صحيفة المثقف
أربـع قـصـائـد خـديـجـة
خـطـوي طـلـيـقٌ مـثـلُ أحـلامـي
ولـكـنّ الـدروبَ مُـدَجَّـنـةْ !
أربـع قـصـائـد خـديـجـة / يحيى السماوي
1 - (قـنـاعـة)
لـيـسَ ليْ
من دفـتـر الأيام ِ إلآ :
وَرَقـة ْ !
ومـن الـحـقـل ِ الـفـراتـيِّ :
رمـادُ الـشـوكِ والـدَّغـل ِ ..
ولـيْ مـن "بـيـتِ مـال ِ الـنـفـطِ"
"لامُ" الـشَّـفـقـة ْ (*)
فـأنـا ـ كابـن ســبـيـل ٍ ويـتـيـم ٍ:
أســتـحـقُّ الـصَّـدَقـة ْ
فـاطـْعِـمِـيـنـي صَـحْـنَ لـثـم ٍ!
إنـنـي بـِتُّ قـَـنـوعـا ً ..
جَـشـَـعـي لا يـتـعـدى شـفـتـي والـحَـدَقـة ْ
وسـأرضـى بـالـنـدى مـن زهـرةِ الـلـوزِ ..
ومـن فـردوس واديـكِ الـبـتـولـيِّ بـِـشَــمِّ الـزنـبـقـة ْ!
وبـكـأسٍ مـن زفـيـرٍ
إنـنـي "شـنٌّ" ... فـكـونـي "طَـبَـقـةْ"(**)
***
(*) لغويا ً: حرف اللام مُهـمل فلا يُنطق في كلمة "الشفقة" لأن الحرف الذي يليه ـ الشين ـ من الحروف الشمسية .
(**) إشارة للمثل العربي السائر: "وافق شنٌّ طبقة".
.....................
2 - ظـمـأ
ظـامـئـاً جـئـتـكِ
أسـتـجـدي زهـورَ الـلـوز فـي واديـكِ شَـمًّـاً
ونـدىً يُـنـبِـضُ ثـغـري الـمُـسـتـجـيـرْ ..
فـاسْــقِـنـي مـنـكِ ولـو
كـأسَ زفـيـرْ !
ورغـيـفـاً مـن عـنـاقٍ دافـئِ الـجـمـرِ
بـتـولـيِّ الـتـنـانـيـرِ
يَـقـيـنـي مـن ذئـابِ الـزّمـهـريـرْ
فـأنـا أوصـى بـيَ اللـهُ :
يَـتـيـمٌ وغـريـبٌ وأســيـرْ ! *
***
(*) إشارة الى قوله تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا)
......................
3 - (إسـتـغـاثـة)
كـالـعـطـر أسْــلَــمَ أمـرَهُ
لـلـسـوسـنـةْ:
أسـلـمْـتُ أمـري لـلـحـبـيـبــةِ ..
مـا "بـِـلالٌ"
لـو تـجَـرَّدَ مـن هُـيـامِ فـؤادِهِ بـالـمـئـذنـةْ ؟
عـيـنـايَ كـافـرتـانِ ..
والـيـدُ مـؤمِـنـةْ !
خـطـوي طـلـيـقٌ مـثـلُ أحـلامـي
ولـكـنّ الـدروبَ مُـدَجَّـنـةْ !
طـحَـنـتْ مـرايـايَ الـهـمـومُ
الـمُـزمِـنـةْ
مَـنْ لـيْ ســواكِ يـصـبُّ لـيْ
كـأســاً يـقـيـنـي الـحـزنَ والـبـلـوى
فـأفـراحـي الـقـديـمـةُ مُـحـزِنـةْ!
الـوحـشُ فـي جـسـدي وراءَ ثـيـابِـهِ
الـمُـتـمَـدِّنـةْ
فـأغِـثْ مُـريـدَكَ يـاحـبـيـبـي مـن
شِــراكِ الـشَّــيْـطـنـةْ !
هَـبْ أنَّ لـيْ
مـفـتـاحَ بـابِ الـمـسـتـحـيـلِ
وأنـنـي أُحْـيـيْ رُفـاتَ الأمـكـنـةْ
فـمَـن الـذي ـ غـيـرُ الـحـبـيـبِ ـ يُـعـيـدُ
بَـعْـثَ الأزمـنـةْ ؟
***
4 - (تـفـاحـة الـنـعـمـى)
تـفّـاحـةُ الأمـسِ الـبـعـيـدِ
رَمَـتْ بـ "آدمَ" خـارجَ الـفـردوس ِ
فـانـطـفـأ الـصّـبـاحُ بـمـقـلـتـيـهِ
وأغْـمَـضَـتْ أجـفـانـهـا الأقـمـارُ
فـهـو لـذئـبِ مَـنـدَمَـةٍ طـريـدْ
وأنـا دخـلـتُ جـنـائـنَ الـفـردوس ِ
حـيـن قـطـفـتُ مـن تـفـاح ِ حـقـلِـكِ ..
هـل أنـا فـي الـعـشـق ِ آدمُـهُ الـبـتـولـيُّ الـجـديـدْ ؟
مـادُمـتِ لـيْ
مـا حـاجـتـي بـكـنـوزِ قـارونٍ
ومـخـدعِ شـهـريـارَ
ومُـلـكِ هـرونَ الـرشـيـدْ؟
***