صحيفة المثقف

مراثي غيلان (2): أحمد الشيوعي

saad alsalehiكان أبي قوميا ً ناصريا ً، وأعمامي وأخوالي بعثيين .. في سنة 1971 كنت بإعدادية النضال بالسنك (قلعة الشيوعية).

سووني بعثي، وصارت بسنتها الجبهة .. صرنا نتريكَـ ونتغده ويه الشيوعيين وحنة انجيبلهم جريدة (طريق الشعب) وهمه يجيبولنا جريدة (الثورة)..بعدين أشو الدنيا انلاصت، وفقدت خالد عرب (مسؤول تنظيم الشيوعيين بالإعدادية ) وأخيه أحمد عرب، ذلك الفتى الحيي الجميل.

وجدت ُ نفسي في عام 1985 - وأنا آمر وحدة الميدان الطبية 32 برتبة رائد - أمام طبيب ٍ أدمن الكحول في فوج متقدم بأعماق أهوار قلعة صالح . أخلوه الى وحدتنا لتسممه الكحولي . وتُرِك َ في صالة الطواري بيوم من أيام منتصف آب، وقد تورم وجهه وجسده من لسع البعوض التنيني الذي كان هوية الصيف في تلك المدينة . فصرخت بكل قوة آمريتي صرخة غضب، أحالت كل الوحدة الى فريق عمل لإنعاش هذا الزميل والطبيب المجند البائس، حتى استرد صحوه، وحممناه، وألبسناه ُ ما يليق به، وتناول مع بقية أطباء وحدتي، مجندين وضباط احتياط ومطوعين، كل وجباتنا في سهراتنا لمدة أسبوع، قبل أن أمنحه إجازة لمدة شهر كامل للنقاهة، وبعد أن استصدرت ُ أمرا ً من قائد فرقتي، أن أنقله من الفوج الى مقر اللواء طبيبا ً آمرا ً لموقع جمع الخسائر.

لقد كان رفيقي الشيوعي، ذلك الفتى الحيي الجميل في إعدادية النضال ...(أحمد عرب).

سعد الصالحي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم