صحيفة المثقف

العدوان الامريكي على مطار (شعيرات) انتصار للإرهاب

ali jabaralfatlawiالعدوان الامريكي على مطار(شعيرات) العسكري في حمص السورية فجر يوم الجمعة (7/4/2107) جاء انتصارا للإرهاب، وتعرف الشعوب جيدا زيف الإدعاءات الامريكية أنها تقاتل الإرهاب، لأن السلوك الامريكي الواقعي عكس ما تدعيه أنها ضد الإرهاب. ونحن العراقيون لنا تجارب مريرة مع الامريكان فكثيرا ما وقفت امريكا سدّا مدافعا عن الارهابيين في كثير من المواقع، بأن تنزل طائرات لتهريبهم، أو نقلهم لمواقع أخرى أكثر أمنا لهم، أو تقوم بنقل السلاح إليهم بالطائرات، أو تقصف القطعات العسكرية العراقية المتقدمة لقتال داعش، وتدعي أن ذلك حصل بطريق الخطأ، إلى غير ذلك من الإدعاءات الكاذبة والمفبركة.

ليس مستغربا اليوم العدوان الامريكي على مطار (شعيرات) السوري، لأن الارهاب بجميع عناوينه موظف لخدمة امريكا وإسرائيل، فهي من خلقت القاعدة بالتعاون مع السعودية ودول الخليج الأخرى لمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق في افغانستان، وهي التي أخفت أو قتلت إبن لادن السعودي بعد أن انتهت مهمته، واليوم دعمها لمنظمات الارهاب بات مفضوحا، بعد أن تعددت وجوه المنظمات الارهابية وعناوينها تبعا للجهة الداعمة، فالسعودية ومحورها لها منظماتها الارهابية، وكذلك قطر وتركيا حزب اردوغان المنتمي فكريا لجماعة الاخوان.

 العدوان الامريكي اليوم على مطار (شعيرات) جاء ردّا على القصف الكيمياوي على (خان شيخون)، حسب الادعاء الامريكي، لكن روسيا على لسان المختصين العسكريين أكدت أن طبيعة العدوان والمؤشرات الفنية تؤكد أن العدوان مهيّأ له حتى قبل حادثة (خان شيخون)، السؤال من الذي استخدم الكيمياوي؟ وكيف عرفت أمريكا خلال ساعات أن الجيش السوري هو من استخدم الكيمياوي؟ لماذا لا تتهم أمريكا الارهابيين في هذا الخصوص او تضع احتمالا لذلك على الأقل؟ هذا مؤشر على أن العدوان مهيّأ له مسبقا، وليس هذا السلوك مستغربا من أمريكا، فهي لها سوابق في مثل هذا اللعب، تدعي أمريكا  أن الجيش السوري قد ضرب بالغازات السامة منطقة (خان شيخون) التي يسيطر عليها إرهابيو النصرة وارهابيو المنظمات المتحالفة معها، كيف عرفت ذلك خلال ساعات ومثل هذه العمليات تحتاج إلى لجان متخصصة وغير منحازة ضمن فترة زمنية كافية للتحقيق؟ مثل ما جرى سابقا في مناطق أخرى من سوريا، واثبت التحقيق العادل أن الارهابيين هم من قاموا بهذا العمل الشنيع، لكن هذه النتائج لا تخدم أمريكا، فهي الخصم وهي الحكم الخبر من صنع وتسويق امريكا وحلفائها، إذ لم تنتظر امريكا تشكيل لجنة تحقيق محايدة لغرض معرفة الفاعل الحقيقي الذي استعمل الغازات السامة، لأن ذلك لا يخدم ما تنوي القيام به من عدوان على سوريا.

 القصة مُعَدة مسبقا بهدف قصف مطار (شعيرات) السوري في حمص الذي انطلقت منه قبل اسابيع صواريخ طاردت الطائرات الاسرائيلية التي اخترقت الاجواء السورية، وليس جديدا على أمريكا مثل هذه الفبركات، فهي من ادعت سابقا على العراق أنه يمتلك أسلحة كيمياوية، وبعد العدوان على العراق ظهر زيف الادعاء وادعت في سوريا سابقا أيضا نفس الادعاء في منطقة خان العسل والغوطة الشرقية، وبعد التحقيق من لجنة محايدة ظهر زيف الادعاءات الامريكية ومحورها من دول الشرّ بريطانيا وفرنسا وذيولهم من الحكام العرب الذين ينتجون فكر التكفير ويقدمون المال للارهابيين ليقوموا بجرائمهم خدمة لأمريكا واسرائيل.

من خلال تشخيص الجهات التي أيّدت العدوان الامريكي، نعرف لماذا هذا العدوان؟

أوّل المؤيدين للعدوان الامريكي على سوريا هي السعودية، وبعدها إسرائيل صاحبة المصلحة الكبرى في تدمير سوريا وتمزيقها، وبقية الدول الخليجية والعربية الأخرى ضمن المحور الامريكي الصهيوني، ليس سوريا وحدها هي هدفهم بل جميع من يقف مع صف المقاومة الحقيقية ضد الكيان الصهيوني، لقد بات واضحا أن أمريكا ومحورها من الدول الأخرى، وصنائعها من حكام الخليج الذي يتذللون ويدفعون مليارات الدولارات إلى أمريكا واسرائيل والجهات التابعة لهما، من أجل بقائهم في السلطة، هؤلاء جميعا ساهموا في تنشيط وابتداع الفكر الارهابي المتطرف المحسوب على الاسلام ظلما وزورا، ليس هذا فحسب فحكام السعودية ومعها حكام الخليج الآخرين إضافة لاحتضانهم الفكر المتطرف، يقدمون الاموال الطائلة لدعم الارهابيين تحت مختلف المسميات، إذ توزعت دول الخليج النفطية في دعم المنظمات الارهابية، فكل منظمة ترتبط بدولة من دويلات الخليج، واستثني سلطنة عمان، أما تركيا اردوغان فإنها تدعم جميع منظمات الارهاب بسبب انتماء اردوغان وحزبه لنفس الفكر المتطرف، إضافة للفوائد المالية والسياسية التي تجنيها تركيا من دعم الارهاب، لهذا رأينا حكومة تركيا بزعامة اردوغان من أوائل الحكومات التي أيدت عدوان امريكا على سوريا، بل ذهب اردوغان إلى مدى أبعد عندما طالب أمريكا لتقوم بضربات أخرى.

على أثر العدوان الامريكي على مطار (شعيرات) طلبت بوليفيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشات العدوان وآثاره، وتحدث المندوب الروسي في الجلسة وفضح أمريكا وحلفاءها، وقد أشّر على نقاط كثيرة في السياسة الأمريكية التي تناصر الارهاب، وقال السفير الروسي (سافروف نيكوف) عبارة جميلة ومعبرة عن المواقف الامريكية المزدوجة (هذا الارهابي لنا وهذا الارهابي ضدنا) عبارة  واقعية تكشف الزيف الامريكي في ادعائها أنها تحارب الإرهاب، فهي تناصر الارهابيين في هذه الدولة وتقدم لهم الدعم، وتقاتل الارهابيين في مكان آخر حسب مصلحتها ومصلحة اسرائيل، فالارهاب أحد أذرع أمريكا للاعتداء على الشعوب.

 

علي جابر الفتلاوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم