صحيفة المثقف

مزقوا ورد الخزاما

وأماتوا شهقة الحب الرصين..

البعوض..! / جودت العاني

البردُ يجلد لحمهم كالسوطِ

ما زالت قيود الحقد

تحتجب المزامير الحزينة

في عيون العابرين..

وكما هو المنفى

ومحطات العبور

تزاحمت فيها الجموع

تخوض في سيل الدموع

امام رهط الغارقين..

تجتاح عُرْيَ الصاغرين..

بلا حساب

أو ثواب

أو عقابْ

هم يتحايلون يقامرون

يراهنون

على الولائم كالذبابْ

يتزاحمونْ

ما عاد البعوض له مكان..

الكل يعتقل الزمان..

ويرى الحفاة الزاحفبن..

يرى الجياع على الطريق

ويظل نهجهموا صمتا مهين..

يداهمه السؤال ،

متى يفيق النائمون

يرونه عمل مشين

يجتاح هذا الحاجز المسكون

باللحن الحزين..

يتلاعبون بالموتى

متى شاؤا

وباعوا

الارضَ والعِرْضَ

وآمال اليتاما

مزقوا ورد الخزاما

وأماتوا شهقة الحب الرصين..

يا لهذا العار

حتى أنهم يتراشقون

ويمكرون ويقتلون

لا يرحمون كبارهم

لا يرحمون صغارهم

مَنْ هؤلاء..؟

مِنْ أينَ جاءُوا..؟

هم طارئون

لايعرفون الله

ولا حتى قبور

الاولياء الصالحين..!!

*  *  *