صحيفة المثقف

قفة رمضان .. قفة الذلّ والمهانة

eljya ayshكل ما يحل شهر الصيام إلا ويتجدد الحديث عن قفة رمضان، ونرى الإعلانات هنا وهناك، بحثا عن الفقراء والمحتاجين، وإن لم تخيبني ذاكرتي فهذا المشروع (هم سموه مشروع) بدأ منذ أن كان جمال ولد عباس وزيرا للتضامن، وأضحت قفة رمضان حقيقة مشروع بالنسبة للمنتخبين المحليين، حتى يشترون أصوات المواطن في الحملات الإنتخابية، أو يبرهنوا أنهم نشطوا عهدتهم الانتخابية، وأنهم كانوا في مستوى طموحه، ويظهرون أمام الناس أنهم يقدمون مساعدات إنسانية يبتغون من ورائها وجه الله، أقول أن قفة رمضان قفة الذل والمهانة ، وأن هذا النوع من الأعمال رياء في رياء، وهنا نتساءل لماذا لا تكون هذه المساعدات في رمضان فقط ولا تكون طيلة  الـ: 11 شهرا الأخرى؟، ثم هل تكفي قفة تحوي على05  لترات زيت وكلغ سكر وكيس من القهوة لا يكفي أسبوع واحد، عند العائلة كثيرة الأفراد، والملاحظ أن هذه القفة مزودة بالعجائن (معقرونة)، والسؤال يطرح نفسه بنفسه، هل يفطر الأغنياء على العجائن؟

نقول أن المواطن الجزائري لا يبحث عن قفة رمضان، بل يبحث عن وظيفة وراتب شهري محترم يضمن به قوت أولاده،  حتى بعض الذين لهم كبرياء يخجلون من طلبها، ويتعففون عن أخذها، وكانت الوزارة في السنوات الأخيرة قد اقترحت البديل عن قفة رمضان وهي أن تكون في شكل "مبلغ مالي"   يضع في حساب كل مواطن دخله ضعيف، أو توصله عن طريق حوالة بريدية بالنسبة للبطالين، مع إحصاء عدد العائلات المحتاجة ، لكن هذه المبادرة  كانت حبر على ورق وظلت قفة رمضان سارية المفعول، حيث أصبحت فرصة للانتهازيين من ميسوري الحال للاستحواذ عليها ونزعها من أفواه الأطفال الجياع دون تأنيب ضمير أو خجل من أنفسهم.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم