صحيفة المثقف

غزة تنتظر رصاصة الرحمة

إن أردت أن تحكم شعباً عليك أن تزرع بينهم الخوف وتنشر الإشاعات ليعيشوا  التيه، عليك أن تصب عليهم الجوع لتسحرهم برغيف خبز طائر وتجعل  من قميص عثمان مزار  لتبرر أخطائك

فحين يصبح الوطن منفى ... ليس أمام الشعب  إلا اعتناق الموت، فهنيئا  لأولي الأمر أرض ميتة تتنفس حقد ...

هنيئاً لهم أرض بدون إنسان  ينتصر لوطنه ، فبعد سماع جريمة  أبراج النصيرات  وذبح زوج لزوجه في رفح وقتل مسن في تل الهوى وجرائم  القتل السابقة وعملية الانتحار المتكررة  وخطف محمود الزق وما تعج به السجون من ذمم مالية  وتعاطى مخدرات وقفت أتأمل العتمة التي  أصابتنا،  سألت نفسي كيف تجردنا من آدميتنا  وسقطنا في الوحل ، من أباح لنا أن نأكل لحم بعضنا بعضا .

  من المسؤول عن إعدام غزة ؟

نحن في مسلسل سخيف ، دورنا  أن نكون قطيع، فبعد حلقة ذبحنا اليومي باسم 

 القانون يتم  إلقاء القبض على القاتل  لتنتهي الحكاية ومطلوب  منا أن نصفق للعين الساهرة ...

فما دامت الأمور تحت السيطرة  ويتمتع الأمن بالحنكة والذكاء لماذا لم  يحاول  لو مرة واحدة  أن يأتي قبل وقوع الجريمة ويسأل عن سر تفشي  المرض؟!! ... يا سيدي القانون من تهون عليه نفسه ويقتلها يهون عليه كل شيء ....

الناس هنا تنتحر ، فعليك أن  تستيقظ وتبحث عن مسببات هذا الوباء

أيعقل أن  نحمل الضحية عارنا؟!!

 هل مشكلتنا البحث عن  كبش فداء لنتخلص من عقدة الذنب؟

عشر سنوات عجاف  ونحن نهزم من الداخل، نعيش  مسرحية دموية نضغط حتى النهاية ،  نخشى الكلام، نتعلم أن نكره بعضنا بعضاً

ممنوع أن نقول لا ... نحن  مهددين  ينتظرنا سجن  غزة أو قطع راتبنا  من رام الله

عشر سنوات نعيش فرق تسد، أتباع غزة، أتباع  رام الله ، تشوه النسيج الاجتماعي  والوطني، حشونا بالأحقاد، أصابتنا الجلطات،  الأمراض النفسية و العضوية ، تهدمت الكثير من الأسر

طارد  شبابنا الفراغ، البطالة، الأفق المظلم، هناك سياسة واضحة  للتهميش والإذلال  وقتل الطموح  وأي فكرة تساهم بالتغيير

أصبحت أقصى أحلام  أبناؤنا الخريجين أن يحصلوا  لو مرة  واحدة على منحة  وكالة الغوث  للعمل  ثلاثة شهور في تنظف الشوارع ، أصبح سلاح الخريج  مكنسة ..  أيها القادة هل مطلوب من شاب  قتلتموه  هزمتموه  من الداخل  جعلتموه حذاء، حرمتموه من فكرة التحليق أن يكون جندي مخلص لوطنه  ؟!!!

المشكلة أكبر  من تنفيذ العقاب، المشكلة  لن تحل بإعدام  مجرم  يتعاطى مخدرات أو يسرق أو يقتل

المشكلة لن تحل  براقص  سياسي يكذب علينا بكلمات معسولة،فيا أنتم

ما فائدة وزارة الأوقاف وفي بيوت الله يشرع الموت

ما فائدة وزارة العدل والظالم أصبح سيد الموقف

ما فائدة وزارة الثقافة ونحن نعيش أزمة أخلاق

وأخيرا ما فائدة كل المسميات  وحقوقنا تسلب ونجر إلى المقصلة

كل ما نحلم به  رب واحد يعلمنا أن نتصالح مع أنفسنا، يعلمنا أن نحب الحياة ، لنحب بعضنا بعضاً ونتحرر من عبودية الفئوية والحزبية

وحتى يستيقظ هذا الرب النائم فينا

علينا أن نفكر كيف نتصالح مع أنفسنا ...

 

بقلم / مصطفى النبيه

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم