صحيفة المثقف

رحلة الى اكبر متحف صيد في النمسا في قصر الدوقات الفريد من نوعه شتاينز

التحفة المعمارية التاريخية قصر شتاينز يقع في قلب اقليم شتايامارك،مقاطعة دوج لاينسبيرك والذي يعد بدوره لؤلؤة المنطقة وتحفة خالدة من عصر الدوقات وفي غرب الاقليم وهو تاريخ للفن المعماري حين كان دوقات النمسا يستعينون بالقدرات الكبيرة والمصممين الايطاليين في تصميم وبناء قصورهم وقلعاتهم، وقصر شتاينز الذي يغطي السطوح الحمراء لبلدة شتاينز نقطة التقاء الفن والتاريخ والفروسية والفعاليات الثقافية والفنية. تحيط بالقصر مزارع الكروم والفواكه ولهذا يغدو منظر القصر من بعيد جوهرة قلب الطبيعة الخضراء.ترجع ملكية القصر منذ عام 1840 الى (دوقات ميران) والتي تملك ممتلكات كثيرة في دولة النمسا واليوم ترجع الى عائلة الدوق(فرانس) واللقب مازال يلاحقهم للاحترام والقصر يعد محل اقامة الدوق فرانس بالاضافة الا انه المورد الاقتصادي له.

الموقع الرائع والفريد للقصر الضخم  والذي ترجع جذوره الى زمن الباروك وكذلك الى عصر النهضة يمنح الزوار فسحة كبيرة من الاستمتاع بفن العمارة والفعاليات الفنية والثقافية. جزء من القصر هو محل اقامة الدوق فرانس ويتم تأجير بعض الاجزاء من القصر مثل الفناء الكبير وشرفات القصر وغرفة الطعام الكبيرة.الجناح الغربي من القصر يرجع للمتحف العالمي(يوهانيوم) في الاقليم وفيه تم افتتاح اكبر متحف للصيد في النمسا وابوابه مفتوحة للزوار.

يعد قصر شتاينز المكان المثالي للقاء العادات والتقاليد والاحتفالات والرومانسية مع الطبيعة.

حجرات اخرى في القصر للايجاروخاصة للعرسان ويتم عقد قرانهن في القصر لقضاء ايام وليال مع التاريخ وفي اطار رومانسي رائع وقد ذاع صيت القصر كثيرا لاقامة حفلات الزواج ايضا والاقامة.

المتحف العالمي(يوهانيوم) العلامة البارزة في الاقليم والاسباب التي دعته الى افتتاح متحف الصيد في القصر كانت ترجع الى حياة وتاريخ عائلة دوقات(ميران)،لقد كانت العائلة على ارتباط وثيق مع الصيد البري والحيوانات والصيد كان من الهوايات المفضلة للعائلة وللتعرف على حياة الصيد والطرق وادوات الصيد والملابس وحيث تكثر الغابات الكثيفة في المنطقة. لقد كانت تضم منطقة الصيد مساحة 2500 هكتاراً.

يقام المعرض الدائمي في متحف الصيد،في قصر شتاينز والمعرض يبين الوجه المشرق لآلاف السنين من هواية الصيد والتي كانت جزء من حياة البشر. يعرض متحف الصيد منذ  الشهر التاسع من عام  2006 المعرض الدائمي حول ثقافة الصيد من جميع النواحي مع ابراز اللمحات الثقافية والعامة والتاريخية والتفاعل الحيوي ما بين الانسان والطبيعة.تعد الجولة التفقدية للزوار في متحف الصيد في النمسا فريدة من نوعها ولأن الصيد عبر التاريخ ذو سحر كبير للبشرية بالاضافة الى المجاميع الكبيرة الرائعة والتي تحكي ثقافات تاريخية مكملة بالاسلحة التاريخية والمعدات التقنية واسرار الصيد.

لقد تم بشكل رائع قيام المتحف العالمي (يوهانيوم) عام 2009 بجمع المواد الصناعية في عملية عرض دائمي في القصر وتحت عنوان (التغذية) والتي تقع في المحور الثوري للافكار التي قام بها الدوق النمساوي (يوهان) والالات الزراعية التي استخدمت في الاقليم وموديلاتها وكان للدوق يوهان الفضل الكبير في تطور الالات الزراعية والصناعية في الاقليم،وهذه الالات كانت مركز الثقل للاقليم في التجمعات الدولية وهي اليوم مفتوحة للزوار وبوسعهم التمتع بهذا التاريخ القديم.

تعد هواية الصيد ثقافة ما بين الازمنة والرحلة الى متحف الصيد نزهة الى اكبر متحف صيد للمجاميع السياحية والعوائل للتفرج على الاسلحة القديمة التي استخدمت في الصيد واللوحات والتحف الفنية والتي تعد بدورها رحلة فريدة ومثيرة للاهتمام وكثرة الحيوانات وخاصة الثعالب الذكية ومتحف الصيد يشرح العلاقة ما بين الصيد والبيئة والحياة البرية والطبيعة.

يعد متحف الصيد في قصر شتاينز تحفة اخرى تضاف الى القصر كتحفة معمارية وفيه يوجد الاعمال الرائعة لفنانين عالميين في الفن واللوحات التي تبرز مشاهداً ولقطات الصيد مع عروض الصيد وزيارة المتحف فكرة مثيرة للاهتمام لمشاهدة تطور الاسلحة المستخدمة ومنها البنادق في معارض زجاجية والقبعات واما قرون الوعول فلها حكاية غريبة حيث كل جدرات القصر تملأها قرون الوعول وقد لاحظت ذلك ايضا في المطاعم الجبلية في جبال الالب وتكثر في القصر هذه القرون.

لا تزال ملابس الدوقات محافظة على جودتها وتعرض ضمن معروضات متحف الصيد في المعرض الدائمي وفي صالة كبيرة حيث تم تحنيط الحيوانات والطيور وعرضت بصورة فائقة ومنها الغزلان والطيور وحتى الدببة والظاهر بان الدببة عاشت ايضا في المنطقة وكانت الدببة تنتشر في الاقليم وخاصة عند جبل كابل ووادي حماية الدببة. صالة للادوات الزراعية والتي لا تزال محافظة على جودتها وهي في جناح خاص،لوحات كبيرة لفنانين مشهورين تغطي حيطان المتحف وخاصة للصيادين ولحظات الهجوم على الفريسة،في وسط احدى الصالات الكبيرة حيث معرض زجاجي كبير وفيه التحف المختلفة للعائلة المالكة وبنادق نادرة من نوعها للصيد وبعض الكتب والوثائق وربما حول تاريخ الصيد في الاقليم بالاضافة الى سكاكين صيد تاريخية استخدمت في الصيد .

يظل متحف الصيد في قصر شتاينز متشبثا بتقديم الحلقات الدراسية حول الصيد وفيه يوجد ايضا مكتبة متخصصة بكتب ودراسات حول هواية الصيد وللعلم لا يسمح بالصيد في النمسا من دون رخصة الصيد ..متحف الصيد في النمسا عالم اخر من تاريخ النمسا ايام الامبراطورية النمساوية وتاريخ الصيد عبر قرون..!!

 

بدل رفو

النمسا\ شتاينز

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم