صحيفة المثقف

قضية مثيرة للجدل.. ريهام العابد كاتبة وناشطة في منظمات المجتمع المدني تفقد حياتها بظروف غامضة

1224 rehamفي كل يوم يطل علينا خبر برائحة الموت، وهو صدمة للاعلام وفيها قصة بطعم الحزن ونهاية لحياة البشر، اليوم تخرج الصحفية ريهام العبد من الحياة الدنيا للاخره لتنتقل  الى رحمه الله حامله معها سرها الذي لايعرفه الكثير، هكذا هي مهنه الصحافة، فالصحفيون يحملون اروحهم على كفوفهم في كل كلمة يكتبونها هنا او هناك، ولااحد يحمل همهم  ولا صوت يدافع عن حقوقهم انهم اصوات الحقيقية التي دفنت لكي تختفي من الوجود دون ان يعلم بها احد.

ريهام واحدة من الصحفيات غابت عن الحياة بظروف غامضة وقد تكون كلماتها الاخيرة اداة لخسارة حياتها ففي بلدنا العراق قد تكون الحروف التي تنطق بها تكون نهايتك.

اليوم نحاول تسليط الضوء لكشف الحقيقية في هذا الموضوع  فكان هذا الروبرتاج:

الجيران يثنون

تقول ام احمد (شيماء) احدى جارات الفقيدة الصحفية ريهام: كانت صدمة لنا ماطلع صباح الخميس الا وسمعنا نبأ مقتل ريهام بنت الحاج عماد السلمان المعروفة بريهام العابد،  ماتت مخنوقه، مع العلم انها حامل داخل شقتها في منطقتنا سبع ابكار.

المشكلة اننا لم نسمع في الليل شيء، سوى ان هناك حريق وماكان الفجر يطلع الا وقد عرفنا بموت ريهام، رحمها الله، لقد كانت قريبه للقلب محبوب من الجميع متعاونه لاتقبل السكوت على الباطل وتدافع عن المظلوم وتريد الخير للناس، تحب ان تساعد المحتاجين،

لا انكر انها لبساطتها كان صوت قوي لاتقبل بالسكوت.

انها ريهام التي تجاوزت الثلاثين ربيعاً، ولكنها في عنفوان العطاء، انها خسارة لنا ولكم وللجميع.

القوات الامنية توضح

توجهنا الى القوات الامنية حيث صرح الملازم آيمن احد المسؤولين في قاطع الاعظمية انه: هناك حوادث يومية تحصل عادة في منطقتنا وذلك لسوء استخدام الطاقة الكهربائية، وكذلك انها منطقة شعبية وبسيطة وهناك تماس كهربائي يحدث تقريبا يوميا، لذلك كثير من الناس تشكوى هذا الشيء، وهناك من يعالج الموقف بتأسيس الكهرباء من جديد ويطلب مساعده دائرة الكهرباء في ذلك من اجل ان يسلم من هذه المشكلة والتي اصبحت عامة في مثل هذه المناطق.

الحوادث العرضية كثيرة تحدث دائما، وبعد الحدوث نتحرى من اجل معرفة المصاب وعدد افراده وتفاصيل الحادث، وهذا ماحصل مع هذه الصحفية، ندعوا جميع اهالي هذه المنطقة والمناطق المشابهة ان يحذروا من استخدامات الكهرباء الخاطئة ويعملوا على تأميين سكناهم وخاصة نحن في وقت يكثر فيه التماس الكهربائي.

عضو مجلس محافظة  الانبار يستذكر

ويذكر محمد ياسين عضو مجلس محافظة الانبار: اننا ومع بالغ الاسف تلقينا خبر وفاة الصحفية والكاتبة ريهام العبد بنت الانبار، وان كانت ظروف غامضة تحيط بوفاتها الا اننا نعزي انفسنا واهل الفقيدة والاسرة الصحفية بفقدان كاتبه من الطراز الفريد.

لايسعني هنا الا ان اذكر ان الصحفية ريهام كانت متفاعلة مع قضية الانبار من البداية وكانت حريصة على محاربة الفساد ومعالجة مواطن الخلل من خلال ارشاد المسؤولين الى الحلول من اجل المحافظة على المحافظة، واذكر انها كتبت عن اهيمة الانبار وان هناك ايادي خبيثة تحاول ان تنال منها، وقد طلبت من اهالي الانبار التكاتف وان تفوت الفرصة على من لايريد الخير لاهلها، هذه المحافظه غنيه بالثروات كالفوسفات والغاز الطبيعي كما انها تُعتبر الشريان الملاحي البري المهم في العراق لأنها تمتلك اهم اربع منافذ حدوديه .

ومن اهم المحطات التي شهدتها هذه المحافظه عندما هبت عشائرها بالصحوات واستطاعوا تحريرها بالكامل خلال تسعة اشهر واستعادت الانبار هيبتها .

نقابة الصحفيين تسجل خسارة بفقدانها

عضو مجلس نقابة الصحفيين حسن التميمي يقول: نبأ وفاة ريهام العابد يمثل خسارة كبيرة للأسرة الصحفية وحتى المدنية كونها ناشطة في مجال كشف الحقيقية،  ولقد عملت في اغاثة المهجرين وخاصة من محافظتها التي تنحدر منها الأنبار، مع عملها المميز والمفيد في العديد من الملفات التي تساعد في الكشف عن الحقائق وكيفية العمل لاعادة الحق لاهله.

الواجب علينا جميعا التكاتف من اجل ان نفوت الفرصة على من يريد ان يكمم الافواه وان يقتل الكلمة.

نحن مع زملائنا الصحفيين يد واحدة من اجل الوصول العمل الصحفي الحر وان نمارسة بالديمقراطية وسط دستورنا العراقي الذي يسمح بصوت الحرية وايصال الكلمة، وان كنا لانعلم ان كانت زميلتنا قد قتلت او توفها الله سبحانه، ولكن نقول لريهام نحن على العهد لن نتخلى عن الكلمة الصادقة وهذا طريقنا الحق معا لاعلاء الحقيقية ولانريد سواها، فاقلامنا لن تجف وافواهنا لن تسكت الا باحقاق الحق.

فواجب السلطات الامنية ان تحقق بالقضية وتكشف ملابسات الحادث وهذا مطلبنا، ونحن هنا لا نملك الا ان نواسي ذوي الفقيدة ونسال الله عزوجل ان يرحم الفقيدة ويسكنها في فسيح جناته.

محامي الدفاع

المحامي ايسر عبد يقول: نحن ندافع عن كل القضايا وواجبنا ان نبين الحق حتى يحكم القاضي بالعدل، واليوم امام قضية صعبة، ومنطقتنا الاعظمية فيها الكثير من الشخصيات المهمة والتي لها اقلام معروفة بالمجتمع المثقف، وقد يكتب هنا او هناك ماهو قد يكون صحيح او قد يكون تجاوز لايملك فيه حماية قانونية قد يتطلب منه الدليل او يتحمل عواقب هذا الكلام وقد تسجل عليه دعوى قضائية يلزم بها ترتيب حكم جنائي، وانا هنا بهذا الكلام اريد ان اوضح نقطة من ذلك، قد تكون فيها حل لمشكلة مهمة، اولا ان الصحفي او الكاتب يجب ان يستند الى ادله في كلامه وهذا ما طلبته من اهل الفقيدة، والان اطلبه من كل صاحب حق او صحفي قد يكون قد كشف فساد او كتب في قضية مهمة تحتاج الى دليل او كشف دلاله.

لذلك اقول انني احتاج دليل على الكلام حتى استطيع ان انطلق من موضع قوة استند على ارضية قوية وحجة دامغة بها اكون  لكي اكسب القضية ويقتنع القاضي بالادلة القانونية.

وفي قضيتنا هذه احتاج من اهل المرحومة ريهام ان يقدموا  ادله استطيع من خلالها  المطالبة بحقوقها ومعاقبة الجناة ان كانت الوفاة غير طبيعية.

زملاء المهنة يبدون اسفهم

الكاتب احمد عبدالجواد  يقول: ريهام العابد  كانت تعمل كمستشارة في مؤسسة الطفولة العالمية انضمت مؤخرا لعضوية الأمانة العامة لتجمع نهضة جيل، وهي قالت في ذلك ان تجمعنا صحوة ضمير وقد ركزنا في تجمعنا على دور المرأة العراقية عامة والأنبارية خاصة لما عانته في الفترة الماضية من ظلم وجور في ضل الاحتلال الداعشي مخلفا عشرة آلاف امرأة ما بين أرملة وزوجة أسير وام لشهيد ومهجرة، لذلك ارتأينا أن نطالب بتلك الحقوق المسلوبة للمرأة العراقية، ولنا أمل كبير في تجمعنا هذا وان يحقق الكثير مما تصبوا أليه العائلة العراقية وخاصة المرأة.

وعبر عبدالجواد عن أسفه فيما يخص صمت وسائل الاعلام التي تجاهلت الخبر ولم توله اهمية تذكر بالرغم من خطورته، فلقد خسرنا بظروف غامضة صحفية وكاتبة وناشطة مدنية مهمة وهي ريهام التي لا تهداء الا بالمطالبة بالحق.

يقول عبدالجواد نحن فريق واحد مع مجموعة من الناشطين والصحفيين كنا معا نتبادل الاراء والمناقشات والانتقادات، وبعد يومين وصل خبر وفاة الكاتبة والصريح جدا والحدية، وبحثنا عن الحقيقية ولكن لم يتسن لـنا الحصول على توضيح من قبل المسؤولين حول الحادث.

مع ان الصحيفة الراحلة ريهام عملت في مجالات حقوق الانسان وإغاثة النازحين بنفس مقدار عملها في الصحافة ولها كتابات متميزة، فهي اديبة وكاتبة وباحثة عن الحقيقية.

الناشطة نهال الدليمي تقول: قسماً سنكمل المسيرة، تمسح دموعها وتتذكر الفقيدة ريهام، انها كاتبت الضمير الذي مات، فالخليفة الذي اغتيل ولم ينتبه لوفاته احد وكان موته تدريجي، لانه مات مسموم انظر الى المرأة كي تراه انها انعكاس صورتك، قتلوا الانسان الفاعل، المؤمن من السهل عليهم أن يفعلوا كل شيء وأي شيء، انه الضمير...

وذهب الدليمي الى ان الصحفية ريهام حصلت على جائزة مهرجان صلالة  الدولي بسلطنة عمان ولقد تم اختيارها كأفضل كاتبة عراقية شابة في المهرجان عام2016 .

ولدت ريهام في الانبار وحصلت على دبلوم في الرياضيات وبعدها درست الحقوق لتحصل على البكالوريوس، ولقد بدأت مشوارها في المجال الادبي بكتابة المقالات القصص، كما نشرت مقالات صحفية في وسائل اعلام عربية .

وكرست نفسها للصحافة واقتصرت على بعض المقالات السياسية والاخبار العاجلة.

عن مشاركتها في المهرجان، تقول الدليمي: تم ترشيحها عن طريق احد الزملاء في مصر، فدخل اسمها مع كثير من الكتاب العرب من اغلب الدولة العربية، وتم اختيارها كأفضل كاتبة عراقية شابة في المهرجان، لكن للأسف، لم تحضر وقائع استلام الجائزة بسبب مرض والدتها.

وكشفت الدليمي عن الفقيدة كانت تستعد لتصدر كتابا بعنوان "معزوفة الوجع".

ولاانسى ان ريهام كانت تهتم ايضا بقضايا حقوق الانسان، فهي تعمل كمستشارة حقوق الانسان في مؤسسة حماية الطفولة العالمية والمؤسسة الالمانية لحقوق الانسان وكذلك منظمة اطباء بلا حدود ومنظمة الصحة العالمية.

كما أنها اشتغلت كباحثة ميدانية مع هيومن رايتس ووش، وقدمت الكثير من المساعدات الانسانية للنازحين،

واضافت الدليمي:  ان ريهام تفتخر بالمراة العراقية وتحديها وشجاعتها في مواجهة الارهاب، حيث تعتبر أنها قادرة على ان تكون في الصفوف الاولى في كل المجالات وحتى في المعارك، وخير دليل على ذلك الشهيدة البطلة، أمية الجبارة من تكريت والشهيدة البطلة صبرية المحلاوي في المنطقة الغربية التي قتلت عشرين داعشيا، ثم اسروها وقتلوها.

وكذلك تعتبر العابد أن مواجهة داعش هو امتحان للحمة الوطنية وأن الحرب معه، هي حرب فكر اكثر مما هي حرب سلاح، لذلك يجب، حسب رأيها،  مواجهة موجة الغزو الفكري التي ستشهدها المنقطة المحررة من داعش، من قبل اطراف عديدة، وذلك من خلال التكاتف وتعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمي ونبذ الطائفية، وهذه هي مسؤولية الجميع تجاه الوطن.

الصحفي اميراكرم ذهب بالقول الى ان: الذي يظهر لنا من خلال مقاطع الفيديوهات والمنشورات على صفحتها الشخصية بالفيسبوك مواقف صارمة تجاه العديد من الملفات الحساسة المتعلقة بجوانب الفساد المالي والسياسي، اضافة الى مواقفها الداعمة للقوات الامنية في مواجهة التنظيمات الارهابية، وهذا يدعم صراحة الموقف، وقد يكون استهداف لها لان الاعداء يمكنهم اختراق اصعب الاماكن، وهي في مكان يسهل الوصول اليها، لو اخذنا بنظر الاعتبار انها قتلت  بفعل فاعل وليس موت طبيعي نتيجة للحريق الذي التهم الشقه بمحتوياتها.

الكاتب على حيدر يقول: انها لخسرة ان نفقد صحفي جديد فنحن الصحفيين دائما نفقد الاوتاد او الصحفيين الذين له قوة في الطرح وعندهم شبكة تواصل كبيرة، المشكلة اننا ننحسر ففي كل يوم نسمع خبر وفاة او موت اوقتل والكم الكبير يكون من الاعلاميين الذين لهم تاثير على المجتمع، ونحن كنا نتوقع ان اقرار قانون الصحفيين الذي سيحمي الصحفي ويحمي مصادر معلوماته كونه يعمل لمحاربة الفساد ومعالجة القضايا الاجتماعية الاخرى ولايبغي من ذلك الشهرة او الغنى انما يريد لبلده الرفعة والسمو، هنا يجب ان نتوقف ونضع لنا بصمة اخيرة، وهي ان لانسكت على اغتيال الكلمة، بل نجعل موت الزميلة ريهام وقفة كبرى لمحاربة كل من يتعدى على الانسانية وخاصاً الصحفيين، وكشف كل ملابسات الصحفيين الذين قضو نحبهم في العراق فهناك المئات لايعرفون لماذا قتلوا ومن هو قاتلهم، وهذا واجب من يحفظ الامن ويتحمل هذه المسؤولية .

وتختتم الاعلامية والناشطة خديجة مالك: لا نقول الا رحمك الله ياشهيدة الوطن يا ريت شرفاء العراق ياخذون بما صرحتي به انك الصحفية الشجاعة الجريئة وكنتي تقولي دائم الحقيقية التي لم يجرؤ اي رجل ان يقولها.

رحمكِ الله برحمته ويجعل مثواكِ الجنه، دائما  كنت ِتنطقين بالحق وتطالبين بحقوق الشهداء والابرياء وكنتِ بلسانكِ وعزيمتكِ تساندين المقاتلين في صفوف المعارك، ليس لنا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، والى جنات الخلد ياريهام العابد وجعل مثواك الجنان.

 

روبرتاج: واثق عباس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم