صحيفة المثقف

زهرة الثلج

رأيت ريمة يومها زهرة ثلج ..

في صحراء من البياض ..

 

زهرة الثلج / محمد الصالح الغريسي

 

   كانت كالفجر ريمة

حسناءَ يغار من جمالها البهاء

تقيم في مسكنها الصغير

في قرية جميلة غنّاء ...

جارة السحاب

ريمة

ساكنة الجبل ...

يزورها الثلج كلّ عام

بياضا يمتدّ..

ينتشر .. يملأ الأفق ،

تتراجع أمامه الألوان ..

 تتداعى .. تتلاشى ،

فلا لون غير البياض

الثلج هذا العام

ككلّ عام

 كسا الجبال و السهول بالبياض ..

أعلن نفسه ملكا للنّقاء

رأيت ريمة يومها زهرة ثلج ..

في صحراء من البياض ..

مشيت إليها

مبهورا بالصفاء .. بالنقاء ...

ناديت عاليا:

أبشري " بلانشناج "

أنا أمير الثلج

جئت .. لأرسم المدينة الجديدة

لأبني أسوارها.

مدينة .. لا تعرف الكذب ..

 لا تعرف الخداع ...

وسط نقاء لا يشبهه سوى قلب ريمة ..

نحتّ لها من الثلج ، قصرا جميلا ..

و لكن ..

أين لي أن أقيم لها حديقة

تليق بقلبها النقيّ ..

كيف للزهور أن تنبت في الثلج !

قال سيّد البياض :

لا تحزن أيّها العاشق الشهم

قلت : مللت اللون الواحد

و عاودني الشوق إلى الألوان.

قال :

مهلك .. لا تتعجّل فلكل شيء أوان .

ثمّ برزت من خلال الثلج زهرة جميلة ألوانها

لا يشبهها إلاّ جمال ريمه

ثمّ برزت أخرى ..

ثمّ أخرى .. ثمّ أخرى ..

فكانت حديقة أجمل من الحلم ...

يا زهرة الثلج ريمه

يا سليلة البهاء و النقاء ..

يا حُسْنًا أذاب جليد العمر

و أعطى للنقاء نصاعة المعنى ..

خذوا حظّكم من العشق يا أيّها الفقراء

إنّه زمن الصفاء ..

زمن النقاء ....

......

كانت أيّام الثلج زمنا فيه ذقنا طعم السعادة :

أنا و "ريمة"  زهرة الثلج ...

و لمّا جاء الربيع

ذاب القصر

ونام الحلم

و بقي الجبل

و لبست ريمة حلّتها القديمة.

 

05/03/2017

محمد الصالح الغريسي

.......................

https://www.youtube.com/watch?v=nonJnoCCG7Y

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم