صحيفة المثقف

هكذا وقع الإنقلاب على الرئيس هواري بومدين ومخطط اغتياله.. محمد الطاهر بورزان يكشف في مذكراته:

eljya ayshيكشف قائد الولاية الرابعة محمد الطاهر بوزران في مذكراته كيف قام الطاهر زبيري بتنظيم الإنقلاب ضد هواري بومدين بمساعدة السعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى قبل أن يغتال هو الآخر في مكتبه، إذ يقول: كنا ضد سياسة هواري بومدين، وقد اتفقت المجموعة المتكونة من حوالي 20 فردا على القيام بعملية تصفية حساباتها مع سياسة بومدين وهو القضاء عليه شخصيا بالموت، كلن الإتفاق هو تحديد يوم اجتماعه مع الوزراء بقصر الحكومة، وفور الإنتهاء من الإجتماع وأثناء عودته إلى مقر الرئاسة يقضى عليه من قبل أفراد هذه المجموعة، وحين تم الخروج تم إطلاق النار على بعض العناصر المرافقة للسيارة المقلة لهواري بومدين، إلا أن البندقية تعطلت بسبب قدم الذخيرة المستعملة مما عطل نابض البندقية الذي يدفع الخراطيش، وأسفرت نتائج هذه العملية على جرح هواري بومدين في شاربه الأعلى وقتل أحد حراسه.

قام بهذه العملية كل من الطاهر بورزان، لمبارك عقاقنة، ومعمر بشاح، وكان توقيت هذه العملية حوالي الساعة الواحدة ظهرا، بعدها انتقلت المجموعة إلى جبل تابلاط بالزي المدني كونهم كانوا في يوم راحة، انطلقوا من سور الغزلان، المسيلة ، بريكة ومنها إلى عين توتة حتى وصلوا إلى تابلاط، ومن عين توتة إلى الأربعاء ثم أريس، وفي أريس اتصلوا بمحمد عثامنة، الذي تبنى هذه العملية، كما قام هذا الأخير بسرقة مالية للفلاحة ، غير أن المجموعة رفضت ، وبعد فشلهم في تصفية هواري بومدين حاولوا الخروج إلى تونس، غير أن محمد عثامنة وعن طريق أبيه الذي اتصل بقسمة أريس والشركة ، تم منعهم من الخروج ، وتمت محاكمتهم في جوان 1969 وحكم على الجميع بالإعدام بما فيهم الطاهر زبيري الذي حكم عليه بالإعدام غيابيا، وكان معهم سليمان عميرات المتهم في قضية كريم بلقاسم، وقد صدر عن الذين حوكموا تخفيض الأحكام من الإعدام إلى المؤبد، وظلوا ينتقلون من سجن سيدي الهواري إلى سجون أخرى منها سجن البرواقية والأصنام وبعضهم إلى سجن تازولت بالأوراس ومنهم عمار ملاح وامبارك بتيرة.

يقول صاحب المذكرة أن سيناريو الخلاف بدأ في الذكرى الـ: 13 لإندلاع الثورة التحريرية، وأثناء إجراء الإستعراضات الوحدات العسكرية لمختلف الأسلحة في شارع جيش التحرير الوطني بالجزائر غاب الطاهر زبيري قائد الأركان العامة الذي كان من المفروض أن يشرف على الإستعراض، فكان القرار هو استبدال الطاهر زبيري بالعقيد عباس، وبعد انتهاء الحفل اتصل كل من الرائد السعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى ، والرائد محمد الصالح يحياوي والرائد عبد الرحمن بن سالم وبعض الشخصيات الوطنية بالعقيد الطاهر زبيري منهم العقيد خطيب والرائد الأخضر بورقعة وزغداني عبد العزيز والشيخ خليفة لعروسي وحتى عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية لمعرفة سبب غيابه المفاجئ وحل الإشكالية سياسيا غير أن جميعهم لم يفلحوا وباءت محاولتهم بالفشل، الملفت للإنتباه أن اسم الرائد محمد الصالح يحياوي لم يكن مذكور ضمن جماعة الإنقلاب حيث ذكر صاحب المذكرة أنه في يوم 14 ديسمبر 1969 قامت جماعة من الضباط بحركة ضد نظام بومدين وهم السادة المساندون لمحاولة الإنقلاب التي تزعمها العقيد الطاهر زبيري وهم على التوالي: (عمار ملاح، السعيد عبيد، والرائد سليمان، لخضر بورقعة، يوسف بولحروف النقيب بوعلي، العياشي حواسنية عبد السلام امباركية، حمودي بوزيدـ بوقطف العيد، محمد الهادي ارزايمية، محمد حابة واسماء عديدة ذكرت في الصفحة رقم 139)، غير ان الإنقلاب فشل لتضارب المواقف وعدم التنسيق بين قيادات الحركة الإنقلابية وانعدام النخطيط المحكم وما إلى ذلك..

و أدت محاولة الفشل الإنقلابية إلى التفكير في اغتيال الرئيس هواري بومدين وتصفيته جسديا، أعدت المجموعة خطة الإغتيال ، وشارك في إعدادها في بداية المرحلة كل من عمار ملاح، موسى زروال ، محمد الطاهر بورزان، ثم توسعت، والخطة كانت أثناء خروج الرئيس هواري بومدين من اجتماع مجلس الوزراء وعند مرور سيارته أمام مركز الأمن المكلف بالحراسة بادر الطاهر بورزان بإطلاق عليه عيارين من رشاشة من نوع ماط 49 matte غير أن نابضها تعطل، كان موسى زروال يطلق رشاشة على حراس الرئيس بومدين، لكن حراس الرئيس كان ردهم سريعا حيث سقط موسى زروال، أما الطاهر بورزان انسحب رفقة معمر بشاح وامبارك عقاقنة، وكانت نتيجة هذه العملية إصابة الرئيس بومدين في شاربه الأعلى، وهؤلاء هم الذين باعوا تاريخ الأوراس بالأمس القريب، ولاذوا بالفرار، وبعد وفاة الرئيس هواري بومدين أعيد الإتصال بهم من طرف العقيد عبد الله بلهوشات بعدما تقرر إطلاق سراحهم، وتبين أنهم لم يوضعوا داخل السجن بعد إلقاء القبض عليهم.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم