صحيفة المثقف

هل تتشابه ظاهرة المفكر محمد شحرور مع ظاهرة لوثر وكالفن في تحريرالوطن العربي من هرطقة التفسير الفقهي للدين؟

الى من نكتب والاخوين غيث عطار وابو سجاد...نقول:

بعد سلسلة الحلقات التي نشرناها في عدة مواقع محترمة، وقد بلغت لحد اليوم 28 حلقة، ومن بينها مجلة صوت العراق وكتابات والمثقف ومجلة النور...ينبري اليوم استاذنا القدير والمفكر الفهيم الاستاذ الدكتور محمد شحرور على الشاشة العربية، ليقدم لنا خلاصة أفكاره النيرة التي نأمل ان تتحول الى حركة فكرية واعية عند الجماهير تمكنهم من الغاء الماضي الفكري في تفسير النص المقدس واستبداله بالصحيح.لعلنا ان نصبح امة لها فكر ناضج ودين يستند على تفسيرصحيح للنص المقدس مثل الأمم الأخرى التي انتجت من اديانها تاريخ...؟

ظاهرة الكاتب المفكر محمد شحرور ظاهرة جديدة قديمة ظهرت مع اصدار كتابه الموسوم (الكتاب والقرآن) وكتبه الأخرى. لو درست وجرى فيها الحوار لأحتاجت الى حوارات النفَس الطويل، عما جاء في تفسير النص الديني عند فقهاء المسلمين، وأرائهم التي دمرت الامة وخلقت لنا كل هذه المذاهب والفِرق الدينية المتناحرة نتيجة الاختلافات الفقهية في حركة الاجتهادات في النص المقدس . ويقف الأزهر الشريف والحوزات العلمية في العالم العربي والأسلامي والقاعدة وداعش في مقدمتها .

ظاهرة جديدة يقودها الدكتور شحرور في فهم النص الديني لو استمرت متابعتها وتفعيلها لصالح الامة العربية، لأنتجت امة تتشابه مع ما انتجته ظاهرة لوثر وكالفن لأوربا قبل حركة الاصلاح الديني الأوربية، كون ان التفسيرالجديد يتعارض والتفسير الترادفي الخاطىءالذي اعتمد على لغة تاريخية قديمة في وقت ان التسميات الحسية لم تكن قد استكملت في تجريدات تهدف الى كشف الحقيقة. هذا ما كنا نكتبه وننشره في المواقع العراقية والعربية ولا زلنا تحت عنوان: (حقيقة الاسلام الغائبة) دون ان يلتفت الينا الا القليل.

على الكُتاب والمثقفين واصحاب القلم ان يساندوا هذه الظاهرة العربية العالمية لنتمكن من تخليص الامة من هرطقة مؤسسة الدين لأسقاط حكومات التدليس والسرقة للمال العام والمحاصصة الباطلة والتدمير، والخيانة الوطنية مع الأخرين، باستخدام الاسلام الفقهي المزيف وسيلة من وسائل التخدير والتجهيل لتبقى السلطة الدينية تقف خلف السلطة السياسية في تدمير حقوق الجماهير وتخلف الامة بأسم الدين، كما دمر الوطن العربي اليوم بشكل عام وعراق العراقيين بشكل خاص .

المفكر يقدم لنا قراءة معاصرة ووجهة نظر جديدة للأسلام في كتابه، (الكتاب والقرآن)، تنطلق من خصائص اللسان العربي، وقوفاً على الأرضية الفلسفية والمعرفية للقرن الحادي والعشرين. وبهذا فهو يعرض وجهة نظر جديدة الى الوجود والتفسير والمعرفة والتشريع والأخلاق والجمال والاقتصاد والتاريخ، بعد ان فصلَ في المصطلحات القرآنية وتبنى المنهج التاريخي العلمي، واعطى لها تفسيرا جديدا يتوائم مع نظريات التطور التاريخي الحديث .

تحدث هذا الكاتب المفكر الجريء في محتويات القرآن وأسباب النزول والتنزيل، وفرق بينهما في المعنى، لينتقل الى القصص القرآنية التي ربطها بالوحي القرآني وقوانين الوجود وقوانين التاريخ.وضرب لنا امثلة مقنعة لهذا التوجه المحكم في تأويل القرآن الكريم. اخذا بنظر الاعتبار شمولية الاسلام التي جاءت من نظرية التطور في التشابه والحدود.

 لقد تبين لهذا المفكر المفعم بالحقيقة القرآنية، ان العمود الفقري للعقيدة الاسلامية ، هو قانون تغير الصيرورة (التطور) حيث تكمن عقيدة التوحيد، وقانون تغير الأشياء (كل شيء هالك الا وجههُ) وفسر تفسيرا علميا معنى الكافر والظالم والاستقامة والاعوجاج ..بهذه الدراسة توصل الى وضع منهج جديد في أصول التشريع الأسلامي القائم على البينات المادية ، وأجماع الاكثرية من الناس، وأكد ان حرية التعبير عن الرأي وحرية الاختيار، هما اساس الحياة الانسانية في الأسلام الحقيقي، وليس اسلام الفقهاء الذين دمروا الامة وأوقعوها في اشكاليات مؤسسة الدين الغير المعترف بها في القرآن والتي أفرزت لنا المذاهب الاسلامية القاصرة عن تحقيق التقدم وحقوق الانسان كما جاءت في النص المقدس من الكتاب والقرآن.

وتطرق الكاتب الى جملة مواضيع رئيسة واساسية في توجيه الحياة في ظل العدالة الآلهية المتطورة، كقضيتي الردة والأرتداد، والفتوح والجهاد، في ظل النص المقدس الصحيح، لا في ظل التفسير الجامد في التحريك. وخاصة في موضوعات الآيات الحدية والحدودية وآيات التعليمات والقضاء والقدر والأعجاز القرآني واعطى فيها رأيا يتوافق مع المنطق والعقل السليم .

اما في نظريات جدل الكون والأنسان وعناصر المعرفة الانسانية فقد ميز بين الروح والنفس وكيفية التعامل معهما بأعتبار كل واحدة لها خصائصها المختلفة عن الأخرى. وتحدث عن الفرقان في التوراة والاسلام واكد انها الوصايا العشر التي منها يستمد الدستور لحماية الفرد في الدولة ، وأكد على الحقوق وحلف اليمين والتزوير، وحفظ المال العام بأعتبارها قواعد لا يجوز اختراقها بالمطلق ومن يخترقها يسقط عنه التكليف.

وتكلم في العصمة والتكليف، والآرث والوصية والقوامة وقال :ان لامعصوم الا الله والقرآن الكريم، وحتى الانبياء عصمتهم بالرسالة وليس في شخوصهم كما ورد في الآية 67 من سورة المائدة، فقد نبه القرآن الكريم الرسول (ص) في عدة مواضع كما في سورة التوبة (آية 43) في خطأ التهاون في التكليف . وتكلم في حقوق المرأة التي دمرها الفقه الوضعي وجاء بنصوص في غاية الدقة في المساواة بين الذكر والأنثى ماداموا هم قد (خلقهم الله من نفس واحدة) . .

ولازال يتحدث في اليو توب عن فصل الدين عن السياسة بمعقولية التشريع، وازمة العقل العربي الحالية التي اغلقت الفكر العربي ووضعته في انفاق مظلمة صعبة الأختراق من اجل فقهاء السلطة لخدمة الحكام الظلمة والسلاطين.

حوارات رصينة معتمدة على كتابه الموسوم (الكتاب والقرآن) الذي ندعو لقراءته وكتبه الاخرى في فقه المرأه والأيمان والتكليف ، كتب رصينة ندعو لقرائتها بأمعان لتغيير صيرورة الزمن وعقل المثقفين الذين لا زالوا يهرولون خلف مرجعيات الدين التي لا تؤمن الا بالقديم، والتي لا يعترف القرآن بها، ولا يخولها حق الفتوى على الناس، ولا يميزها بلباس معين في التثبيت.

شكرا لهذا لكاتب الذي بكتابه سيغير منهج التاريخ ولو بعد حين كما غير لوثر وكالفن في الكنيسة رأي الأوربيين..

ملاحظة كل الاراء القابلة للنقاش منشورة على اليو توب .. ولا زال المفكر يعطي لنا الكثير.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم