صحيفة المثقف

المتتبع لحالة القادة العراقيين الذين لا يوجد لديهم رادع في اكتساب لقمته من الحرام على حساب معيشة الفقراء والمعدمين من ابناء جلدته، ويبدو انهم صاروا مطمئنين الى ان حسناتهم في هذه الدنيا هي اكثر بكثير من سيئاتهم الى درجة تدفعهم الى فعل بعض السيئات متعمدا ومطمئنا الى ان تلك السيئات لاتحبط من حسناته شيئا .

ربما يتعجب الاخ القارئ من هذا الكلام، لكن اقول لاداعي للعجب ونحن نشهد عجائب وغرائب هذه الدنيا .

فبلدنا العراق مثلا، اصبح في هذه الفترة التي يسمونها بايام الديمقراطية فيه من العجب العجاب في التفنن بالسرقة والاحتيال ونهب ثروات مجتمع باكمله .

نعم فقد تجد هناك انسانا صائما، مصليا، لكنه في نفس الوقت يكذب ويتهم ويفتري على الغير، ويراوغ، وينافق،ووو .. الخ من قائمة الافعال والصفات الذميمة لكنه يبرع في تغليف ذلك بمبررات واحاييل قد تنطوي على الكثير .

احاييل بعضها  (شرعية) واخرى (وطنية ) وثالثة (انسانية) ورابعة (مهنية) وهكذا الى اخر مافي جعبته من مبررات واحاييل شيطانية .

وهناك من يعتقد انه الاذكى ويستغلالاعلام ويجعله وسيلة لاعماله فيفتعل الامورافتعالا بحجة ان الاعلام صنعة الاثارة واعطاء الضوء الاخضر للمتعاونين معه والساندين له بنشرها وبوسائل اعلامية عراقية او تدعي ذلك لكنها مااحبت الانسان العراقي ولو للحظة واحدة .

بل يذهبون الى ابعد من ذلك، يحاولون ان يتعاملوا مع صحف ووسائل اعلام اخرى تثار الشكوك حولها بانها تتعامل مع اجهزة وجهات مخابراتية همها خلق النزاع وايجاد التفرقة وبث روح التشتت والصراع الداخلي في اوساط الشعب العراقي . لاندري هل شبع مثل هؤلاء الاشخاص من الحسنات فملوها وارادوا ان يجربوا السيئات وارتكاب الذنوب واكتساب المعاصي لكي يتمتعوا بنعيم الدنيا والاخرة، هذا اذا كان في ارتكاب الذنوب حسنات ومن بعدها السكن في دار النعيم !!

 ياقادة قذف بهم القدر الخؤون علينا، يجب ان تعلموا ان الكذب حرام، والغيبة حرام، والتسقيط حرام، والبهتان حرام .

وان غلفتموها بغلاف شرعي تبتدعوها، او حتى تحت غلاف ضرورياتكم الوطنية او المهنية ...

سلام البهية السماوي – ملبورن