صحيفة المثقف

من أقصى المقلتين حتى أقصى القلب

وتعودُ في عينيهِ سومــــــرُ من جديدٍ

والعراقُ يعودُ ثانيةً الى حضنِ العراقْ

yahia alsamawi

من أقصى المقلتين حتى أقصى القلب / يحيى السماوي

 

قـد جـئـتُ مـن أقـصـى جـنـونِ الـقـلـبِ

مـن جـهـةِ الـيـقـيـنِ

مُـيَـمِّـمـاً  عـطـشـي الـى نـهـرِ  الـقـصـيـدةِ

والـقـصـيـدةَ لـلـسـمـاوةِ

والـسـمـاوةَ لـلـعـراقْ

 

مُـتـعـثِّـراً ـ  أمـشـي ـ  بِـظـلّـي

فـالـطـريـقُ الـبـدرُ نـحـو الـسّـومـريَّـةِ

مُـذ تـغَـرَّبَ حـقـلُـهـا عـن مـاءِ دجـلـةَ

لـمْ يـعُـدْ بـدراً

فـصـارَ الـى مـحـاقْ

 

وأنـا فـراتٌ ظـامـئٌ ..

أشـكـو إلـيـكِ الـغـربـتـيـنِ فـمـا أطِـيـقُـهـمـا

وقـد عـزَّ الـوصـولُ الـى نـداكِ

ولا أُطـاقْ

 

وجـهـي بـلا وجـهٍ

وأشـرعـتـي بـلا مـاءٍ ولا ريـحٍ

وسـاقـي دون سـاقْ

 

كـيـف الـلـحـاقْ

بـحـبـيـبـتـي المـائـيـةِ الـيـاقـوتِ  ؟

مـا بـيـنـي وبـيـن سـريـرهـا

خـمـسٌ

مـن الـسـبـعِ الـطـبـاقْ

 

مُـدِّي إلـيَّ الـحـبـلَ ـ صـحـتُ ـ الــبُـعْــدُ بـئـرٌ

فـاهــبـطـي

أو فـارفـعـيـنـي نـحـو خِـدرِكِ

واعْــتِـقـيـنـي مـن مـتـاهـةِ غـربـتـي

ثـقُـلـتْ عـلـى صـدري جـبـالُ الإشــتـيـاقْ

 

الأرضُ ضَـيِّـقـةٌ

وسـومـرُ لـم تُـعـدْ كـالأمـسِ سـومـرَ

شـاصَ فـيـهـا الـنـخـلُ

والـبـسـتـانُ ضـاقْ

 

وطـنـي سـلـيـمٌ مـثـلُ قـلـبِـكِ

غـيـرَ أنَّ ولِـيَّ خـيـمَـتِـهِ

مُـعـاقْ

 

لا عَـيـبَ فـي الـبـسـتـانِ

لـكـنْ

حـارسُ الـبـسـتـانِ عـاقْ

 

فـلـتـسـجـري الـتـنُّـورَ يـا مـائـيـةَ الـيـاقـوتِ

واحْـتـطِـبـي ضـلـوعـي

وابْـعـثـيـنـي مـن رمـادِ الإحـتـراقْ

 

طـفـلاً  ولِـيـداً جـاوزَ الـسـتـيـنَ

يـجْـهَـلُ مـا مـعـانـي الـخـوفِ والـقـهـرِ الـتـغـرُّبِ

والـفِـراقْ

 

لِـيـكـونَ

شـاعـرَكِ الـمُـخـضَّـبَ بـالـهـديـلِ

فـلـيـس يـقـربُ جـفــنَـهُ الـدمـعُ الـمـراقْ

 

وتـعـودُ فـي عـيـنـيـهِ سـومـرُ مـن جـديـدٍ

والـعـراقُ يـعـودُ ثـانـيـةً الـى حـضـنِ الـعـراقْ

***

هَـبَـطـتْ بـأجـنـحـةٍ مـن الـقَـصَـبِ الـمـلاكُ الـسـومـريَّـةُ ..

أوْمَـأتْ لـلـبـئـرِ : كُـنْ حـقـلاً ... فكـانَ ..

ولـلـرمـادِ : كـنِ الـحـديـقـةَ .. فـاسْــتَـجـابَ ..

ولـلـدخـانِ : كُـنِ الـبـخـورَ كـمـا زفـيـرُ الـوردِ  ..

لـلأخـدودِ : كـنْ بـحـراً .. فـكـانَ ..

ولـلـشـراعِ : كُـنِ  " الـبُـراقْ "

 

فـرَكـبـتُ صـهـوةَ مـوجـةٍ

عَـبَـرَتْ بـجـثـمـانـي تـخـومَ الـيـابِـسَـةْ

 

فـأفـقـتُ مـن صـحـوي عـلـى حُـلُـمـي :

تـنـادِمُـنـي الـمَـلاكُ الـسـومـريَّـةُ

فـي الـسـمـاءِ الـخـامـسـةْ

 

فـي جَـنَّـةٍ

مـن تـحـتِـهـا نـهـرٌ مـن الـقُـبُـلاتِ يـجـري

فـاصْــطِـبـاحـي مـن نـدى وعـبـيـرِ زهـرِ الـلـوزِ

والـلـثـمُ اغْــتِــبـاقْ

 

أغـفـو

فـيـوقـظـنـي أذانُ الـسـومـريَّـةِ :

يـانـزيـلَ الـقـلـبِ قـد حـانـتْ صـلاةُ الـعـشـقِ

حَـيّ عـلـى الـعِــنـاقْ

***

 

أديليد / الأحد 28/5/2017

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم