صحيفة المثقف

مهرجان آركو Arco 2017

 افتتح يوم الثلاثاء 22/2/2017 المهرجان العالمي للفنون التشكيلية والذي يطلق عليه اسم آركو في العاصمة الاسبانية مدريد بمشاركة 200 كالري من 27 دولة . وكانت العروض الفنية ضمن اطار الفن الحديث حيث عرضت فيه احدث اعمال الشباب بالاضافة الى اعمال بعض رواد الفن المعاصر . وكان التنظيم جرى في اعلى مستوياته وكل مرة افضل من السابق وان المسؤلين عن ذلك قد بذلوا جهودا استثنائية في سبيل المشاركة الواسعة لاصحاب الكالريات في هذا المهرجان حيث خصصوا عشرين في المئة من ميزانية المهرجان الى دعوة اكثر من 250 من تجار وجامعي اللوحات من الاغنياء يمثلون 44 دولة ويظاف الى ذلك دعوة 150 مؤسسة فنية وثقافية كالمتاحف والكالريات وغيرها، كل ذلك في سبيل تنشيط الحركة التجارية الفنية والثقافية وجعلها في مستوى المهرجانات العالمية للفنون . وقد قرأت في الصحافة بان اصحاب الكالريات معظمهم متفائلين من ناحية البيع وان لم يكن بالمستوى المطلوب كما هو في المهرجانات العالمية الاوربية الاخرى حيث يذكرون بان هناك اسباب كثيرة لذلك :

1 – الازمة الاقتصادية الاوربية ومشكلة المهاجرين والتي تلقي بظلالها علي حركة تجارة الفن ..

2 – ان هناك عرض اكثر من الطلب وهناك اشباع في الفن بحيث كثرة المهرجانات الفنية وتنافست وتزاحمت .

3 – ان الفن الحديث هو المسيطر على كل الاساليب منذ اكثر من مائة سنة . منذ لوحة بيكاسو – غانيا آفنيون – التي رسمها عام 1907 ولحد الآن، وان ليس هناك من جديد سوى بعض التقنيات الخصوصية . 

ولكن تبقى النوعية من اهم الامور التي يمكن الحديث عنها . وقد قرأت في الصحافة بعض التعليقات والتحيلات لاثنين من مديرات المهرجان هما : María Coral وCatalina Lozano وقد تحدثا فقالا انه يمكن ختيار 11 كالري من هذا الكم الهائل من الكالريات حيث تعتبر من ابرز مافي المهرجان من حيث ما قدمته من اعمال جديدة ومميزة منها اعمال احد الايرانيين القادم من مدينة كرمنشاه حيث عرض عددا من الصحف الايرانية اليومية والمكتوبة بالخط العربي وقد رسم عليها بعض الاشكال المسطحة وبالوان صارخة حية . وتعتبر من الاعمال الجديدة لهذه السنة.

وقد علق احد اصحاب الكالريات بان المشاركة مهمة وان لم نبع شيئا حيث تتيح لنا الفرصة للتعامل والتعرف على تجار وكالريات جديدة ومحاولة عرض الاعمال الفنية عليهم . ثم ذكر بان الاسعار تتراوح بين الف وثلاثة آلاف الى 26 الف يورو للعمل الواحد اما الفنانين الرواد و المعروفين فتصل اعمالهم الى مليون ونصف يورو او اكثر كاعمال سلبادور دالي .

وفي هذا المناسبة احب ان اذكر حادثة لطيفة لاحد الفنانين الاسبان المعروفين وهو لويس فيتو Luis Feito 1929 حيث عرض في الفترة الاخير في احد الكالريات في مدينة بلنسية .  وعندما بيعت احد اعماله التجريدية بسعر 50 مليون يورو، سألوه كيف تعلق على ذلك؟ فقال (هذا جنون .. هذه الاعمال هي ليس كما يراها التجار، انما الذي يحصل الآن هو تجارة ومضاربة) una locura es .. وهذه هي حقيقة ما يحدث اليوم في عالم الفن التشكيلي حيث ان الذي يباع هو الشهرة والاسم المشهور اما اللوحة فهي عبارة عن قطعة قماش عليها مجموعة من الالوان المنسجمة او المتنافرة ليس الا ..

 

د. كاظم شمهود

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم