (لا التشابه) فيما بينهم كأفراد، فيما يرون قدراً اكبر من التشابه (لا الاختلاف) بين أفراد الجماعة الأخرى. لنأخذ صفة الكرم كمثال، فعندما يطبقونها على أنفسهم، فانهم يرون في أعضاء الجماعة التي ينتمون إليها من هو كريم، ونصف كريم، وبخيل،  وبخيل جداً. أما إذا طبقوها على أفراد جماعة عرقية أخرى، فهم يرون فيهم جميعاً، بخلاء دون استثناء. وقس على ذلك خصائص أخرى، مثل: الذكاء، الصدق، الأمانة، الشجاعة…وما يعاكسها من صفات (تفحص نفسك وتفحصها بين افراد مجتمعك).

وعلينا أن نعترف بحقيقة نفسية أخرى،  هي حاجة الإنسان إلى هويتين :  واحدة للذات وأخرى اجتماعية. الأولى تمثل كينونته ووجوده و(أناه) الخاص به. والثانية تمثل عضويته في جماعة مرجعية (قومية، دينية، مذهبية...). والاعتزاز بالقومية أو الدين أو المذهب، يحقق حاجتين نفسيتين لدى الإنسان: الحاجة الى هوية اجتماعية  والحاجة الى الانتماء، وهما حاجتان إنسانيتان مشروعتان، شرط أن لا تكونا مصابتين بالتضخم الذي يقود الى الاستعلاء، أو الإحساس بالنقص الذي يفضي الى الشعور بالاضطهاد، وكلاهما من صنف (البارانويا). وأبشع ما في البارانويا أنها اذا ما تمكنت من صاحبها فأنه يصاب بهذيان (لأتغدى به قبل أن يتعشى بي)، ولن يرتاح إلا بعد أن يفعلها، وهذا ما حصل بين العراقيين في عامي 2006 و2007، لدرجة أن القتل استهدف من كان أسمه "عمر " و"حيدر "و "كاكا سيروان"!.

ان للعربي الحق في أن يعتز بعروبته، والحق نفسه للكردي في أن يعتز بكرديته، وكذا التركماني والقوميات الأخرى. وكما للسنّي الحق في الإيمان بمذهبه، فأن للشيعي الحق نفسه في الإيمان بمذهبه، وكذا الايزيدي ومن هو على مذهب آو دين آخر..وهذا ما هو سائد في المجتمعات الديمقراطية الغربية..بل أنك تجده حتى في المجتمع الهندي المتعدد الاعراق والأديان والمذاهب. غير أن الجانب السلبي في الهوية الاجتماعية يبرز عندما يعمد صاحبها الى  إعلاء مكانة واعتبار الجماعة التي ينتمي إليها، وتفضيلها  على الجماعات الأخرى.

والغالب في مجتمعنا العراقي، أن الجماعات المرجعية العرقية تميل إلى أن تهتم اكثر بتغذية الجانب السلبي من هذه الهوية في تنشئة أطفالها، وتعزيزه في الحديث اليومي للراشدين منهم، والتركيز عليه في خطاباتها السياسية والثقافية والدينية بأن تعمد إلى تضخيم ما أصابها من حيف أو ظلم من الجماعات  الأخرى (بمعنى انهم طيبون والآخرون أشرار)، او الإكثار من تمجيد تاريخها والزهو به،لا بصيغة تبيان حقيقة موضوعيه واعتزاز مستحق إنما بصيغة تحمل،  تصريحاً او تلميحاً، أفضليتها على الجماعات الأخرى، وإنها كانت، عبر تاريخها الطويل،  منزّهة  من كل خطأ، وإن كانت ارتكبته فأن الآخرين كانوا هم السبب !.  وهذا لسان حال كل الجماعات في كل المجتمعات،  ظالمة كانت أم مظلومة،  حتى لتحسبها سجية في البشر !.

وما لم ينضج وعينا الى مستوى إدراك أن حق الآخر مشروع كمشروعية حقنا، ونرتقي تلقائيا الى سلوك مهذب  يحترم الهوية الاجتماعية للآخر، فأن الحال يؤول الى ما يمكن تسميته (حرب المعتقدات). والمشكلة أن المعتقد اذا ما أصيب  بـ (الالتهاب) يصير هو  (فيروس) التعصب..ينتشر بين (نحن مقابل هم) في عدوى هستيرية تشعل حربا تكون أشد ضراوة وأكثر سخفا من حروب الأيديولوجيات.

 

العراقيون والصور النمطية

تمثل الصور النمطية المكوّن المعرفي لاتجاه التعصب،ويمثل التمييز  Discrimination المكوّن السلوكي له. ويعني التمييز: فعلاً عدائيا أو سلبياً أو مؤذياً غير مبرر نحو أفراد من جماعة قائم أساساً على عضويتهم في تلك الجماعة،  وليس لسبب آخر.

ويمكن تحديد أربعة جوانب في الحياة الاجتماعية تفضي إلى التعصب هي:

الطريقة التي نفكر بها، والطريقة التي من خلالها نضفي المعنى على الأشياء، والطريقة التي تخصص بها موارد العيش والثروة، والطريقة التي نتمثل بها المعايير والقواعد الاجتماعية.

والخطوة الأولى في نشوء التعصب تبدأ بتصنيف بعض الأفراد في جماعة واحدة على وفق خصائص معينة،ووضع الآخرين في جماعة أخرى على وفق صفاتها المختلفة. فالفكرة الأساسية في الإدراك الاجتماعي هي أن تجميع التنبيهات يكون قائماً على أساس ما بينها من تشابهات، ومقابلتها بتنبيهات على أساس ما بينها من اختلافات. ومن هذه الفكرة تنشأ عملية عقلية أخرى تقسّم الناس الى ما اصطلح على تسميته بـ (داخل الجماعةIn- group) و(خارج الجماعة Out-group)، ومنها ينجم ما نريد ان نسميه بـ (الحَوَل الادراكي)، وهو مصطلح من عندنا نريد ان ندخله في ثقافتنا. ويكون على نوعين:

حَوَل داخلي: يرينا ما هو إيجابي في جماعاتنا ولا يرينا ما هو سلبي فيها.

وحَوَل خارجي: يرينا  ما هو سلبي في الجماعة الأخرى، ولا يرينا ما هو إيجابي فيها.

و الواقع إننا جميعاً مصابون بهذا الحَوَل، والاختلاف فيما بيننا  في الدرجة ليس الا.

والملاحظ  على المجتمع العراقي  أن عقله محشو بصور نمطية لا تحصى، وبشكل عجيب غريب. ففضلاً عن الصور النمطية المتعلقة بالعرق والدين والطائفة والمرأة، فأن فيه أخرى قائمة على أساس المدينة. فـ (المصلاوي)  لدينا عنه صورة نمطية، وكذا: البصراوي، والنجفي، والعاني، وناصريه، والدليمي... وأهل  أربيل  لديهم صورة نمطية عن  أهل السليمانية،  والعكس موجود أيضا، " وبعضهم على بعض يقول النكات !"..

و الأغرب انك تجد صوراً نمطية قائمة على أساس المحّلة: ابن الفضل، ابن باب الشيخ، ابن الشواكه، كظماوي، معظماوي.. وما يجعلك تندهش أنهم يعِّدون أنفسهم مختلفين بعضهم عن بعض،  بالرغم من انهم يسكنون في محلات متجاورة، ولا تجد تفسيراً لذلك سوى انهم مصابون بـ (الحَوَل العقلي).

 

وثمة أربع ملاحظات:

•الأولى، إن "الموروث السيكولوجي البدوي" في رذيلة التعصب ما يزال يتحكم بنا لاشعوريا،  فضلا عن جهلنا بأن هذا التعصب مصحوب برذيلة أخرى هي هاجس " بارانويا " الشك بالآخر والخوف من غدره.

•الثانية، أن عقولنا،نحن العراقيين، تتحكم بها ما نجم عن أحداث مضى عليها قرون لا ما يمليه علينا الحاضر من أحداث.  وأن اللاشعور الجمعي للعامة  قولب عقولهم من ألف سنة على حوار السيف بدلا من حوار الكلمة في خلافاتهم السياسية والفكرية.

•الثالثة،إن السياسي العراقي مصاب بهوس الملكية الشخصية لثلاثة: السلطة والمال والمرأة. فاذا حصل على السلطة فان قيمه التي ورثها من ألف سنة تدفعه الى  أن يعظ عليها بأسنانه، وينفرد بها انفراده بزوجته.

•والرابعة، أن نضج الوعي السياسي (الحالة التي يصل فيها العراقي الى أن ينتخب:  الكردي عربيا والعربي كرديا والسنّي شيعيا والشيعي سنّيا..." يبدو أنه يخضع لنفس قوانين النضج البيولوجي..أعني أن يتم عبر مراحل. وأن " الشعب العراقي " هو الآن في مرحلة الحبو في وعيه بالانتخابات الديمقراطية بعد ست سنوات أمضاها في مرحلة الرضاعة..

ومع أنه من غير المعقول أن نطلب من رضيع " بدوي " القفز بالزانة !، فأن الكثير من  السياسيين العراقيين يدّعون أن هذا ممكن..ومطلوب أيضا، مع أن أفضلهم نضجا لم يصل بعد مرحلة الحداثة..في الممارسة، برغم أنه يجيد صناعة الكلام بامتياز.

وفيما يخص مناهجنا الدراسية (تحديداً: كتب المطالعة والتربية الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان…) فان عليها أن تنتبه للصور النمطية الخاطئة، وتعمل على محوها، خاصة بعد أن شاع بين تلاميذ المدارس سؤال بعضهم لبعض:" أنت سنّي لو شيعي ؟!".وهو أمر مخجل وخطير جدا على مستقبل الجيل القادم. وان تلتقط موضوعات تعتمد الحوار وسيلة لحل النـزاعات بين الجماعات.وأن تبتعد،  كتب التربية الدينية تحديدا، عن كل ما يفرّق بين المذاهب ، وتعيد لقيمة (الحياة) اعتبارها بعد أن هوت من مكانتها السامية بفعل حروب كارثية وارهاب بشع.

ويبقى على الحكومة أن توزع الثروة بالعدالة، وأن تعمل وسائل الاعلام والمؤسسات الدينية على تعزيز وتعميق الاختلاط والاتصال الحميم بين الناس،  ليحيوا (ثوابت) الصلات الاجتماعية القديمة المعروفة عنهم بروح عصرية جديدة.

 

استنتاج

ان (الثوابت) من القيم والتقاليد المتخلفة ذات العلاقة بالتعصب، تكون في حالة قوة السلطة وسيادة القانون والاستقرار..غير مؤذيةوتظل تهمل ضمن نطاقها الاجتماعي. لكنها في حالة الصراع السياسي على السلطة المصحوب بانفلات الأمن وضعف هيبة الدولة، فان القادة السياسيين من الأطراف المتصارعة يعملون على قدح زناد هذه (الثوابت) ويذكون نارها في هشيمها الكامن في نفوس العامة، ويشيعون الخوف بينهم وتصعيده الى أقصى حالات الرعب: (خطر الافناء)..فيفقد كثيرون السيطرة على سلوكهم ويندفعون نحو ارتكاب أفعال طائشة وجرائم وحشية تضطر باقي الناس اما الى مسايرتهم لحماية أنفسهم أو النزوح الى أماكن آمنة. فضلا عن ارتكاب تصرفات غير اخلاقية وغير انسانية. فلقد شهدت جامعات عراقية دخول طلبة من طائفة معينة الى قاعات المحاضرات والاعتداء على أساتذة أمام طلبتهم، وأمر الرجل المتزوج من غير طائفته تطليق زوجته مع أن لهما أولاد وبنات في الجامعة!.

والمطلوب من علماء النفس والاجتماع والسياسة والمثقفين التقاط الحكمة من الدرس وتوظيفها في مشروع يستهدف (غسل) النفوس من (ثوابت) متخلفة من الأفكار والقيم والصور النمطية التي تكون غير مؤذية في زمن الاستقرار، لكنها في أوقات الأزمات تكون كالبركان الذي ينفجر فجأة في مدينة..فيحرق أهلها دون تمييز.

 

أ.د. قاسم حسين صالح

رئيس الجمعية النفسية العراقية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1271 الثلاثاء 29/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم