صحيفة المثقف
جودت العاني: عطر الخزامى
كلما هبت الريح بين الحقول
تشد الزمان بأنفاسها العاطرة..
عطر الخزامى .. / جودت العاني
بالأمسِ كانت هنا
تجلس قربي
تغفو
وفي كل ركن
كأني أراها
تحاور هذا الوجود
وتشكو
ثمَ ، ألمحُ بسمتها الساحرة..
* *
كانت كغيم الخريف
ما أن تجول
حتى تصب مزنتها الماطرة..
* *
تفوحُ بعطر الخزامى
كلما هبت الريح بين الحقول
تشد الزمان بأنفاسها العاطرة..
* *
اليوم ، لمْ تعد تخطو أمامي
لمْ يعد غير صمتٍ
توارى خلف نبرتها الباهرة..
* *
هنا شالها
وذاك فستانها
ومرآتها مركونة فوق أوراقي..
تطل بسمتها من زوايا المكان
فأرمق نظرتها في عمق أعماقي..
* *
أسمع صوتها عند المساء
أرى ظلها
يعدو
كأن الزمان غدا كالغيمة العابرة..
* *
أنتظرت طويلا
قبيلَ الرحيل
وبعد الرحيل
وكنتُ أجاري عيون المهى
كلما يهطل الدمع حزنًا
أرقب الصبح يأتي
وعند الهجيع الأخير
تفر العصافير من حولنا
ويأتي الغبش
وتبقى السماء بحلتها الباهرة..
* *
أستفقت عليها تنادي
كأني وصوت المهى
حين ينأى
يعاجلني في نبرة سافرة..
* *
أحاور صمت الهوى
وصداه يملأ رأسي
وحينَ إقترابي
تلاشى الصدى كالهمسة الماكرة..
* *
لمْ يعد غير إحتساء الثواني..
لمْ يعد غير انتظار الصدى
يأتي ولا يأتي
كأني والهوى قهرًا نعاني..
كلما قرب الرحيل
يدنو بأنيابه النافرة..!!