صحيفة المثقف
مراثي غيلان (2): (نفرين)
كنا من مرارة الموقف وسوء هضم الهزيمة نضيف للشاي سكرا ً كثيرا ً، ونلعق ُ أطراف اصابعنا بعد كل وجبة طعام لكأنها عشاء ً أخيرا. رحت ُ أكرر ندائي على حملة النقالات بسرعة ترتيبها عند مدخل وحدة الميدان كي يتداركوا لأنفسهم وجبة ساخنة قبل وصول أعداد أخَر من الجرحى والشهداء . شعرت ُ بارتياح غريب ساعة رأيت ُحافلتين محورتين تصلان لإخلاء جثامين الشهداء من وحدتنا، إذ كنا في اضطراب شديد لاضطرارنا استخدام عجلات الإيفا المتهالكة لهذا الواجب .
أتم الجنود ترتيب الجثامين في الحافلة الأولى وانتقلوا الى الثانية في غضون نصف ساعة ٍ، وانتظرت ُ أن ينطلق السائقان بأسرع وقت ممكن، بيد أنهما ظلا خلف مقوديهما منتظران شيئا ً ما؟!!
أرسلت ُ عليهما مستفسرا ً فأجابني سائق الحافلة الثانية:
- سيدي معتازين شهيدين بعد حتى نقبط لبغداد .