صحيفة المثقف

قطر قد ترد الصاع للامارات في الجنوب

basam fadilربما قطر دولة لا تملك تاثير ونفوذ بحجم العربية السعوديه أو بحجم الامارات بعد عاصفة الحزم العملية العسكرية في اليمن ضد الحوثي وحليفه المخلوع صالح والتي يديرها تحالف عربي بقياده السعودية أستطاع حتى الآن تحرير الجنوب وأقل من 50% من العربيه اليمنية إلا أنها تملك القدرة على قلب موازين القوى وتغيير التحالفات السياسية العسكرية في كلاً من الشمال والجنوب  .

مع فارق أن الامارات قدمت شهداء في الجنوب فأن موقفها  إلى حدا ما يطابق موقف قطر من أزمة الرئاسة المصرية ودعمها لثورة الشباب حتى رات السعودية أنها اصبحت تتارجح بين الاخوان والجماعات المسلحة وأن أنفلات وشيك للامر من يدها فاوصدت الابواب أمامها في الوقت المناسب وسحبت منها الملف .

في الجنوب تشعبت الازمة في وجه الامارات ويبدو أنها لم تستطع أن تجمع المقاومة في كيان يمثل جيش نظامي مع ازدياد تدخل الجانب الذي يرى بأنه معطل للتوجهات الاماراتيه المتمثل في قطر وتركيا والذي أتيح له حرية التحرك برضى قيادة الشرعية اليمنية لإفشالها أمام الثقة الممنوحة لها من قبل المملكة السعودية التي بدورها لن تسمح أن ينفلت الأمر من يد الامارات أو يتحول الجنوب إلى ليبيا جديدة أو مشروع سوري عميق لذا فان قدرتها على أنتزاع ما قد ينظر أليه بأنه طموح أماراتي أيجابي بالنسبة للجنوبين ولكنه قد ينقلب بصورة ماساوية في أي لحظة نتيجة لترصد قوى ذات بعد ديني أو سلالي أو مناطقي عاكفة على الانتفاع من تحرك الامارات في المربع الخطى نتيجة ربما لانها غير واعية بطبيعة قضية الجنوب وقرأتها الخاطئة لطبيعة التركيبة الجنوبية والتكوين الاجتماعي والسياسي والثقافي ومن المستحيل أن تصنع نموذج مقارب لتوجهاتها وفي نفس الوقت مقنع للمملكة الجارة المقربة من الجنوب بناء على هيكل قيادي لايلبي كل طموح الشعب أعد وفقا وما ترتضيه قيادة التحالف وبالاخص الامارات ولم يعد وفقا وما تقتضيه طبيعة العلاقات الجنوبية  المعطلة في جزء منها والمتداخلة في جزئها الآخر وما تقوم عليه من قواسم مشتركة تشكل عامل انتعاش تلقائي للمجتمع الذي ألف نمط معين لاينبغي تغييره في زمن الحرب والبناء ربما بعد ذلك يتم التهيئة له ليغدو كما تريده الدول المانحة .

لذا قد لانستبعد أن يتوارى الدور الاماراتي لتصبح السعودية العربيه هي الواجهة بصفة مباشره لإدارة شؤون الحرب والسلام وسوف نعود مرة أخرى للبحث عن ثغرة لتوضيح مفهوم الحرب بالنسبة للجنوبين وشرح موقفهم الداعم للتحالف العربي والشرعية اليمنية وقضيتهم السياسية ذلك لانهم أعتمدو على تشخيص سطحي وشخصنة القضية واختزالها في موقف المشاركة في السلطة من عدمها بعيدا عن الأليه التي تعتمدها الشعوب لإنتزاع حقها السيادي  .

هذا المنهج اعتمدته حركات واحزاب جنوبية وغيرجنوبيه  معارضة منذ الستينات وما بعدها فكانت النتيجة أن تحولت إلى أحزاب سلالية تكبر بتوسع سلالتها وتنتهي بانقراضها وانحصر هدفها في دائرتها بعيدة عن الوطن لاهدف لها أو قضية سوى توسع نفوذها المالي خارج إطار حاضنها الشعبي ..

 

بسام فاضل

 .

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم