صحيفة المثقف

كلكامش وغناء الريح

ما عادت بابل تلهو فوق جنائنها

قالوا .. إنَ السبي تماهى منذ قرون

MM80

كلكامش وغناء الريح..!! / جودت العاني

 

تستيقظ أور..

يبحث عن عشبته "كلكامش"

في أعماق الموت

كي ينثر من بين أصابعه

دفقات النور..

*  *

تستيقظ أور

تنهض بابل  من بين الأنقاض

تنفض عنها غبار الأسطورة

ينتحر الجند زرافات

عند تخوم السور..

*  *

لا نعرف لون الطين

حين يبيح غزاة القرن دماء

وتحت قباب مراقدنا

يغتصب الأوباش ببلدتنا

عين الحور..

*  *

ما عادت بابل تلهو فوق جنائنها

قالوا .. إنَ السبي تماهى منذ قرون

في التاسع من نيسان..

جاء الغزو لبغداد ممهورًا

بالتاسع من نيسان..!!

*  *

وما بين نيسان السبي

ونيسان الغزو

حقب وزمان

تمدد فيه الحقد

وصار يجاري الموت

لمحق الأوطان..

*  *

لم تخمد رائحة البارود

ونشيد المطر الدامي

يغمر نجمة داوود..

في مزرعة الأوغاد الغبراء..

*  *

ما عادت بابل تحلم بالأيقونات

آلهة الحرب تراءت..

تراقص عشتار

وطبول الحرب تمادت..

تقارع "حمورابي"

كي تسحق قامته

وعند مسلته أكوام الأشلاء

كانت صرخات تنداح مع السكين

تخرج من جوف التنين..

ما بين "الفاو"

و "خور" البصرة

ونهر "الزاب"

ترهن بغداد ظفيرتها

تضيق الأرض

تنهض أكداس الموتى

وتثور قرى آشور..

حيث صليل السيف

يهمي فوق صهيل الريح

القادمة من أرضٍ

مرَ بها "نبوخذنصر"

*  *

"نبوخذنصر" هدم هيكل بني صهيون

وكان صداه عند عتاة العصر

حيث طقوس النار

والرقص يدور حول النار..

لكن نبوءة "كلكامش"

تظهر عند تخوم الأنهار..

دجلة تنهض عبر مسارات الوحل

وفرات يمتشق السيف ولا يعبأ بالنار..

والبصرة ترسم للحب طهارته..

تستبق الفجر

لتعيد إلى الحق بكارته..

ودموع الفرحة طافت كل  الأرجاء

تفيض دروب الحرية..

عشبة "كلكامش"

عادت تحيي إنسان الحرية..

في كل مكان

سيعود النهر يغني للريح

موالاً ورصاصًا

يرجعه الصياد

ويردده الأحفاد

في وجه الجلاد..!!

 

 

د. جودت صالح العاني

Lisbon – 22-4- 2011

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم