صحيفة المثقف

تـقـرَّبْ يـا بـعـيـد

ولـيْ عـذري إذا حَـطَّـمــتُ كـأسـي

وأدْمَـنـتُ اسْــتـقـائـي مـن نـزيــفـي

yahia alsamawi

تـقـرَّبْ يـا بـعـيـد / يحيى السماوي

 

تـعِــبــتُ مـن الـسُّــرى ومـن الـوقـوفِ

ضـريـرَ الـخـطـوِ مُنـطـفـئَ الـرَّصـيـفِ

 

فـلا تــركــبْ مـعـي دربــاً ... فــإنـي

أخـافُ عـلـى ربــيـعِــكَ مـن خـريـفـي

 

أنـا الـوَجَـعُ الـمـُـقــيــمُ وأنـتَ عُــرسٌ

فـأيــنَ تــمـامُ بـدرِكَ مــن خـســوفـي ؟

 

نـسَـجْـتُ الـشـوكَ ليْ ثـوبـاً وصحـني

قــتـيـلُ الـدفءِ مـذبـوحُ الــرَّغــيــفِ

 

قـطـوفُ رُبـاكَ لــو أصـحَــرْتَ تِــبــرٌ

وجـمـرَ مــتـاهـةٍ أضـحَــتْ قــطـوفـي

 

أسِـفـتُ عـلـى جـحـودِ نـزيـلِ قـلـبـي

ولـســتُ عــلـى وفـائـي بـالأســيــفِ

 

وأشْــبَـكَـتِ الـدروبُ عـلـى كـفـيــفٍ

بِــلــيــلٍ غــيــرِ مـأهــولٍ كــفــيــفِ

 

نـدامـاهُ الـهــمـومُ فـحـيـثُ يـمــشــي

فـغــيــرُ خَــيـالِـكـمْ مـا مـنْ رَدِيــفِ

 

فـمـا ســلـوانُ ذي شــغــفٍ بــكأسٍ

إذا بَـعُــدَ الألــيــفُ عــن الألــيــفِ ؟

 

تـقـرَّبْ يـا بـعــيــدُ ... فـلا تـلـيـدي

يُـسـامـرُ مُـقــلــتـيَّ ولا طــريــفـي

 

إلـيـكَ عـن الـظـنـونِ وكـنْ رؤوفـاً

بـنـفـسِـكَ من لظى غَضَبٍ عَـصوفِ

 

خَـبَـرتُـكَ في الهـوى قـلـبـاً حـنـيـفـاً

ولــســتُ قُـبَـيـلَ حُـبِّـكَ بـالـحـنـيـفِ

 

ولـيْ عـذري إذا حَـطَّـمــتُ كـأسـي

وأدْمَـنـتُ اسْــتـقـائـي مـن نـزيــفـي

 

رأيـتُ الــدارَ يـمــلـكُـهــا غــريــبٌ

وقـد غـمَـزَ الـوضيعُ منَ الـشـريـفِ

 

ومِـنْ عَــسَــفِ الــزمـانِ بـلا أنـوفٍ

يــســوسُ خَـسـيـسُـهـمْ شُـــمَّ الأنـوفِ

 

إذا شَـــلَّ الــقــنــوطُ يَــداً وعَــزمــاً

فــمــا نــفــعُ الأسِــنَّــةِ والــســيــوفِ ؟

 

أصَخـتُ الى صـدى الـتـنُّـورِ يـشـكـو

تَـعِـلاّتِ الـمَـضـيـفِ الـى الـضّـيـوفِ

 

وكـم حـاولــتُ شــتـمَ خـيـولِ قـومـي

فــتـأبـى أنْ تُــطــيـعَ فــمـي حـروفـي

 

أغِــثْـنـا يـا فـراتُ .. فــسُــلَّ مَـوجــاً

يُـذيـقُ الـمـارقــيـنَ لـظـى الـحـتـوفِ

***

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم