صحيفة المثقف

بستانى

ترجمة لقصائد الشاعرة الأمريكية:

إيريكا جونج

almothaqafnewspaper

بستانى / ترجمة وتقديم: محمد عبدالحليم غنيم

 

1- هناك قصة واحدة فقط

There Is Only One Story

هناك قصة واحدة فقط

لقد أحبها،

ثم توقف عن حبها

في حين لم تكن هى قد

توقفت عن حبه .

 

هناك قصة واحدة فقط

لقد أحبته

ثم توقفت عن حبه،

في حين لم يكن هو قد

توقف عن حبها .

 

الحقيقة بسيطة

أنت لن تموت

من الحب

تتمنى فقط

لو فعلت .

 

2- الوردة

The Rose

أهديتنى وردة

فى أخر لقاء لنا

قلت لنفسى

لو تفتحت

سيزدهر حبنا

ولو ذبلت –

أوه،  لم أضع

فى اعتبارى

هذا الاحتمال .

ماتت .

مع أننى قطعت

الساق

بميل

كما علمتنى

أمى .

مع أننى وضعت

الإسبرين

فى الماء .

مالت رأسها

مثل آلة رجل منهكة

وماتت .

 

تقف

فوق مكتبى الآن –

ساق خضراء جرداء

برعم من جلطة دم حمراء .

تتساقط

مثل رأس رجل

مشنوق .

هل يعنى هذا

أننا هالكون؟

هل يعنى هذا

أن كل العشاق

هالكون؟

أوه  يا حبى

لم  أكن أقرأ الورود

على أنها تمائم

فى سنوات سبع .....

 

أى مصير هو الأسوأ ؟

أن تحب

و تخسر؟

أم أن تخسر

الحب

تماما

ولا يهم

إذا ما كانت الورود

تعيش أم تموت؟

 

3- بستانى

Gardener

أنا فى حالة حب مع رحمى .

وأغير منه .

أغطيه بحنان .

بقبعة وردية صغيرة .

(نوع من غطاء الرأس اليهودى)

لأحميه من الرجال .

ثم أصغى إلى الرنين الطفيف .

للمبيض

سهم كيبود

قد انطلق .

فخورة  أنا بذلك

وبقعة الدم .

فى القبعة الصغيرة .

والبيضة الصغيرة جداً .

لا أستطيع أن أراها

ومع ذلك من أجلها أصلى.

أتخيل داخل .

رحمى، قد يكون

فى لون الحشائش

والجهنيمة .

(ومع ذلك لم أره قط)

لكننى أخشى الأوزة .

التى ربما تحط

ولا تدعها تذهب

وأخشى الوحش

الذى قد يكبر

لكى يلدغ الزهور

فتنتفخ وتنزف

لذلك أحتفظ برحمى فارغاً

وممتلئاً بالاحتمالات .

فى كل شهر

ينزل الدم شريطاً

مثل مطر أحمر غزير

أنا البستانى

فلا شىء ينمو بدونى .

 

4- على الجادة

On The Avenne

أذكر؟

أأنثى؟

لا يهتم  الرب

بالجنس

والأشجار السامقة تظلل الجادة .

نحو الموت

يقول الرب

الدودة جميلة .

مثل التفاحة التى تأكل منها .

والتفاحة حلوة

مثل جذع شجرة

سميك

و جذع الشجرة

ليس أكثر جمالاً

من الهواء

المحيط به .

لا يهتم الرب

بالمعركة

بين الجنسين

تلك التى نشغل أنفسنا بها

ونحن فى طريقتا نحو الموت

يقول الرب

لا توجد أجناس

ومع ذلك نشغل أنفسنا

بالجدال إذا ما كان

أو لم يكن .

هى ذكر

أم

هو أنثى .

 

5- بورتريه شخصى

Self- Portrait

لم تكن امرأة نحيلة

لكن بشرتها كانت حليباً .

ممزوجاً بمربى الفراولة .

وبين ساقيها ولدت لفظة أرجوانى

وكان شعرها فى لون الحنطة والزبدة الصفراء

وكانت عيناها داكنتين كبحر الشمال الأطلنطى

تأملت خوفها وكتبت أشعاره .

استخدمت الثقب الذى فى قلبها لعزف موسيقى الرياح

بنت منازل كتبها فوق قبوها الخاوى

رضعت من ربة الشعر فى البداية

ثم صارت بعد ذلك أماً لها.

 

ترجمة : د.محمد عبدالحليم غنيم

.........................

إيريكا جونج / Erica Jong : روائية وكاتبة مقالات أمريكية وأستاذة جامعية، ولدت فى 26 مارس عام 1942 فى  مدينة نيويورك ونشأت بها، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية بارنارد عام 1963، ودخلت كلية الدراسات العليا فى جامعة كولومبيا حيث حصلت على درجة الماجستير فى أدب القرن الثامن عشر، عام 1965. وترجع شهرتها فى الأساس كروائية من خلال روايتها المشهورة : " الخوف من الطيران"  الصادرة عام 1973، ومع ذلك فهى شاعرة متحققة أيضاً قبل أن تكون روائية، إذا صدرت أول مجموعة شعرية لها - قبل أن تعرف كروائية - تحت عنوان : "  فواكه وخضروات " عام 1971، ثم نصف حياة، عام 1973 وجذر الحب 1975 و" على حافة الجسد " عام 1979 ومعجزات عادية، عام 1983 . ويصبح الضوء : قصائد جديدة ومختارة، عام 1991 . ويأتى الحب أولاً، عام 2009 ؟ يصور شعرها بعمق الحياة الجنسية للأنثى، وغالباً ما يركز شعرها على دور المرأة فى المجتمع المعاصر . يكمن فى شعرها روح الدعابة والتفاهم والمعرفة العميقة بتراثها الأدبى . وقد قارن الناقد والشاعر يا رينى شعر  إيريكا جونج  بشعر سافو ووالت ويتمان ودى.اتش لورانس . كما أشار الشاعر مانزيل روكسبير إلى " خفة الحركة " فى ديوانها نصف حياة . وقد ذكر اسم إيريكا جونج بشكل صريح فى أغنية بوب ديلان : " المرتفعات " . وفى عام 2007 تم أرشفة أعمالها الأدبية فى جامعة كولومبيا . ونحن هنا إذ نقوم بترجمة بعضا من قصائدها، نهدف إلى إلقاء الضوء على شاعرة وكاتبة معروفة فى أكثر من سبعة وثلاثين لغة عدا العربية، تستحق أشعارها القراءة لما فيها من متعة وفن حقيقين.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم