صحيفة المثقف

احمد خميس الجنابي: بحسن الخلق وجمال الروح ترتقي الامم

ahmad khameesaljanabiكثير منا يتساءل كيف يمكن برقي الاخلاق ترتقي وتنهض الامم؟ .. اثقل ما يوضع في الميزان عند الخالق سبحانه هو "حسن الخلق" فكلما كان الانسان جميلا باخلاقه وتعامله مع الناس كلما كان محبوبا لديهم. إن حسن الخلق يجعل الانسان اكثر كياسة وجمالا وان ذلك ينعكس على تصرفاته وظاهره وملامحه ليصل الامر الى مستوى "القبول" بين بني البشر والاهم رضا الله سبحانه وتعالى. الاخلاق والكرم صفتان متلازمتان هنيئا لمن يلتزمهما في هذه الدنيا الفانية . اذا ما تحدثنا عن جمال الروح فان ذلك يعني امكانيات وقدرات الإنسان في اقناع الاخرين عبر التواضع والاحسان والحكمة والموعظة الحسنة. ويجب ان نفرق بين التواضع والذل فمن تواضع لله رفعه الله.  

السعادة الحقيقية فيها راحة النفس وعلوها ورفعتها اينما حلت وكانت فضلا عن الطمأنينة والسكينة التي يبحث عنها الكثير منا.  قضية احترام الانسان للإنسان الاخر مهما كان لونه وعرقه مهمة جدا في جعل المجتمعات سليمة وسعيدة فالخالق سبحانه حث على احترام خلقه " ولقد كرمنا بني أدم". الاكرام يشمل كل الصفات النبيلة والحسنة من احترام وتقدير وتعاون و علاقات طيبة الخ... عندما تطبق المجتمعات هذا المفهوم الذي يحمل معان كبيرة في تنظيم حياة راقية فبالتاكيد سينعم الجميع بحياة كريمة متسامحة تكون مبنية على اساس الاحترام والتعاون البناء فيما يخدم افراد المجتمع ايا كان وفي اي بلد. اذن لتحقيق ذلك والحصول على حياة طيبة ملؤها السعادة والامان يحتاج كل انسان ان يبدأ بنفسه عبر النقد البناء ومراجعة الذات واصلاح الافكار بالوسطية والاعتدال وحب الخير للاخرين. يحق للإنسان أن يُوصف بالجميل عندما يترفع عن عادات بعض الناقصين في المجتمع الكبير ويحاول في نفس الوقت تقديم النصح باسلوب المعلم الراقي. 

الجمال ليست كلمة تقال حينما ترى العين ما يعجبها من مناظر جميلة وليس هوعبارة عن جملة ينطقها الإنسان أيضا ليصف فيها الجمال نفسه.

إن الجمال الحقيقي شيء أبلغ من ذلك وأكمل فهل كل حسن جميل ! ...

الجمال حالة خاصة بين الكلمات. و لو أن الإنسان تمعن جيدا في مفهوم الجمال لوجد أمام عينيه الإجابات لكل الأسئلة حول المعنى الصحيح للجمال الحقيقي الذي يتساءل عن مفهومه الكثير.

من العدل أن لا نظلم أنفسنا بتحريفنا لكلمة الجمال فنفقدها معناها

حينما نهبها لمن لا يستحقها لمن يبدو لنا جميل المنظر لكنه سيئ الجوهر.

من خلال مفهومنا المتواضع نقول ان الجمال هو روعة الأخلاق وسمو الفكر ونضوج العقل هو أن تجعل الاخرين يندفعون تجاهك معانقين محبين . ماهي ردة فعل أحدنا لو جمعته الظروف يوما بإنسان لا يحمل من صفات الوسامة شيئا؟ ... وشاء الله أن يدور بيننا وبينه حديث عابر فوجدناه رائع الفكر ، طليق اللسان ، ذكيا ، لماحا ، طيبا ، مرنا ، يتصف بالكرم وحسن الخلق ، فياترى ماذا سنقول عنه وما الوصف المناسب الذي يجب علينا أن نطلقه عليه..؟ الاجابة اتركها لكم احبتي الكرام ولا تتسرعوا بالحكم منذ الوهلة الاولى.

 

بقلم د. احمد خميس الجنابي - كاتب عراقي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم