صحيفة المثقف

ابطال تحرير الموصل

تاريخ 9-1 – 2017، محاصر مع عائلتي في بيتي، (لاماء ولا غذاء ولا كهرباء) واصوات الانفجارات والصواريخ وقصف الطائرات يلعلع، وتبادل رصاص الكلاشنكوف بين الجانبين قوات الجيش العراقي الباسلة المحررة، وعناصر داعش الارهابية المنهزمة . كنت اتابع الفعاليات القتالية الحربية متمنيا تحريرنا (حي الحدباء) اسوة ببقية المناطق والاحياء التي حررت قبلنا منذ اكثر من شهرين على بدء تحرير اطراف وقصبات واقضية ونواحي محافظة نينوى بالساحل الايسر من الموصل.

اوجه تحية محبة واحترام نيابة عن جميع اهالي محافظة نينوى والموصل من الوطنيين الغيورين على محافظتهم العزيزة وما عانوه بمرارة والم من كوارث ومصائب حلت بهم وبعوائلهم وفقدهم لاعزاء قلوبهم وفلذات اكبادهم من الذين اعدمهم الدواعش بكل خسة ووضاعة ووحشية لم ولن يتكرر مثلها في التاريخ . ان مزبلة التاريخ تلفظ هؤلاء الدواعش لان جميع نزلائها من عتاة المجرمين في التاريخ هم اطهر وانظف واصحاب ضمير امام متوحشي القرن الواحد والعشرين من عصابات داعش ومن يدعمها بالمال او السلاح او الاعلام او السياسة .

 تحية اكبار واجلال من كل عراقي موصلي لابطال قواتنا المسلحة الباسلة والشرطة الاتحادية البطلة، وقوات الحشد الشعبي الاشاوس، ومقاتلي البيشمركة ولكل من ساهم بتحرير كل شبر من اراضي نينوى والموصل .لابطال جهاز مكافحة الارهاب الميامين من القادة والآمرين والضباط والمراتب والجنود بكافة صنوفهم العسكرية والهندسية واللوجستية، كل الامتنان لهم، تحية ومحبة على ما بذلوه من تضحيات غالية بالدم ومواصلة الليل بالنهار تحت المطر، وسهر ليالي الزمهرير في طقس بارد تحت الصفردرجات، لم يثن من عزيمتهم ومعنوياتهم العالية، وعزمهم العنيد على انتزاع النصر من عيون الارهاب الداعشي والثأر لاهالي الموصل من اولئك الاوباش الاوغاد . ان شاشات التلفزيون الوطنية والعربية باستثناء فضائيات دول الخليج الطائفية، نقلت بكل امانة شهامة وغيرة وانسانية، المقاتل العراقي الباسل وهو يسطر في تاريخ الجندية العربية والعالمية اروع صور البطولة في القتال ونبل الاخلاق، فمنهم من رفضوا الاخلاء من ساحة المعركة وهم جرحى ينزفون، ومنهم من شاركوا الاهالي لقمة الخبز والماء وحافظوا على ارواحهم وممتلكاتهم، قبل تفكيرهم بالحفاظ على انفسهم من غدر داعشي جبان ولئيم .وفيهم من رفضوا الاجازة في استراحة المقاتل لثلاثة اشهر متتالية، وفيهم ايضا اصحاب المروءة من اهل البصرة والنجف وكربلاء وبابل وميسان والناصرية من الذين تبرعوا برواتبهم الشهرية لشراء الغذاء والطعام للجائعين المعدمين، لمن كان داعش ومن يدعمه سببا في قطع ارزاقهم وتجويعهم . وفيهم الرجال الذين وضعوا د ماءهم على اكفهم لاخلاء طفل او امرأة او شيخ يستغيث تحت الانقاض جراء قصف داعش الجبان عشوائيا لدور وبيوت الناس الآمنين . تحية من القلب للذين استوطنت محبتهم قلوب العراقيين من الموصليين الاصلاء الشرفاء البطل الفريق الركن في جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي لما ابداه من شجاعة قيادية نادرة يسجلها له التاريخ بحروف من الذهب في سجل العسكرية العراقية، والى القائد الفريق الركن عبد الغني الاسدي في وقاره وقيادته الحكيمة الميدانية لجهاز مكافحة الارهاب، والى اخوانه ابطال الميدان الفربق الركن معن السعدي، والفريق الركن فاضل برواري، والفريق الركن سامي العريضي، والعميد الركن البطل حيدر العبيدي، لما تعرفه عنهم سوح الوغى، وقتال المهمات الصعبة، فاحدهم يقود النخبة البطلة في جهاز مكافحة الارهاب، والثاني يقود الفرقة الذهبية التي ذاع صيتها وباعها في سوح المعارك في تحرير العراق من دنس الدواعش . وان ننسى لاننسى البطل المقدم الركن مهند التميمي في جهاز مكافحة الارهاب. كل المحبة والتقدير بالعرفان الجميل لكل ضباط الجيش العراقي البواسل في جميع قواطع عمليات تحرير الموصل الذين لا تحضرني اسماؤهم لكن معارك القتال عرفتهم رجالا اشداء لاتثنيهم عن صولة الحق صعاب . وكانت شاشات التلفزيون والفضائيات الوطنية غير المأجورة والعميلة تنقل لملايين المشاهدين وبمعيتهم الجنود الشباب الذين ترتسم على وجوههم عزيمة الرجال وهم يلوحون فرحين بعلامة النصر المؤزر . وللحشد الشعبي الذي اغاظ العدا واجهض كل مؤامرات تقسيم العراق .هؤلاء النخبة العراقية المميزة بوطنيتها وحبها للعراق محررا في كل شبر دنسه اعداء العراق من ارهابيين طائفيين . للشهداء الذين روت دماءهم ارض نينوى والموصل، وارض صلاح الدين وتكريت، وارض الانبار والرمادي، وديالى وبعقوبة وكركوك والحويجة لهم منا العرفان الكبير على ما قدموه من تضحيات لا تقدر بثمن . فلارواحهم الطاهرة لهم منا الدعاء ان يكون مثواهم جنان الخلد . وللجرحى اصحاب اوسمة البطولة الذين كانت دماؤهم امانة في اعناق الموصليين، ان لا تضّيع حكومة بغداد حقوقهم بل ابسط حقوقهم في ضمان مستقبل مشرف لعوائلهم وزوجاتهم واطفالهم بما يليق بعظمة تضحياتهم الوطنية التي لولاها لما كان للعراق رئيسا للجمهورية، ولا رئيسا للوزراء ولا رئيسا لمجلس النواب ولا لاعضاء فيه .

 

علي محمد اليوسف ---الموصل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم