صحيفة المثقف

إنها لعبة مفضوحة سيد ترامب!!

ali jabaralfatlawiشنَّ ترامب هجومه بالصواريخ على مطار (الشعيرات)، لم تصفق له الجماهير لكن ممثلي المسرحية صفقوا له كثيرا.

من يستمع إلى خطابات ترامب بشأن سوريا، ويستمع إليه وهو يبرر العدوان الذي شنته أمريكا على مطار (الشعيرات)، بحجة استخدام سوريا للسلاح الكيمياوي عند قصف (خان شيخون) الذي يسيطر عليه الارهابيون، مطار (الشعيرات) أزعج ترامب وجوقته الصهيونية كثيرا، لأن الصواريخ انطلقت منه ضد الطائرات الاسرائيلية التي دخلت سوريا انتصارا للارهابيين قبل الهجوم على (خان شيخون) بأيام، من يستمع إلى ترامب وهو يهدد أن أهدافا أخرى في سوريا ستكون هدفا للهجمات الأمريكية في المستقبل القريب، يحكم أن ترامب ضالّ ومُضِّل، وداخل في لعبة مفضوحة! لا يستطيع ترامب أن يقول صراحة أنه سيجدد القصف لو انطلقت الصواريخ السورية مجددا ضد الطائرات الإسرائلية المعتدية، لكنه يبرر باستخدام سوريا للأسلحة الكيمياوية، والوقائع والعارفون بالسياسة الامريكية والشعوب والكلّ يعرف أن ترامب وجوقته هم جزء من سياسة التضليل الصهيونية.

عندما نرى أمريكا تعلن عداءها لتطلعات الشعوب هذا أمر ليس مستغربا، لأن أمريكا والغرب يلهثون وراء مصالحهم، ويسعون لتحقيقها على حساب مصالح شعوب المنطقة، حتى لو تطلب ذلك سَفْك أنهار من دماء أبناء البلدان المستهدفة وهذا ما لمسته الشعوب على أرض الواقع في العراق وسوريا واليمن والبحرين وليبيا ومصر وغيرها من البلدان المستهدفة، هذا أمر غير مستغرب بالنسبة إلى أمريكا ومحورها من دول أوربا كبريطانيا وفرنسا، لكن المستغرب أن تدفع العوائل الحاكمة في الخليج أمريكا للهجوم العسكري على شعوب المنطقة، وتتحمل هذه الحكومات العشائرية تكاليف الحرب، وكلنا نتذكر موقف السعودية وقطر وبقية دول الخليج عندما تعهدت لأوباما بدفع تكاليف الحرب مع سدّ العجز في الميزانية الامريكية، إذا قامت أمريكا بشن عدوان عسكري على سوريا لإسقاط النظام فيها بالقوة إرضاء لإسرائيل، وهذا ما أكده جميع المحللين المنصفين، لكن حكومة أوباما رفضت في حينها بسبب الموقف الروسي والايراني وحزب الله في لبنان، وهل الرفض يعني أن حكومات الاعراب لم تدفع إلى أوباما؟ بل دفعت وسدّت العجز الامريكي في الميزانية رغما عنها، ولو أن ترامب عدّ الدفع الخليجي قليلا بالقياس لما تقدم لهم أمريكا من حماية لعروشهم، أرى أن دفع حكومات الخليج للحكومة الأمريكية قد ازداد في عهد الرئيس الجديد ترامب، وكررت حكومات الأعراب موقفها اليوم عندما شنّ ترامب هجومه على مطار (الشعيرات)، إذ كان أول المؤيدين للهجوم العسكري على المطار السعودية ورفيقاتها من الحكومات الأعرابية ثمّ إسرائيل، ماذا بقي من الغيرة العربية المدعاة؟ إنهم حكام متصهينون أكثر من الصهاينة، يفرحون بقتل أبناء جلدتهم من العرب والمسلمين ليس في سوريا فحسب بل في كل مكان فيه روح مقاومة ضد إسرائيل.

ترامب الضال والمضِّل يريد اليوم تضليل الشعوب، بإدعائه أنه هاجم سوريا لأنها استخدمت السلاح الكيمياوي في (خان شيخون)، وهو يعرف جيدا أن الأمم المتحدة أعلنت منذ عام (2013) خلو سوريا من الأسلحة المحرمة دوليا.

نشر موقع (اليوم السابع) الالكتروني مقالا أراه واقعيا له علاقة بادعاء ترامب استخدام سوريا للاسلحة الكيمياوية: (في عام 2013 تم تفكيك شبكة السلاح الكيمياوي في سوريا، وشاركت سفن من دول كثيرة في نقلها إلى خارج سوريا وفي أعقاب هذا النقل خرجت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية بتقرير يؤكد وجود 2% من السلاح الكيمياوي في حوزة الأسد، الأمر الذي تبعه تصعيد أمريكي أوربي دفع الأسد لتسليمه، ليخرج تقرير رسمي ودقيق من الأمم المتحدة ليعلن خلو سوريا من الأسلحة الكيمياوية. منذ ما يقرب من عام أعلنت بعض الصحف الغربية أن هناك جزءا من السلاح الكيمياوي السوري قد وقع في أيدي جماعة داعش وجيش النصرة وتمّ استخدامه.) واستنتج كاتب المقال أن دعوة ترامب لقوات التحالف للقضاء على الارهاب هي في صالح الاسد، رأي سليم فهذه إيجابية، كذلك إعلان الامم المتحدة خلو سوريا من السلاح الكيمياوي هي إيجابية ثانية، وأضيف إيجابية ثالثة فرضها الميدان، هي تصريح ترامب أن بقاء الأسد في الحكم ليس عقبة في طريق الحل السياسي، هذه كلّها إيجابيات لصالح النظام فرضها الواقع الميداني وهناك إيجابيات أخرى أيضا، فهل يعقل أن يضحي النظام السوري بكل هذه الإيجابيات ويلجأ إلى استعمال السلاح الكيمياوي في (خان شيخون)، وهو غير محتاج ولا مضطر لاستعماله؟! هذا على فرض أنه يمتلك سلاحا كيمياويا.

 إنّ إدعاء ترامب باستخدام الجيش السوري السلاح الكيمياوي هو محض إفتراء. لأنّ الهجوم الامريكي جاء انتقاما من سوريا بسبب الصواريخ التي اطلقتها من قاعدة (الشعيرات) الجوية على الطائرات الاسرائيلية، وتلجأ أمريكا إلى مثل هذه الكذبة كلما أرادت الانتقام من سوريا أو الانتصار للإرهابيين، علما أن أمريكا سبق وأن أدعت مثل هذا الإدعاء في منطقة الغوطة الشرقية وخان العسل، وبعد التحقيق ظهر زيف الإدعاء، وأعلنت لجنة الأمم المتحدة المشكّلة بموجب قرار مجلس الأمن أن من استخدم الغازات السامة هم الإرهابيون، إذن إدعاء ترامب اليوم هو مسرحية مفبركة جديدة، تهدف الى الإنتصار لصالح إسرائيل والارهابيين.

 السرعة في تنفيذ الهجوم توحي أن العملية مفبركة، إذ مجرد إعلان خبر السلاح الكيمياوي، شنت أمريكا هجومها بعد (48) ساعة من الإعلان، وكأن هناك توقيتات متفق عليها مسبقا، في حين يفترض تشكيل لجنة محايدة للتدقيق في المعلومات، وقد طالبت دول عديدة لإجراء مثل هذا التحقيق، لكن ترامب صمّ أذنيه لمثل هذه الدعوات، وشنّ هجومه العسكري على (الشعيرات)، لقد أحتج مندوب بوليفيا في مجلس الامن على الهجوم الأمريكي، لأنه نُفّذ مباشرة بعد الإدعاء باستخدام سوريا للسلاح الكيمياوي من دون طلب التحقيق العادل في هذا الإدعاء، أما روسيا فقد أعلنت أن الجيش السوري عندما قصف (خان شيخون)، كان السلاح الكيمياوي في حوزة الارهابيين والهجوم على (خان شيخون) فضح اللعبة الأمريكية، وأثبت أن السلاح الكيمياوي موجود في مخازن سلاح الارهابيين، وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية هذه الحقيقة: (تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت مستودعا للذخائر يحتوي على أسلحة كيميائية ومعملا لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة)، لكن الإرهابيين ومعهم أمريكا والسعودية وجميع محور الشرّ يصرّون على أن سوريا هي من استخدم السلاح الكيمياوي، إذن لماذا لا تطالبون بتحقيق عادل ليثبت أن سوريا هي من استخدمت السلاح الكيمياوي؟ ولماذا شنت أمريكا هجومها  من دون إجراء أي تحقيق؟

أنها لعبة مفضوحة سيد ترامب!! ولا نستغرب ذلك منك، لأنك ضّال ومُضِّل والشعوب تعرف ذلك جيدا، ولا تستغرب من كذبك لأن الكذب والتضليل هو سمة  السياسة الامريكية الحمقاء، لكن نستغرب من الذين يدعون العروبة والإسلام، وهم يؤيدونك ويصفقون لك، بل يدفعون لك مقابل العدوان قوت شعوبهم.

 

علي جابر الفتلاوي

.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم