صحيفة المثقف

قنبلة بيئية سرطانية

لم نتوقع يوم في بلدنا ان تمر عليه ايام سوداء مثل التي تمر هذه الايام ظلام كبير يحيط بمحافظة نينوى وتحديداً القيارة، حتى تجول الموت ببطء في المدينة نتيجة حرق الابار النفطية والتي لاتزال مشتعله لحد الان، ولقد قدرت منظمات دولية خسارة البلد نتيجة ذلك الى مايقارب 250 برميل نفط يوميا تحترق في الجو، الا تعد هذه كارثة بيئية!

الكارثة او المصيبة هي تفشي امراض لم نسمع بها من قبل ولم تكون موجودة في العراق وحسب مانشرت تقارير عالمية، ان ابناء محافظة نينوى الذين يرقدون في المستشفيات الان متعرضين للاصابة بامراض خطيرة ويعانون صعوبة التنفس، ولقد كشفت صحيفة بريطانية ان حجم الكارثة فضيع وان البلد يواجه موت حقيقي، وان المزارع والحيوانات في المنطقه قد قضي عليهم نتيجة التلوث الحاصل هناك، حتى اضحت المنطقه منكوبة بكل معنى الكلمة، ولم يبقى من الزرع الاخضر شيء الا وقد احترق وتحول الى سواد، كما ان المنطقه خالية من اي جنس نتيجة الدمار الذي خلفته الحرب والمعارك بعد انسحاب داعش الذي زرع الطريق بالالغام المحرمة دوليا مما اضطر الجيش التاخر بالتقدم نتيجة لذلك، فاتاح الفرصة لقتل ما تبقى من مزروعات عن طريق حرق الابار النفطية, مما ادى  الى تغير لون السماء الى الاسود وتلوث الماء بالامراض نتيجة الغازات المنبعثة مع الحرائق، كما ان الاغنام والابقار قضي عليهم وبكميات كبيرة وذلك لتلوث الماء والبيئة حولها نتيجة الغازات المنبعثة مع النيران.

ولم يكون اهالي المنطقة اوفر حظ فقد عانى الكثير منهم اظطرابات ومشاكل في الرئة وحروق وامتزج الماء بالقاتم النفطي مما يعني تسمم كل الكائنات حي هناك.

ويذكر احد المزارعين ان تنظيم داعش حول المدينة التي كانت معروفه بماءها العذب ومزروعاتها الخضراء الطازجة والحياة البسيطة الجميلة الى مأساة حقيقية بعد ان اضمر النيران في معمل الكبريت فتناثرت السموم في ارجاء البلدة.

 ويعد العراق من اكثر البلدان في التشوهات والامراض المستعصية، وقد بدأ هذا في غزو العراق حيث استخدمت عليه القنابل المحرمة دوليا من الخردل واليورنيوم المخضب وكذلك الفسفور، فكانت النتيجة التشوهات التي حصلت والامراض السرطانية، ولازال البلد يعاني من كل هذه الكوارث، ولم تقدم الحكومة اي خطوة بالاتجاة الصحيح لمواجهة الازمة الحالية، فالبلد اليوم يمر في اخطر كارثة بيئة فهو يعاني من تلوث حقيقي لم يبقى لا ماء وهواء الا تلوث واصبح محل شك بالنسبة للمواطن ناهيك عن الاغذية واللحوم سواء كانت داخلية او خارجية لذلك الموقف يتطلب من الامم المتحدة والمنظمات العالمية وحتى العربية  ان تقف وقفه جازمة لحل الازمة ويمكن الاستعانة بمنظمات داخل البلد من اجل وضع حلول عاجله ومعالجة ما يمكن قبل ان تحل الكارثة وتنفجر القنبلة على الجميع، لان الامراض تنتقل بسرعة وان الجو ملوث والبيئة ملوثة، فهل نسمع خبر من العالم يحرر بلدنا من قنبلة البيئة ام سيصل الخطر لعقر دارنا.

 

واثق عباس

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم