صحيفة المثقف

المؤرخ عبد الله حمادي: أنا هو المؤسس الأصلي لمؤسسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس

eljya ayshكشف الدكتور عبد الله حمادي خلال عرض كتابه الجديد أن تأسيس مؤسسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس جاءت بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهو من زكى هذا المشروع ليكون مكملا لمؤسسة الأمير عبد القادر بمنطقة الغرب، وكشف الدكتور عبد الله حمادي أنه هو المؤسس الحقيقي للمؤسسة وبحوزته رسالة التزكية التي بعث بها رئيس الجمهورية

غاب كل من المؤرخ الدكتور عبد العزيز فيلالي الرئيس الحالي لمؤسسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس الكائن مقرها بشارع العربي بن مهيدي ولاية قسنطينة شرق الجزائر والرئيس السابق للمؤسسة الدكتور عبد الله بوخلخال (عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية سابقا) لمناقشة الكتاب الجديد  الذي أصدره الدكتور عبد الله حمادي، وعرضه  بالمسرح الجهوي قسنطينة، وهما اللذان شاركا في الاجتماع الذي أشار إليه صاحب الكتاب عندما تحدث عن ظروف تأسيس مؤسسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس، موضحا أنه حضر الاجتماع 12  شخصا من مثقفين وباحثين وناقشوا مسألة من يترأس المؤسسة، ودون أن يدخل في تفاصيل الاجتماع وما حدث فيه، كشف الدكتور عبد الله حمادي أنه هو صاحب مبادرة إنشاء مؤسسة عبد الحميد ابن باديس وهو مؤسسها الأول، وذلك بتزكية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وما زال يحتفظ برسالة الرئيس الذي زكى هذا المشروع.

الكتاب الذي حمل عنوان "ابن باديس سيرة ومسيرة" صدرت طبعته الأولى في السداسي الأول من السنة الجارية 2017 عن منشورات الوطن اليوم، يقع في 300 صفحة، وهو يدخل ضمن سلسلة كتاب الجيب، وقال أن أصل عائلة ابن باديس الحقيقي ينتمي والى مناد ابن زيري الصنهاجي موقعهم في ضواحي المدية في الجزائر العاصمة وليس قسنطينة ،  موضحا أنها من مخلفات المذهب الشيعي في الجزائر ولهذا كانت المرأة القسنطينية ترتدي الملاءة السوداء،  ثم استغنت عن المذهب الشيعي وعادت إلى المذهب السني قبل أن تستقر في قسنطينة طلبا للحماية وقد استقبلوا من طرف سيدي عبد المومن أحد الموالين للدولة الحفصية، وأوضح الدكتور حمادي أن "الكتاب الذهبي" الذي كتبته فرنسا  احتفالا بمئوية احتلالها الجزائر، أشار إلى عائلة ابن باديس  بكثير من التفصيل في زمن جدهم المكي بن باديس، وكان هذا الأخير قد منحته فرنسا رئاسة مكتب العرب، الذي تحول إلى مكتب الأهالي.

و تطرق الدكتور حمادي إلى ملامح الوضع في الجزائر أيام ابن باديس، وظروف تأسيس جمعية العلماء المسلمين، التي قال عنها أنه لولا الخدمات التي قدمتها عائلة ابن باديس لفرنسا لما تمكن الشيخ عبد الحميد ابن باديس أن يترأس هذه الجمعية، ونتيجة هذه الخدمات انتقل نابليون الثالث من فرنسا إلى قسنطينة ليكرم جده المكي ابن باديس، والدليل على ذلك أن والد ابن باديس محمد مصطفى  طيبة 60 سنة من حياته لم تزجه فرنسا في السجن ولا يوم واحد، غير أن ابن باديس وظف هذه الخدمات لصالح الجزائر، هكذا أضاف المؤلف الذي عرج إلى الحديث عن  مشاريع ابن باديس الثقافية وتأسيسه للنوادي الأدبية والثقافية ومدرسة التربية والتعليم، وأحداث المؤتمر الإسلامي، وآليات المناظرة والحوار عند ابن باديس.

و ما بين هاته وتلك كشف عن بعض الحقائق المكتوم عنها والتي تدخل في خانة الطابوهات، مثل الحديث عن دور الزوايا وشيوخ الطريقة الذين قدموا خدمات لفرنسا عام 1914 ووقفوا ضد مستقبل الجزائر، وهي الأسباب التي دفعت بابن باديس الى محاربة الطرقيين، ومجابهتهم بالحجة والدليل، مثلما قال في الصفحة 39 من الكتاب، رغم أنه كان صديق شيخ الزاوية الرحمانية، وقال الدكتور عبد الله حمادي، أن ما يميز العلامة ابن باديس من الدعاة المعاصرين هو أنه داعية عملي، بحيث لا يدخل في متاهات التكفير والتحليل والتحريم، وكان في حالة مجابهة مع الاندماجيين وفرحات عباس، لأنه كان لا يساوم ولا يسامح كلما تعلق الأمر بالجزائر، ولم يهمل العلامة عبد الحميد ابن باديس رسالته في عملية الإصلاح إلى أن تمكن منه المرض بسبب قلة النوم والأكل، وأقعده بغرفته التي كانت متواجدة بمدرسة التربية والتعليم وتوفي فيها، وقبل أن يتوفى ترك وصية بأنه إذا مات لا يحمل جثمانه سوى طلابه.

 

علجية عيش

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم