صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: تجاوزوا الخوف أيها المبطلون من أجل الانسان والوطن.. تحية لجيشنا الباسل المقدام بيوم عيده الأغر

abduljabar alobaydiتحية لجيش العراق الباسل العظيم في عيد تأسيسه اليوم، الذي قهر الاعداء في فلسطين، وفي جبال الجولان الشماء دفاعا عن العروبة والانسان..وجرع السم للمعتدين الذين اليوم ينتقمون من عراق المغاوير..تحية لك وعاروشنار على من قبل حلك وتفتيتك من اجل مصلحة الخيانة والخائنين..؟ لا تحزن والله سيموتون..

مثلما وردت آيات الحق والعدل في القرآن، وردت آيات الباطل والخوف، ليس في القرآن فقط بل في التوراة والانجيل و كل كتب الديانات والحكماء والفلاسفة الاخرى.

هل خلق الانسان ليشقى؟ لا... انما خلق الأنسان ليُسعد في الدنيا وينفع الاخرين، الا في بعض بلاد العُرب الخونة والمزورين وباعة الاوطان للأخرين.

اخي المواطن... لا تخون ولا تسرق اموال الوطن والمواطنين فهي حَوب عند الله كبير، أستبدل ثقافة الخيانة التي زرعها الحاكم في وطنك بثقافة الأمانة والكمال، فمن يفعل الخيانة تموت الحمية في نفسه كما ماتت في نفوس الحكام اللا آدميين الخائفين المرتجفين اليوم من الغد والمصير، ففضل المواطن هو في الخدمة الصالحة والكمال، لا في الترف والثروة والمال. أجعل قولك وعملك منزه عن الزيغ والهوى والريب والرياء، فلا تكن مثلهم ولا تشجع نفسك على مخالفة ما أمر الله به والعرف واخلاق الصفاء عند الأخرين.

قرأت اليوم خبرا ان الصحفية أفراح شوقي قد خرجت من سجنها بعد وثبة الاحرار ضد الخاطفين الظلمة الذين خطفوها بأمر قادتهم من الذين نسوا الله وحقوق الأنسان، لكن ابناء الظلمة والفاسدين هناك في لندن وباريس وواشنطن يمرحون ويسرحون بأموال الناس دون خوف من الله . أين موقف السلطان والدين من الفاسدين قوليها يا مرجعية الدين المعزولة عن المواطنين، فقد قالها امير المؤمنين : "ان عزلة الحاكم والمرجع عن الناس شعبة من الضيق". كما قال: "لو كان الفقر رجلا لقتلته بسيفي؟ وقال امير للمؤمنين أخر: " كيف أستعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ". تحروا عن الحقيقة ومايدور في مجتمعكم لمعرفة الحقيقة لا غير...؟

نحن نقول لا خوف في المحبة والصدق والأعتدال، فالمحبة والامانة تطرح الخوف والقلق من قلب الخائفين..فكن اخي المواطن الصالح مع المحبة والصدق ومحبة الوطن والوفاء له، فأوطان الغرباء لا نفع فيها ولا وطن .. ولا تجامل الخائنين والمرتشين المزورين كما يجاملهم اليوم خونة الدين، لتحل فيك الطمئنينة وراحة النفس لتنام مرتاحا من كل تفكير. فالخونة والسراق وباعة الوطن كلهم خائفون اليوم لا ينامون ليلتهم من الخوف والقلق الكبير، اللهم ربي زدهم خوفا على المصير.. ولا تهنئهم بما يسرقون؟

ورغم ان التكنولوجيا التي حلت كل اشكاليات الحياة وجعلت الانسان مرتاحا آمنا من الخوف، لكن تبقى المحبة الآلهية وراحة الضمير من كل خطأ مقصود، هي الطاقة اللازمة لكل انسان كي يسيرفي الطريق الأمين، والتي من دونها لا خيرُ يرتجى لعَالَمٍ أكله القلق من جراء ابتعاده عن الحق والعدل والمنطق الصحيح . والا كيف شهد بعض العراقيين بالباطل امام القوى الكبرى على وطنهم زورا ليقتلوه بأيديهم من اجل مغنم لئيم...ذهب منهم من ذهب الى حساب القادر الكبير، وبقي منهم من يتعذب ويرتجف من المصير؟

قرأت في كتب التاريخ حوارا جرى بين الخليفة المنصورالعباسي (ت158 للهجرة) الذي كان مريضاً بالبطن، وبين عامله مَعن بن زائدة الشيباني الفقية المعتدل .قال المنصور لمعن : "يا معن اني أشعر بدنو أجلي فنوبات المرض تقتلني في كل ساعة، حتى يأست من الشفاء وسأذهب هذا العام لمكة المكرمة لعلي اشفى مما اعاني واشقى، " .قال معن للخليفة بعد ان سلمَ عليه وأثنى عليه : " انت لن تموت بالمرض مولاي أمير المؤمنين، ولكن سوف تموت بالقلق والخوف من حساب القادر القدير"، فرد الخليفة على معن قائلاً : وما تقصد يا معن، قال معن للخليفة: لا تكن الحاكم بنفسك على نفسك، ولا تظلم الناس، فالناس يقولون :ان الظلم ُ فاشٍ ببابك؟

فهل يقرأ حاكم الوطن ما قاله مَعن ..؟

ارتاب الخليفة من الخوف من الله والقدرة الآلهية التي تراقب الناس وتعلم سرهم وجهرهم وما في الصدور..قال مَعن :"أصلح نفسك، فأن الله يقبل التوبة، يُميت ويُحي، قادر ان يَجرح ويُعصب، قادر ان يَسحق ويشفي". قال المنصور : صدقت يا معن ..لكن فات معادنا اليوم بلا أمل ..؟

كانت لكلمات مَعن أعظم الأثر في نفس المنصور المتغطرس، فنادى على حاجبه ليكت كتابا لأبنه المهدي في بغداد قائلا له: "يا بني :" ألتزم بالوصايا العشر في القرآن الكريم، فالوصايا ملزمة التطبيق في التأسيس، وحافظ على اموال الرعية، فعزك في رخاء وطنك، آياك والمال الحرام فأنه حوب عند الله كبير.اعدل مع الرعية..فأذا اصابتك شدة...فبعدها رخاء... واذا اصابك كدر.. فبعده صفاء.

فقرربعدها ان يذهب ليتعافى وان مات فليعفو الله عنه مادام انه اعترف بالخطأ امام الله القادر القدير، فمات الخليفة المنصورفي مكة سنة 158 للهجرة تاركا وصية يقول فيها:

ايها الحاكمون، لا تظلموا الرعية، ولا تسرقوا المال العام، ولا تفضلوا اولادكم على الأخرين، فجزاؤكم الخير ان أستقمتم، وجزاؤكم الويل ان أنحرفتم". وقال :"ان المال الحرام حوب عند الله كبير، فاعترفوا بالحق، والحق القديم لا يبطله شيء فالعقل مضطر لقبول الحق كما قال علي أمير المؤمنين، سيؤخذ من السارق حتى ولو سكن القصور وملك الأنام والسلطة " . نعم التزم المنصور، لكن بعد فوات الآوان حيت مات هناك نادماً ".

لكن الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين "؟ فهل سيندمون قادة المنطقة الخضراء ومن معهم من الظالمين الذين باعوا الوطن للأجنبي، وحلوا الجيش العراقي المنظم سور الوطن لتحميهم مليشيات القتل والأختطاف والتجريم، وسرقوا المال وبذروه على نزواتهم والأخرين، وقتلوا النفس الانسانية، وهتكوا الاعراض وهم يدرون انهم يدرون بما يفعلون؟

واجه الخوف اخي المواطن من تجاوز الخطأ بشجاعة ستجد لك الحماية الآلهية دون ان تدري، فلا تحكموا على أنفسكم يا حكام الخيانة بالمروق تاركين محبة الله للحق والعدل غير مكترثين.

ان يد الله والصالحين ممدودة للجميع ان اعترفوا بالحق والعدل ومحبة الناس والوطن.. ومن لم يستطع الأصلاح فليتنحى للأخرين، فالدولة ليست ملكا للمارقين، وأرجعوا الاموال المسروقة ولا تستجدوا المال من الأخرين حتى تناموا آمنين، ولا تكثروا ديون الوطن فأنتم تقتلونه بأيديكم وانتم تعلمون .. فلم يعد وطن العراقيين وطن، بل نهبا للمجرمين، فلتكن روح الثقة والمحبة محور حياتنا، ساعتها سنواجه الخوف والقلق من المصير..ولا تبقوا في شكوى العازة والاحتياج للأخرين، فالبلاد لا تعمر بغير العدل الذي انتم اليوم منه بعيدون. واجهوا الحق بشجاعة الانتصار بقدرة رب العالمين .

فلا تكونوا الا مع الله والصالحين ...؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم