صحيفة المثقف

معرض اربيل الدولي للكتاب.. ملاحظات

البعض وليس الكل من الشعراء والكتاب والصحفيين ينتقدونني لأنني اكتب باللغة العربية بحجة انني كوردي الاصل والمنبع وهذا السبب كافي لكي اتنازل عن ما اكتسبته من معرفة وفكر وفلسفة وادب من الثقافة العربية واستبدل اللغة التي اكتب بها الشعر والقصة والمقالة رغم انني اكتب باللغة الكوردية ايضا الشعر والقصة القصيرة لكن هذا بالنسبة لهم لا يجدي نفعا ولا قيمة له ما دمت اكتب بالحروف العربية لذا بأعتباري مبدعا وضعت كلامهم وانتقادتهم في خانة مليئة بعلامات الاستفهام في ذات الوقت اقف امامهم بالمرصاد وارد على اسئلتهم وانتقاداتهم بذات الاسلوب الذي ينتهجونه معي هنا ينتهي الحوار وتسدل الستارة عن فصل اخر من النقد الذي اتعرض له بشكل شبه يومي لكن هذا لا يقلقني ولا يتعبني ولا يرهقني بل يزيدني قوة واصرارا وعزيمة وثقة وارادة في مواصلة طريقي نحو المجد فالمبدع الحقيقي يكتب بلغات العالم ويتعلم منها ويكتسب ثقافتها ومعرفتها ويروضها كما يشاء في قلمه ليزركش الورق ادبا وفكرا وفلسفة فأنا شاعر وكاتب كوردي الاصل والمنبع اكتب بلغتي الام وفي ذات الوقت اكتب باللغة التي يتكلمها اكثر من نصف مليار انسان وبهذا انقل واحلل وافسر ثقافة وطني وتراث شعبي وقضية امتي لكل الناطقين بالعربية ففي الوقت الذي ينتقدني البعض هنالك من يرفع قبعته احتراما وتقديرا لي لأنه يعرف قيمة ما اكتسبته من مهارات لغوية وثقافية ومعرفية من لغة غريبة عن لغتي الام وكتبت بلغة اخرى كلمات في العشق والحضارة والانسان هي دليل قاطع وملموس على ان الامة الكوردية تملك مواهب وطاقات ابداعية تستطيع مواكبة الحاضر في المحافل الادبية والفكرية والفلسفية العالمية .....

قال احد المثقفين الكورد لي ذات يوم .....

رغم فارق السن الكبير بيني وبينك لكنني احترمك كثيرا بطول هذا الفارق الزمني بيننا .

قلت له لما ......

قال لي لأنك شاب كوردي موهوب ذكي وشخصية فذة مناضل ومكافح تسلق هرم الثقافة والفكر والادب باللغة العربية في بيئة تكاد تخلو من هكذا ثقافة في الوقت ذاته تقرأ الكتب العربية المتنوعة بشراهة وبهذا تتعلم وتكتسب خفايا واسرار هذه الثقافة وتكتب وتنشر كتاباتك وتصنع لنفسك مكانة بين نخبة الشعراء والكتاب كمبدع كوري يكتب باللغة العربية اجمل واحلى الكلمات وتهديها للعشق والحضارة والانسان .

المفارقة هنا ان بعض من قالوا لي كلمات وعبارات النقد كانوا متواجدين في معرض اربيل الدولي يشترون الكتب العربية ويلتقطون الصور مع كتاب عرب هنا يطرح السؤال نفسه .....

الى متى سيرتدي البعض من الشعراء والكتاب والصحفيين ثوب النفاق هذا ام للقضية ابعاد اخرى تبدأ بالحسد والشعور بالحرمان والنقص الثقافي اللغوي للاخر نهاية بالتهميش والاقصاء  .

لكن هذا لن يزعزع تطلعاتي واحلامي لأنني سأواصل الزحف نحو المجد بقلمي بقصائدي بقصصي القصيرة بمقالاتي وباللغة العربية لأنني انقل الحضارة والعشق والانسانية بعقل وقلب كوردي الى العالم العربي وهذه مهمة في غاية التعب والارهاق لطالما عانيت من خلالها الكثير من المصاعب والعقبات منذ اولى خطواتي في عالم الابداع عام 2002 بشكل علني منظم من حيث بداية نشر كتاباتي في الصحف والمواقع العربية والعراقية وسأبقى الى الرمق الاخير اقاتل بقلمي الكوردي بما يحمله من ثقافة وفكر وادب باللغة العربية على جبهات الابداع .

 2

في معرض اربيل الدولي للكتاب هذا العام عرضت دور النشر كل كتبها بقديمه وجديده ووضعت اثقالها على عتبة هذا الكرنفال الثقافي العملاق الذي تلبسه اربيل العاصمة من كل نيسان كعادتي التي لا استطيع الاستغناء عنها احرص على التواجد بشكل منظم كل عام في هذه التظاهرة لأن الكتاب كان الرفيق الاول لي في مسيرتي نحو عالم الابداع فلقد عشت طفولتي بين اروقة وزوايا مكتبة ابي العظيم في بيتنا الكبير الذي كنت في الملك والامير .....

فعشقي للكتب كعشقي للنساء للسجائر للبيرة اللبنانية (المازا) لهذا احاول قدر المستطاع ان اشتري الكتب لكي ابتعلها واحولها لفضلات لكي تنمو ذاكرتي الادبية والفكرية والفلسفية وتنمو معها افق الوعي والادراك لخفايا واسرار فوضى الحياة بكل شيء واي شيء رغم ان الكثير من الاشياء ما زالت تحوم حولها علامات الاستفهام وبهذا يكبر الشك في دهاليز عقلي وينتهي في نهاية المطاف الى علامات استفهام اخرى اضعها بجانب الاخرى ......

evan aliالشيء الغريب والعجيب هنا ان الكتب ما زالت تحتفظ برونقها والقها لكن بحلة تجارية فمعظم الدور المشاركة في هذا التجمع الثقافي السنوي عرضت الثقافة بأسعار باهضة وهذا ان دل على شيء فهو دليل واضح على انها تطبع النتاج الانساني وتبيعه بأسعار شبه خيالية مقارنة بأسعار الكتب في مكتبات العالم وبهذا يكون الربح هو الحافز الاكبر لطبعها فلقد تحولت بعض دور النشر الى شركات تجارية صرفة الجانب المعلن فيها انها تثري رفوف المكتبات بنتاجات المبدعين لكن الجانب الخفي انها تتعامل مع الكتب كأداة ووسيلة لجمع المال ..... والحجة هي ارتفاع الدولار وغلاء اسعار الورق والحبر؟

من حسن حظي انني ادركت الكثير من الاشياء والامور من خلال تعلمي واكتسابي مهارات الثقافة والفكر والفلسفة من الكتب منذ طفولتي وبهذا فأن هكذا العبارات بالنسبة لي هي تبريرات لا قيمة لها لكن لا مفر من ان ادفع المبلغ المطلوب لشراء هذا الكتاب او ذاك لأنه من المستحيل ان احصل على ذات الكتب من المكتبات لكون ان اللغة العربية تعاني مشكلة الانقراض في المجتمع الذي اعيش فيه فلا قيمة للشاعر والكاتب امام بائع الكتب اي نعم سيعامل بشكل ثقافي وسيتم تقدير مكانته كمبدع من الجانب النظري لكن عندما يتعلق الموضوع بالدرهم والدينار فعلى الشاعر والكاتب ان يدفع ثمن الكتاب او الكتب كما يريد بائعها وبهذا يكون هذا هو الجانب العملي ......

ما يرهق ذاكرتي هنا ان تمتد مفاهيم وقيم الرأسمالية الى اروقة دور النشر وبهذا ينتشر مفهوم الطبقية بين الكتب ويتم جر الكتب الى مستنقع الربح حينها سأكتب رسالة ثورية الى ماركس اقول فيها ان رأس المال يباع الان بالمال .....

ايفان زيباري - شاعر وكاتب

.................

يسارا انا وانت .. نمضي نلتقي

1

على ارصفة الليل

تتمايل

شفتاك الممتلئتان

يسارا

تهاجر

عيناك الخضراوان

يسارا

2

يسارا .....

يرقص العشق

فوق نهديك

يثمل الشعر

في خديك

تغرد السعف الحمر

على حاجبيك

3

يسارا .....

تحاور عشتار

ضفائر الحرير

يرسم الياسمين

لهفة الخليل

يزهو القلب

بحديث النديم

4

يسارا .....

نمضي

انا وانت

الى الأمام

بصحبة الرفاق

الكأس والسيجار

5

تزحف

وشوم جسدي نحو خاصرتك

يسارا .....

ليسكر حرفي

ليضمد جرحي

ليبعث قلمي

ليصمد وجعي

حين يراك

لتنبت القصيدة

لتولد البندقية

لتحيا الثورة

حين تلقاك

6

يسارا .....

نلتقي

انا وانت

لا رجوع ولا استسلام

فخطايا ارصفة الليل

لا تمحوها

ذاكرة

العطر والمطر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم