صحيفة المثقف

المجلس الانتقالي الجنوبي استحقاق أتى متاخرا

basam fadilاعلنت الوحدة اليمنية في الوقت الخطاء من الواقع الذي كان يعيشه الجنوبيين إذ أنهم في تلك اللحظة يعيشون ظروف استثنائية عقب الاحداث-86م- التي شهدتها الساحة الجنوبية ولم يتسنى لهم لملمة حالة التشظي التي يعيشونها بعد أن أدت الحرب إلى نزوح طرف من أطراف الصراع إلى صنعاء ويعتبر هذه الواقعة هي من سرعت في إشعال الحرب التي ادركها الجنوبيين ولكنهم أيضا لم يحسنوا اختيار التوقيت المناسب لإدارة الصراع وإشعال الحرب الذي وجدو انفسهم في مرمى نيران مدافع العدو الذي احسن تأليب الخصوم وأعداد جبهات القتال والتمكن من ضم والحاق الجنوب للتحول من وحدة طوعية اختارها الجنوبيين بإرادتهم إلى احتلال معمق بمسميات وطنية وقومية وهوية مغلقة غلقا تاما .

اليوم الجنوب بعد رحلة من الشقاء والتعاسة في بلاط السلطة الغاشمة التي تقدم لهم حق المواطنة بعد  تنازلات تجرعوها لأكثر من عشرين عام ورحلة نضال شاقة ترادفت معها إلى إن تكللت بتوهج الثورة ومقاومتها الظافرة إلى العلن استطاع أن يرى القضية الجنوبية  كل شعوب العالم وفي مقدمتها العالم العربي والإسلامي إلا أنها لم يحالفها المسير في لفت أنضار المؤسسات الدولية والعربية كالجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة ساهم النظام في الجزء الأكبر من التعتيم الإعلامي والسياسي عليها وكان للعشوائية والغلو في أطار الصف الجنوبي الجنوبي سبباً في عدم إكسابها البنية والأساس للارتقاء بمضامين الثورة الهادفة لإعلان قيام واستعادة الدولة .

في كل المرات التي نقترب فيها من التمكن في أضفاء الشرعية الثورية على المؤسسات والمرافق العامة والمعسكرات والإدارات الامنية تتراجع القيادة عن اتمام مهامها وتتسبب في إفشال القرار وتضيع تلك الكوادر والمقومات البشرية التي يفترض أن تفرض قرارات الثورة .

كان أخرها عند انسحاب جميع قوات المخلوع صالح بفعل الضغط الشعبي  والمقاومة الجنوبية إلا أنها لم تتمكن من استعادة الدولة أو مليء الشواغر في مختلف الاسلحة وتغطية الحدود مما أدى بأن يعود الاحتلال بنمط أخر غزو وهو تحالف الحوثي - صالح

كان بالإمكان أن يتم الإعلان عن المجلس الانتقالي الذي أعلن عنه في ظروف صعبه  11-5-2017م عقب تحرر الجنوب من الغزو الحوثي –صالح والاستفادة من أخطاء الثورة السابقة التي أخرت اكتمال الهدف نتيجة للتسابق على التكوينات التي همشت الوطن شعبا وهوية  ,بحيث يعلن كيان مستقل متحالف مع التحالف العربي ومعترف بشرعية الرئيس هادي إلا أن تأخره وعدم الاسراع في أن تقوم المقاومة في تأسيس سلطة محلية على أثرها تقوم شرعية هادي والتحالف العربي بالاعتراف بسلطة الكيان الجنوبي الانتقالي والمقاومة الجنوبية كأداة حازمة لتثبيته ومن هنا تكون الأدراك الفعلي لمعنى المجلس الانتقالي الذي يعتبر أبن مرحلته في تلك الظروف ,ويعتبر التلكؤ والتأخر هذا سبب في الخلل البين والصراع الجنوبي الجنوبي من ناحية والجنوبي كطرف والشرعية والتحالف كطرف ثان .

وبدلا من أن تصنع المقاومة والقيادة الجنوبية انتصارها والخطوة الاولى في تأسيس استقلاليتها وتعاملها مع دول الإقليم ضلت تراوح حتى تمكن هادي من فرض ضغوطاته وجرها إلى مربع شرعيته وسلطته دون أن يعترف بها منتزع أعتراف منها بكونها موضوعة تحت سلطته حتى في أطار السلطة الشرعية التي ارتهنت لها عجزت عن أنشاء كيان يحدد وجهتها السياسية بالنسبة لقضية شعب الجنوب .

هذه الوجهة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها في دار النظام بأنها متفرقة غير محددة الهدف وأن غالبية الجنوبيين لا يمكنهم مواجهة هادي أو التصريح بأن الشعب الجنوبي يطمح للاستقلال والتخلي عن السلطة في حال وقفت موقف الرافض للتكتل الجنوبي والاعتراف بقضية الجنوب في توصيفها الحقيقي على أنها قضية استعادة دولة تم الغاء هويتها  السياسية  بالوحدة مع دولة الشمال  وانه سيجري الترتيبات لإعلان استقلالها .

وطالما أن ذلك لم يتم من داخل النظام فهذا يعني أن الاستعداد لمواجهة النظام والتنازل عن الإغراءات التي وفرتها السلطة غير متوفر وجرت جميع هذه الاسماء اللامعة الى ما يبعدها عن قضية الجنوب ومن المستحيل استطاعت إعادتها ولملمة شملها حتى وأن تشكل الف الف كيان جنوبي بدون ان تكون هناك الية تضع هذا التشرذم امام الاستحقاق الجنوبي المفروض والذي لايقبل ان تذهب تضحياته ادراج الرياح او تصبح دماء ابنائه للمزايدات .

 يبدو ان ولادة المجلس الانتقالي بتشكيلة جنوبية متمايزة كان سيكون له الاعتبار الامثل أن كانت الشرعية تحالفت مع الجنوبيين في الحرب والسلطة على أساس استعادة دولتهم لما ما من شانه أن يحضى باعتراف التاسيس أو أن المنضويين في أطاره قد تنبئو لاحتمال أن ترفض الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي إعلان المجلس ومن ثم من دون شك فأنه سوف يصبح كائن عديم التاثير وسوف يصبح فقط داعي للسلام بين اجنحة السلطة المختلفة نظرا لان مقدرته واهية في التخلي عن شركاه في السلطة أو الانضواء في جبها والضرب بعرض الحائط بكل الامال التي تعلقت عليه وهنا يظهر أنه لايختلف عن المجالس التي تأسست خلال الفترة الماضية .

 

بسام فاضل 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم