صحيفة المثقف

جـداول مـن نـهـرهـا

أحـزنـنـي حُـزنـك

فـهـاتِـنـي شــفـتـيـكِ لأغـرسَ فـيـهـمـا

فَـرَحَ شــفـتـيَّ الـمُـبـتـسـمـتـيـن

yahia alsamawi

جـداول مـن نـهـرهـا(*) / يحيى السماوي

 

أيـتـهـا الـقـريـبـةُ كـالـشـمـسِ مـن عـيـونـي

الـبـعـيـدةُ كـقـلـبـي عـن يـدي

مُـذْ  أمْــسَـكَ قـلـبـي عـنـهـنَّ وأفْـطَـرَ بـك

وأنـا أتـقـرَّب الـى الـلـه بـحـبـك

رعـودُكِ هـدهـدُ الـبـشـرى بـمـطـري

 

هـل كـان قـلـمـي سَـيـنـجـبُ الـقـصـيـدةَ

لـو لـم أغـمـسْـهُ بـمـحـبـرتِـك ؟

*

أحـزنـنـي حُـزنـك

فـهـاتِـنـي شــفـتـيـكِ لأغـرسَ فـيـهـمـا

فَـرَحَ شــفـتـيَّ الـمُـبـتـسـمـتـيـن

وتـوسَّـدي صـدري

لأمـسـحَ دمـوعـي الـمـتـسـاقـطـةَ مـن عـيـنـيـك

 

لـمـاذا يُـعـلِـنُ قـلـمـي الـعـصـيـانَ عـلـى أصـابـعـي

والـسـطـورُ تـهـربُ مـن الـورقـة

والـمـدادُ يـغـدو حـجـراً

حـيـن أعـتـزمُ الـكـتـابـة عـن غـيـرك؟

حـتـى مـحـراثـي يـأبـى تـقـلـيـبَ الـجـمـر

إلآ

فـي تـنُّـورك

*

أنـتِ لا تـجـيـديـن الـسـبـاحـةَ

فـكـيـف عـبـرتِ بـحـرَ جـنـونـي

دون أنْ تـتـبـلَّـلَ ضفـائـرُكِ بـدمـوعـي ؟

 

مـنـذ أن غـرقَ نـهـرُ رجـولـتـي فـي بـحـر أنـوثـتِـك

وأنـا مـتـشـبِّـثٌ بـطـوقِ عـشـقـك

 

قـد يـتـسِـعُ الـغـمـدُ الـواحـدُ لـسَـيـفـيـن

لـكـنَّ الـسـيـفَ الـواحـد

لا يـمـكـن أنْ يـكـون فـي غـمـديـن اثـنـيـن

 

كـذلـك قـلـبـي فـيـه حـجـرتـان

لـكـنـه لا يـتـسِـعُ

إلآ

لـحـبـيـبـةٍ واحـدة

*

زهـورُ حـديـقـتـي هـذا الـصـبـاح

أشــذى مـمـا كـانـتُ عـلـيـه فـي الـلـيـل

ألأنـنـي سَـقـيْـتُـهـا مـاء اغـتـسـالـك ؟

*

خـصـرُك وطـنٌ شــاسـعٌ

عـاصـمـتُـهُ الـسُّـرَّة

 

نـدى مـرايـا نـهـديـكِ

حَـرَّضَ الـفـراشـاتِ عـلـى الإقـامـة

فـي حـديـقـة قـمـيـصـك

*

إثـنـانِ يـتـحـدَّيـانـنـي بـكِ

فـأيـن الـمـفـرّ ؟

أنـتِ مـن أمـامـي

وأنـأ مـن ورائـك

*

يـكـفـي الـجـبـال الـتـقـاء سـفـوحـهـا

مـهـمـا تـبـاعـدتِ الـقِـمَـم

*

كـلُّ امـرأةٍ : وردة

إلآ أنـتِ : حـديـقـة

***

 

.............

(*) مـن كتابي "حديقة من زهور الكلمات"

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم