صحيفة المثقف

جسر الأئمة

ما أبشعَ الظلامَ . !

يحاصرُ شمعةً وحيدةً

تكافحُ، على جسرِ الأئمة .

karim abdulah

جسر الأئمة / كريم عبد الله

 

تغرقُ النجوم في دجلة

وأنا على جسرِ الأئمةِ

في عزِّ الظهيرة .

***

كأنني أسمعها

أصواتُ الأستغاثة

مِنْ جسرِ الأئمة .

***

مِنْ على المئذنةِ

كيف يلتهمُ النهرَ نوارسهُ

شاهدت حمامةٌ حزينة .

***

كلّما تسقطُ زهرة

كان (عثمان) هناك

يا للغِيرةِ اليعربيّة .!

***

يا للعباءةِ السوداءَ .!

على جسرِ الأئمةِ

وحيدةً تلفحها الشمسَ .

***

بينَ الحشودِ الغفيرةِ

كنتُ أسمعها تنادي: موسى، موسى

على جسرِ الأئمةِ .

***

بعدما تفرّقتِ الجموع

وحدهُ جسرُ الأئمةِ

ظلَّ يحتفظُ بالحزن .

***

أتناسى الحزنَ العميق

وأنا أمشي على جسرِ الأئمةِ

في هذا الصباحِ .

***

طفلة ٌ حافية ٌ

ظلّتْ وحيدة تنتظر

على جسرِ الأئمة، حتى المساء.

***

دمية ٌ بلا يدينِ

تزورها النوارسَ

للآنَ، على جسرِ الأئمة .

****

تفرّقَ الجميع

والأنينَ أسمعه

تحتَ الجسرِ منذ الصباح .

***

يا لهذهِ الجثةَ . !

على جسرِ الأئمةِ

تغطيها الجرائد حتى المساء .

***

يا لهذا الهدوء .!

وقع أقدام على جسر ألأئمةِ

حزينةً هذا المساء .

***

ما أبشعَ الظلامَ . !

يحاصرُ شمعةً وحيدةً

تكافحُ، على جسرِ الأئمة .

 

***

بقلم:  كريم عبدالله -  بغداد / العراق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم