صحيفة المثقف

قرابين

لماذا ترتجف يدك،

ألم يكفيك ما ذبحت؟ خذ رقبتي بلا مقاومة، بل فك وثاقي لأعين ارتجافك.

سلمت أمري لوطني الذي لم يرتو بعد من دماء الأحرار ،

الشمس تقترب مني، تعاين شموخي، وإبائي يرفض الانحناء.

أنا ثاني اثنين، وأبي مقطوع اليدين،

أنا نسيج الفراتين، محسور رأسي،

أنا العراق، بلا لثام وجهي،

الا ترى الطيور قادمة تحمل صينية القاسم لي؟

أنت لا تراها، لأن كلك يرتعش.

ألف ألف رأس تدحرجت من بين يديك،

وما زلت ترتجف! أرأيت أن النصر عندما تنظر العيون الى الشموخ،

لا أن تنظر الى لمعان السكين وبريقها،

أرأيت أيها الموغل في جرم القتل الجبان أن عيوني هي التي سجلت اللحظة،

تقرب اندماجي بالسماء.

ألف ألف سكين نحرتنا،

والشهيد يراقص الشهادة،

يذوب في النهرين،

وما زال العراق يأن للقرابين التي تنحر كل يوم على عتبة معبده القديم.

 

وداد فرحان - سيدني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم