صحيفة المثقف

مهرجان شعري في سيدني - استراليا

1277 Fest. 5من أجل مد خيوط التواصل وبناء جسور المحبة والإلتقاء وتعزيز أواصر إرتباط الجالية العراقية المقيمة في أستراليا بوطنها الأم الذي لم يفارقها قيد أنملة والذي ظل ساكنا في روحها ووجدانها وضميرها وعقلها وتفكيرها، بل وتتوق للعودة إليه بعد أن عانت الغربة مليا وتذوقت قساوتها بكرة وعشيا، غربة حملت في ثناياها معان تزهق الروح بضراوتها، وتعمد الى اشغال الفكر بالأهل والأحباب والأصدقاء الذين تركوهم تحت سنديان المخاطر ومطرقة الوحوش المحيطة بهم من كل حدب وصوب، فمهما ابتعد الإنسان عن وطنه ستظل الذكرى تحرقه وستظل الغربة توجعه، وتحلم بشم عبيق ترابه المطهر من كل أذى وعيب ودنس، تراب أرض مقدسة لا ينزلها إلا الرسل والأنبياء والصديقون والأوصياء والصالحون والأولياء والقديسون والشهداء، وتشرب من عذوبة مائه الطاهر الطهور الذي يروي عطاشى الكرامة والعزة والشموخِ والحب والفكر والحياة، وتتنفس طيب هوائه المشبع بأمجاد حضارات غابرة، هواء تستنشقه رئة الشهادة كي يجعل منالها مستساغا.

ولكون التعبير عن حب الوطن والإنتماء إليه لا يكون برفع الشعارات وترديدها أو إقامة الإحتفالات وتنظيم المهرجانات فحسب، بل بمشاعر جارفة وإحاسيس جياشة تفيض حبا وعشقا وشغفا وهياما بهذا الوطن العظيم المعطاء، تترجمها شرف الإنتماء وصدق الولاء اليه. وبهدف تثبيت جذور أبناء الجالية العراقية بأرض بلدهم، رغم الإغتراب، وتقوية أسس الإرتباط، رغم البعاد، ومن أجل التعبير عن حب وطنهم وصدق الإنتماء إليه والتأكيد على وحدة وقوة قواسم وروابط الجالية العراقية بوطنها الأم، وليكونوا في تماس مباشر مع ما يجري على ساحة بلدنا العزيز سياسيا وعسكريا، أقامت السفارة العراقية في أستراليا وبرعاية السفير العراقي الدكتور حسين العامري مهرجان الشعر الشعبي والأغنية الوطنية بمناسبة إنتصارات قواتنا المسلحة من أبناء الحشد الشعبي وكافة صنوف الجيش العراقي من جهاز أمن خاص وقوات الرد السريع ومكافحة إرهاب وشرطة إتحادية وبيشمركة.

1277 Fest. 3

وبذلك فقد تجاوز هذا المهرجان وغيره من المناسبات الوطنية جغرافية المكان وفواصل الزمان لتمتد أوردة قلوب العراقيين بشتى طوائفهم ودياناتهم وأعراقهم ومذاهبهم وتتشعب شرايين جنانهم لتعانق جذور نخيل العراق الشامخ الباسق البهي الباذخ، لتهز جذوعها ولتساقط رطبا جنيا تركيبه النخوة وطعمه الشهامة ومذاقه الرجولة، وتفيض أحداق عيونهم دموع فرح إنتصارات أبنائهم لتصب في رافدي العراق العظيمين ونهريه العملاقين دجلة والفرات لتروي أرضا خصبة معطاءة ولتنجب رجالا سيماهم الشجاعة والقوة والعزم وسجيتهم البأس والشدة والحزم، ولتعشوشب عزا وتزهر شرفا وتنبت فداءا وتونع تضحية وتثمر كرامة وتخضر إباءا، وتطهرها بمائها المبارك العذب الفرات من براثن الحقد والتخلف والجهل والظلام، ولتهيم أرواحهم محلقة في سماء العراق لتتألق أقمارا تنير طريق المجاهدين في سبيل تحرير الأرض والعرض ونجوما تهدي السائرين في طلب الحرية والعزة والكرامة، ولتتحد كلمتهم وتتراص صفوفهم ويصبحوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص ولتتآخى قلوبهم لتنبض كقلب واحد بحب العراق.

1277 Fest. 6

وكما هو ديدن قناة العراقية، متمثلة في مديرها السيد سمير قاسم، وكما عهدناها، في كونها السباقة في تغطية جميع المناسبات والنشاطات التي تقيمها الجالية العراقية في شتىى المقاطعات والمدن الأسترالية، فقد سبقت كاميراتها المدعوون وشاطرت عدساتها الحاضرون إقتناصا لفقرات المهرجان ماظهر منها ومابطن وكأنها تلك العين الراصدة التي ترقب دقائق الأمور وتلحظ كل شاردة وواردة متنقلة بين زهور الخميلة العراقية الغناء المتنوعة الورود المختلفة الزهور الزاهية الألوان العبقة الرائحة الزاكية الطيب الحسنة العطر لتنقلها لحظة بلحظة الى أهلنا في العراق ليعيشوا تلك التظاهرة العراقية الوطنية روحا وعقلا وفكرا.

وقد حضر المهرجان الذي ترأس لجنته الشاعر حيدر كريم العامري لفيف من الشعراء والكتاب والأكاديميين والإعلاميين والمثقفين والوجهاء ورؤساء جمعيات وممثلوا أحزاب، نخص بالذكر منهم الخبير العالمي الدكتور منجد المدرس والشاعر عزيز الرسام والشاعر ليث الخير الله والشاعر احمد السلمي والشاعر وديع شامخ والشاعرة سرور يحيى الخميسي والمطربون رائد عادل وعبد الله السعدي وصلاح بغدادي والإعلامي انطوني قزي رئيس تحرير جريدة التلغراف اللبنانية الصادرة في سيدني وتيار المرأة ومنظمة الحزب الشيوعي والسيد قاسم عبود والسيد علاء مهدي ممثلوا الحركة الديمقراطية..

 

الدكتور مكي كشكول

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم