صحيفة المثقف

مقتل مترشح الأفلان للتشريعيات ببجاية هل هو مخطط لعودة الربيع الأمازيغي؟

eljya ayshالطريق إلى البرلمان محفوف بالمشقات والمصاعب، لكن أن يكون بالقتل، فهذا يخرج عن الأطر الأخلاقية والدينية والإنسانية كذلك، فاختطاف مترشح وقتله جريمة تقع لأول مرة في الجزائر، بحيث لم نكن نشاهدها إلى في الأفلام البوليسية، وهذا يستوجب على الجهات الأمنية أن تحرص على  بسط الأمن  وحماية المترشحين لأيّ انتخابات سواء كانت تشريعية أو محلية أو رئاسية

تتردد حادثة اختطاف المترشح البجاوي جودر السعيد على ألسنة  والجزائريين في المقاهي والمقاهي الإلكترونية وحتى في الشارع وداخل الحافلات والمركبات، ثم إعلان مقتله من طرف مجهول، وقد جمّدت هذه الجريمة الدّم في عروق المواطن الجزائري، من شدة هول ما يسمع هنا وهناك، حيث ما تزال أسئلة كثيرة تطرح حول وقوع الجريمة وماهي دوافعها؟ القضية طبعا ليست في اختيار مترشح الأفلان دون بقية المترشحين من الأحزاب الأخرى، بل تتعلق بمترشح من منطقة القبائل، والإجابة على سؤال تعيد طرح سؤال آخر، وهي أن هناك أطرافا أرادت إفشال الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في الرابع من مايو المقبل، وكان الضحية قد اختفى عن الأنظار منذ ثمانية عشر يوما، إلى أن تم اكتشاف جثته  بقرية معزولة تابعة لإقليم ولاية بجاية حسبما اوردته بعض الصحف، بعد التحريات الدقيقة والمعمقة التي قامت بها فرقة التحريات التابعة لأمن دائرة بواسماعيل وتيبازة..، فجرائم الاختطاف التي شهدتها الجزائر في السنتين الماضيتين والتي ركز المجرمون على اختطاف القصر واغتصابهم ثم قتلهم بأبشع طريقة وتقطيع أعضائهم، وقيل أن هذه الجرائم ترتكب بدافع بيع أعضائهم والمتاجرة بها.

الملاحظ أن هذه الجريمة هي الأولى من نوعها في تاريخ الانتخابات الجزائرية، بحيث لا نشاهدها إلا في الأفلام البوليسية، كما أنها تختلف عمّا حدث في بداية التسعينيات التي أوقف فيها المسار الانتخابي في الجزائر بسبب فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ "الفيس" (المُحَل)، ولو أن هذه المسالة لا علاقة لها بما وقع للضحية، ولا تشبهها في شيئ،  لأن موعد الانتخابات لم يحن بعد،  وهنا يجدر بنا الحديث عن خلفيات الجريمة ومن وراءها، في ظل الحراك السياسي الذي تشهده الجزائر وتحركات "الماك"، الذي يسعى بكل الطرق والوسائل إلى إشعال نار الفتنة في منطقة القبائل، وعودة "الربيع الأمازيغي"، فيما راحت بعض الأقاويل أن المسألة تتعلق بحقد دفين للضحية، وأن هناك أطراف لا تريد للضحية أن يدخل قبة البرلمان، لأن التخطيط للقتل كان مدبرا في هذا الموعد بالذات، في الوقت الذي تشهد فيه الأحزاب المترشحة سباق مع الزمن من أجل إنجاح حملتها الانتخابية ودخول معترك الانتخابات بروح معنوية مرتفعة، أم أن الأفلان هو المقصود، باعتباره يشهد انتعاشا على كل المستويات وبحكم أنه صاحب الأغلبية داخل البرلمان.

كل الاحتمالات تؤكد أن هذه الجريمة الهدف منها  هو إثارة الرعب في قلوب المترشحين والناخبين حتى يفقدون الأمان أو ( لَمَاْن) كما يرددها كِبَارُنَا، وإظهار للرأي العام أنه لم يعد  في "البرٌّ... لمان"، لأن الحقد أعمى قلوب البعض من أجل المناصب والمال والجاه، مما يدفعه إلى إقصائه وإبعاده عن الساحة السياسية،  لكن أن تكتسي سياسة الإقصاء هذه صبغة "دموية" فهذا يؤكد أن الأمر لا يتعلق بطلب الفدية والحصول على المال، ولو كان كذلك لما ارتكب المختطفون هذه الجريمة الشنعاء..، إن وقوع هذه الجرائم لا ينبغي السكوت عنها، لاسيما وأن وزير العدل حافظ الأختام  وحتى الأسلاك الأمنية طالما شددت على مكافحة الجريمة بكل الطرق والوسائل.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم