صحيفة المثقف

الإسلاميون والمسلمون اللاّ إسلاميون.. في الرد على رئيس جبهة العدالة والتنمية

أثار انتباهي تصريح  الشيخ عبد الله جاب الله  رئيس جبهة العدالة والتنمية خلال استضافته في حصة الطريق الى البرلمان، قوله: الله سمانا بـ: "الإسلاميين"، فحسب المختصين لم ترد كلمة إسلاميين في القرآن الكريم،  بل وردت كلمة المسلمين، كما جاء على لسان سيدنا نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام: "هو سماكم المسلمين"، وجاء على لسان نبي الله نوح عليه السلام: "أمرت أن  أكون من المسلمين"، أما الإسلاميين  يقصد بها جماعة من المسلمين يمارسون نشاطا سياسيا في إطار حزبي، أي أنهم أسسوا أحزابا إسلامية، ولهذا سمّوا بـ: "الإسلاميين" مثلهم مثل الأحزاب الأخرى (الديمقراطيين، الوطنيين، الإشتراكيين..الخ)، وليس الله من أطلق عليهم هذا الإسم، وأكد مختصون في الدراسات القرآنية أن عدد كلمات مسلمين ومسلمون وردت في القرآن الكريم حوالي 25 مرة، إلا أنه لم يرد في القرآن الكريم ذكر كلمة الإسلاميين ولا مرة واحدة..،  وإن كانت كلمة إسلامي مشتقة من الإسلام، بيد أنها ذات دلالة سياسية، السؤال الذي يثير الطرح هو لماذا لا يسمي الإسلاميون أنفسهم بالمؤمنين بدل الإسلاميين ؟ .

الحقيقة أن بعض رؤساء الأحزاب الإسلامية أكثر المتلاعبين بالكلمات والأسماء، وهو أسلوب يمارسه السياسيون لا رجال الدين والدعوة، حتى مؤسس حركة مجتمع السلم الشيخ محفوظ نحناح كان يسمي حزبه بحزب "الموحدين"، ألا تدعو هذه الأسماء إلى الإنقسامية وتعمل على تشتيت صفوف المسلمين؟، فالبعض لا يفرق بين العقيدة والمذهب (الإسلام والإباضية، الإسلام والديمقراطية، الإسلام والسلفية الصحيحة، الإسلام والوهابية..الخ)، الأولى تقوم على دعائم أساسية ثابتة وهي الشهادتين، التي تعتبر الركن الأول من أركان الإسلام، والثانية أي "المذهبية" هي اجتهادية، تختلف باختلاف المذاهب والفرق، كما أن فكرة الإسلاميين  احتكرت على فئة  مسلمة دون فئة مسلمة أخرى تبنت أو انتهجت في حياتها مذهبا من المذاهب، وما زاد الطين بلة ظهور الفتاوي التكفيرية التي  فرقت بين المسلمين، وكانت سببا في سفك الدماء، وزرع الكراهية والعدائية بين الأفراد حتى داخل الأسرة، لإختلاف انتماءاتهم  الحزبية وتوجهاتهم الإيديولوجية.

فجبهة التحرير الوطني مثلا (أقول جبهة التحرير وليس حزب جبهة التحرير) كانت جبهة وطنية تأسست على المبادئ الإسلامية، ولم تحمل مشروعا تكفيريا، والتف حولها جميع شرائح المجتمع الجزائري من اجل قضية واحدة هي نصرة الدين في الجزائر، والجميع ما زال يردد وهو يقف إلى النشيد الوطني: " جبهة التحرير أعطيناك عهدا" رغم انسحابهم منها  بعد توجه الجزائر نحو الإنفتاح السياسي التعددية الحزبية، إن  الإختلاف موجود حتى في أداء الصلاة، بعضهم يضم يديه إلى صدره، وآخرون يسدلونها، بعضهم يسبقون أيديهم إلى الأرض عندما يهمون إلى السجود وآخرون يسبقون ركبتهم..،  وهم يقفون في صف  واحد في المسجد، لا تفرق إن كان الواحد منهما على مذهب أخيه، فأن يقول جاب الله أو غيره من الإسلاميين أن الله سماهم الإسلاميين فهل الذين لا ينتمون إلى الأحزاب الإسلامية كفار وملحدون؟.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم