صحيفة المثقف

شهقة الموت وضوء النفس.. لوحة الفنان حسام محسن في ذكرى الفنان الراحل كاظم حيدر

ملاحم الابداع الفني شهادة وذاكرة لكل العصورعبر تالقها وسط النجوم ومع كل اشراقة شمس حتى الزوال او الدهر اذ انها الذاكرة الحقيقية للاجيال وتاريخ لا يمكن التلاعب به او التشكك في حيثياتة لان بصماتة ليس فقط مطرزة بالالوان والخطوط والكتل والاحجام بل انها بصمات ضمير ومشاعر واحاسيس لايدركها الا الفنان ذاتة التي يجسدها عبر كل نبض من نبضاتة الشعورية واللاشعورية ولهذا لا يستطيع الناقد الفني من تفكيك تلك المشاعر والاحاسيس والافكار عبر خطوطة والوانة وكتلة المتناثرة على قطعة القماش الا انها محاولات من قبل هذا او ذاك من اجل الوصول الى تلك المشاعر الطوطمية وفك بعض رموزها الفنية وصولا الى المعاني والدلالات عبر الدال والمدلول والذي غالبا لا  يمكن التوافق على  دلالالتها المعرفية بقدر التقارب على مفاهيم  بسيطة لمفهوم الدلالة العامة والتي تحجم غالبا المكنون الذاتي للفنان كشرنقة النحل- كالالوان الحارة او الباردة او والخطوط المستقيمة او المتعرجة -او او او الخ ولهذا نجد الكثير من المبدعين يحاولون تمزيق تلك الشرنقةلغرض التنفيس عن تلك الثورة الهائجة للشعور واللاشعور والغاء المعاني والدلالات الضيقة للالوان والخطوط والكتل والاحجام وووووالخ

واذا ما اردنا التعرج على عنوان اللوحة للفنان المبدع حسام محسن فاننا نبقى عاجزين في التفسير والتحليل الضيق كعجز علماء النفس في تحليل الذات الداخلية للانسان عبر كل نظرياتهم المختلفة والتي لم تتوصل الى توافق في الرؤيا على الرغم من كل الابحاث التجريبة لتلك الذات المتغيرة بتغير ظروفها بدءا بتجارب فرويد وسكنر وبافلوف ووووالخ اذ كيف يمكننا هنا - ان نتوصل رؤيا نفسية او اجنماعية في تحليل - ضوء النفس- وهي ااضاءة نفسيةعن الراحل كاظم حيدر وكيف كان يصارع ويتحدى الموت القادم عاجلا وليس اجلا وكيف كان الفنان حسام محسن الذي يتعايش مع استاذة وهو يسمع صرخات الموت القادم ويسمع فيها دقات ونبضات القلب وهي تعزف لحنها الاخير حتى اصبح كقائد الاوكسترا يشعر ويقود تلك المعزوفة عبر كل نغم يتاتى صداة  من شهقة الموت للاستاذة وملهمة حتى تقاربت الارواح وانسجمت او تداخلت مع بعضها البعض كتناغم اصوات العصافير عند غروب الشمس ولهذا نقول نحن امام محاولة في -ضوء النفس- قد تعجز فيها الكلمات من التعبير عن تلك الارواح التي تجسدت عبر اللون والخط والكتلة  الا انها تبقى بصمات  فنية  تتجاوز فيها  ادوات الفن التشكيلي او الرسم ادواتة التعبيرية الى ادوات تجريدية موسيقية مفعمة  بالتناغم  الميلودي وصولا الى الروح ولهذانجد الالوان والخطوط والكتل المستخدمة في اللوحة تتراقص على الالحان والانغام لشهقات الموت ولهذا تقف الكلمات عاجزة كما تعجز الموسيقى من الوصول الى الروح وتطهيرها عبر انغامها التجريدية الاانها تصل في النهاية عبر التذوق الفني  ولهذا نحن امام محاولة  لجيل من المبدعين ومنهم- المتالق  الفنان حسام محسن-  الذي استمد من روح استاذة بصماتة الروحية قبل الفنية ولهذا  يخاطب جمهورة عن روح استاذة عبر شهقة الموت وباسلوب فني.

من بقف امام لوحة - ضوء النفس - وهو العنوان الذي اختارة الفنان في ذكرى رحيل استاذة  كاظم حيدر كانة يقف امام بركان ثائر من المشاعر والاحاسيس والافكار ولا يرى من ضوء النفس سوى تلك الخفقات النابضة التي يسمع صداها كنبضات القلب النازف بالجراح حتى تمتزج فيها المشاعر بالاحاسيس كامتزاج صوت الانين بالامل او السواد بالضياء اوالشروق بالغروب اذ انها عتمة الشتاء وانيين الالم واشراقة شمس مؤجلة، اذ انه الموت والامل والحياة وكل ما تحملة هذه الكلمات من معاني ودلالات عن صراع الروح مع الجسد  ولهذا كان اللون الاسود هو العنوان الرئيسي للوحة والذي حولة الفنان حسام الى اشكال هلامية مجردة نستطيع من خلالها ان ندرك كمية المعاناة التي كان يعيشها الفنان الراحل وصراعاتة مع الموت والتي شكلها الفنان حسام بشكل ابداعي عبر اشكال هلامية سوداء او زوقاء كادنة في مقدمة اللوحة او الواجهة الحقيقية لتلك الصراعات التي كانت تسيطر في حياة الراحل الكبير اذ انه جريان الدم المتدفق عبر صرخات وانيين نسمع صداه عبر اللون الاحمر المتدفق والتي ترجمها الفنان بشكل فني  وابداعي عبر جريانة من تلك الاشكال الهلامية ويستمر ذالك الجريان حتى يلامس الارض او نهاية اللوحة عند منتصها وبنفس الوقت ان الراحل لم يستسلم لهذا النزيف المتدفق بل كان يواجهة بكل قوة وشراسة عبر تعبير جميل من الفنان حسام الذي ر مز له بالون الابيض مع بعض الضربات لدرجات اللون الاصفر فتارة نجدها مواجهة قوية وشرسة كتلك المواجهة ما بين النهر المتدفق بالجراح واذرع الفارس المنفتض والمواجهة الشرسة لايقاف ذالك النزف بعد ان انهكتة تلك المواجهة عبر تلك الضربات اللونية لدرجات اللون الاصفر كدلالالة تعبيرية عن الجراح التي تنزف من الديناصور الكبير الذي كان يتحدى تلك الجراح وهو واقفا او متحديا او مخاطبا لروحة ولم يكتفي الفنان حسام بذالك التعبير للون الابيض فحسب بل جعلة الخلفية عبر ضرباتة التي  لكل تلك العتمة التي تسيطر على اللوحة مضيفا لها ضربات من اللون الاخضر والازرق لتعزيز قوة المواجهة للراحل وعدم الاستسلام لشهقة الموت عبر تلك الاشكال الهلامية المختلفة والتي تحمل في مضمونها ودلالاتها الكثير من المعاني والدلالات للمتذوق الفني

اذ قدم  الفنان حسام محسن ملحمة تراجيدية عبرنغمات اللون والكتلة والخطوط ليضعنا امام دراسة وتحليل للذات الانسانية للراحل الكبير كاظم حيدر ومعاناتة مع المرض تلك المعاناة التي لا يدركها الا من تشبع بروح الراحل فكراومنهجا وابداعا وتالقا او تمازج الارواح او روح فارقت الجسد واخرى تستذكره بابداع فني عبر لوحة فنية نختلف في عنوانها ولا نصل الى معانيها الدقيقة لانها ابداع من الروح وليس من الجسد والمشاعر والافكار فقط ومن هنا يكمن السر او الاسرار التي تحملها لوحة- ضوء النفس-

شكرا للمبدع حسام مجسن وشكرا لاستذكار معلمة وملهمة  الراحل حيدر كاظم

 

     د. طارق المالكي

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم