صحيفة المثقف

الإعلام الجديد سلاح ذو حدين رهن الضمير

ahmad khameesaljanabiيرتبط "الإعلام الجديد" ارتباطا وثيقا بالثورة التكنولوجية الحديثة المتجددة والتي تشكل اداة رئيسية للإعلام الجديد بكل انواعه. يرى خبراء علم الأخبار ان تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة قد غيرت كل نواحي الحياة، وأثرت في معظم أنشطة الأفراد والجماعات وأجبرتها على التعامل معها كواقع لا بد منه، وعلى التفكير في كيفية إدماجها في كافة الأنشطة والأعمال.

بفضل التقدم التكنولوجي الحاصل ظهرت العديد من التطبيقات والتقنيات الاتصالية على شبكة الإنترنت ، بدءًا من البريد الإلكتروني وغرف الحوار والتراسل النصي، وبرمجيات التواصل المباشر، والقوائم البريدية، وصولاً إلى الأشكال العديدة للصِّحافة الإلكترونية، كالمواقع التكميلية لوسائل الإعلام، المواقع الفردية الشخصية، المدونات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي بكل أشكالها.

إن التكنولوجيا باتت تلعب دورا كبيرا في الإعلام الجديد ؛ حيث اصبح لزامًا التعاطي مع هذه الظاهرة بالبحث والدراسة للوقوف على تأثيراتها في مجتمعاتنا، وإيجابياتها المتاحة للاستفادة منها قدر الإمكان ثم محاولة تلافي سلبياتها أو على الأقل الحد منها. نرى أن الإعلام الجديد جاء نتيجة تطور تاريخي للإعلام التقليدي وتكنولوجيا الإنترنت والإعلاميات؛ حيث أتاح دمج هذين المجالين الوصول إلى مفهوم جديد يستفيد من خصائص الإعلام من حيث إمكانية التواصل والاخبار ونشر المعرفة مستغلا وسائط التكنولوجيا الجديدة ليصبح أكثر حضورًا وانتشارًا .

 الإعلام الجديد يعد مجموعة من التقنيات الحديثة التي من خلالها يمكن ايصال المعلومة او الرسالة لجمهور واسع النطاق وفي نفس اللحظة ، كما يعد تفاعل الجمهور احد اجزاء الإعلام الجديد. 

نرى ان شبكة الانترنت هي اقوى ركيزة للإعلام الجديد حيث تتميز بعدة سمات تجعلها وسيلة فعالة، منها اتساع نطاق القاعدة الاجتماعية المستخدمة لها، وعدم تقييدها بالحدود الجغرافية والسياسية، كما تحول الجمهور المتلقي فيها من مجرد مستخدم ومستهلك إلى مشارك فاعل.

إن شبكات التواصل الاجتماعي والتي هي نوع من انواع الإعلام الجديد تُمكن الأفراد وبشكل عملي من اكتشاف اهتماماتهم، والبحث عن حلول لمشكلاتهم مع أشخاص آخرين، فضلا عن تسهيل عملية متابعة ما ينشر أو يبث في وسائل الإعلام أو على المواقع الإلكترونية. الإعلام الجديد بكل انواعه  يساعد الأفراد على تكيفهم مع مجتمعهم والتواصل فيما بينهم، وكذلك يفيد في تحسين مستوى الخطاب والحوار بين أفراد المجتمع وإبداء الآراء دون خوف أو وجل، ومعرفة طريقة تفكير الآخرين حيال القضايا المختلفة، واكتشاف مواهب جديدة، فهو يساهم في تحقيق التقارب الثقافي مع المجتمعات الأخرى في العالم، واختصار المسافات الاتصالية مع مختلف أنحاء العالم .

وسائل الإعلام تعد من المصادر الأساسية للمعلومة، والتي يبني عليها الفرد مواقفه، وتقوم عليها اتجاهات الجماعات حيال الأحداث الجارية، سواء بالقبول أو الرفض، حيث تتولى وسائل الإعلام الدور الملموس في تشكيل موقف الجمهور المتلقي من القضايا المطروحة على الساحة المحلية والدولية، ولا يتوقف تغيير الاتجاه والموقف على القضايا العامة أو الأحداث المثارة، بل يمتد إلى القيم وأنماط السلوك، فقد يحدث أن يتقبل المجتمع قيمًا كانت مرفوضة قبل أن تحملها الرسالة الإعلامية، أو يرفض قيمًا كانت سائدة ومقبولة مستبدلاً بها قيمًا جديدة.

ويبقى الإعلام ووسائله من أهم عوامل نقل الحضارة، وإشاعة الثقافة الجادة، ودعم الفكر الصالح، وبث القيم الصحيحة في العادات والسلوك، وتحقيق التواصل الاجتماعي والثقافي بين الأمم. ننصح بتطويع الآليات التقنية الحديثة في وسائل الإعلام الجديد بما يخدم الشعوب والارتقاء بها لا في هدمها ودمارها.

 

بقلم د. احمد خميس الجنابي

كاتب عراقي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم