صحيفة المثقف

جودت العاني: عطر الخزامى

MM80كلما هبت الريح بين الحقول

تشد الزمان بأنفاسها العاطرة..

 


 

عطر الخزامى .. /  جودت العاني

 

بالأمسِ كانت هنا

تجلس قربي

تغفو

وفي كل ركن

كأني أراها

تحاور هذا الوجود

وتشكو

ثمَ ، ألمحُ بسمتها الساحرة..

*  *

كانت كغيم الخريف

ما أن تجول

حتى تصب مزنتها الماطرة..

*  *

تفوحُ بعطر الخزامى

كلما هبت الريح بين الحقول

تشد الزمان بأنفاسها العاطرة..

*  *

اليوم ، لمْ تعد تخطو أمامي

لمْ يعد غير صمتٍ

توارى خلف نبرتها الباهرة..

*  *

هنا شالها

وذاك فستانها

ومرآتها مركونة فوق أوراقي..

تطل  بسمتها من زوايا المكان

فأرمق نظرتها في عمق أعماقي..

*  *

أسمع صوتها عند المساء

أرى ظلها

يعدو

كأن الزمان غدا كالغيمة العابرة..

*  *

أنتظرت طويلا

قبيلَ الرحيل

وبعد الرحيل

وكنتُ أجاري عيون المهى

كلما يهطل الدمع حزنًا

أرقب الصبح يأتي

وعند الهجيع الأخير

تفر العصافير من حولنا

ويأتي الغبش

وتبقى السماء بحلتها الباهرة..

*  *

أستفقت عليها تنادي

كأني وصوت المهى

حين ينأى

يعاجلني في نبرة سافرة..

*  *

أحاور صمت الهوى

وصداه يملأ رأسي

وحينَ إقترابي

تلاشى الصدى كالهمسة الماكرة..

*  *

لمْ يعد غير إحتساء الثواني..

لمْ يعد غير انتظار الصدى

يأتي ولا يأتي

كأني والهوى قهرًا نعاني..

كلما قرب الرحيل

يدنو بأنيابه النافرة..!!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم