صحيفة المثقف

تـطـريـزٌ بـنـبـض الـقـلـب

لا تـخـافـي الـسـقـوط

فـحـضـنـي وثـيـرٌ كـسـريـرك

yahia alsamawi

تـطـريـزٌ بـنـبـض الـقـلـب(*) / يحيى السماوي

 

أيـهـا الـفـرحُ

أنـا " يـحـيـى " فـكـنْ لـيْ " زكـريّـا "

 

وأنـتِ أيـتـهـا الـغـربـةُ

كـونـي " زلـيـخـة " لأكـونَ " قـمـيـصَ  يـوسـف "

 

فـالـطـواغـيـتُ قـدّوا أمـسـي مـن دُبُـرٍ

و مـن قُـبُـلٍ قَـدَّ الـمـجـاهـدون الـزورُ  يـومـي

***

الـعـطـرُ ولـيـس لـونُ الـزهـور

مـا يـجـذبُ الـفـراشـة

 

هـذا مـا اكـتـشـفـتُـهُ حـيـن رأيـتُ الـفـراشـاتِ

تـدخـلُ مـن شِـقِّ قـمـيـصِـك

لـتـخـرجَ ثـمـلـى ثـمـالـةَ شــفـتـيَّ

كـلـمـا شَـرِبـتـا رحـيـقَ يـاقـوتـتـيـكِ الـحـمـراويـن

***

نـحـن الـخـارجَـيَـن لـلـنـزهـةِ

مُـتـجِـهَـيـن فـي مـشـحوفٍ نـحـو الـسـمـاءِ الـخـامـسـة

مـا شــأنـنـا بـالـذي يـسـتـعـذبُ الـنـزهـةَ

فـي مـجـاري الـصـرف الـصـحـي ؟

***

ولـلـعـشـقِ عـلـى الـقـلـوبِ

نـبـذُ الـحـقـدِ مـا اسـتـطـاعـتْ إلـيـهِ سـبـيـلا

ومَـنْ حـقَـدَ

فـإنّ الـنـورَ غـنـيٌّ عـن الـظـلام

***

لِـطـولِ وقـوفِ يـقـيـنِـهـا مُـنـتـصِـبـاً الـى جـانـبـي

فـي حـربـي ضِـدَّ ظـنـونـي

صـارتْ : مِـئـذنـة

 

لـطـول انـحـنـائـي عـلـى بـتـلاتِ حـديـقـتـهـا

صـرتُ قُـبَّـةَ مـحـراب

 

كـل الـذي أريـدُهُ : عـمـر نـوح

لأكـمِـلَ اكـتـشـافَ فـراديـس جـسـدِهـا

قـبـل أنْ أشـربـهُ قُـبـلـةً قُـبـلـة

***

أيـتـهـا الـضـروريـةُ لـيْ ضـرورة واو " الـسـمـوّ " :

قـبـلـكِ كـان الـعـشـقُ زائـداً

كـواو " عـمـرو "

*

دمـي لـونـه أحـمـر

فـكـيـف تـسـاقـطَ مـن عـيـنـيـكِ بـلـونِ

نـدى زهـرة الـلـوز فـي واديـك

مُـبَـلِّـلاً قـلـبـي ؟

" حـاءُ "  حـقـلـي كـان بـلا مـعـنـى

قـبـل " بـاء " بـئـرك

***

أنـتِ لـسـتِ عـصـا مـوسـى

فـكـيـفَ لَـقَـفْـتِ

جـمـيـعَ ثـعـابـيـن حـزنـي ؟

***

صـدري لـيـس جـداراً

فـلا تـتـسَـمَّـري عـلـيـه كـالـبـنـدول..

تـسـلَّـقـيـهِ كـنـبـاتِ الـلـبـلاب

لا تـخـافـي الـسـقـوط

فـحـضـنـي وثـيـرٌ كـسـريـرك

***

الأمـرُ بـسـيـطٌ جـداً لإخـراجِ الـعـالـم مـن

قـعـر " الـجُـب "

 

فـقـط : أن نُـزيـلَ الـنـقـطـةَ مـن

تـحـتِ " الـجيـم "

***

 

.....................

(*) من  كتابي الجديد ( حديقة من زهور الكلمات / نصوص نثرية ) الذي سيصدر يوم 14 من الشهر الجاري عن دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع ، ضمن إصدارات مؤسسة المثقف العربي ) .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم