صحيفة المثقف

الباطلُ يدلعُ لسانهُ

karim abdulahويّكأنَّ هذا الجبل لمْ يتدكك وإنْ فلقَ هامتهُ صارم نامَ طويلاً يتغطّى ببحرٍ السمُّ زعاف يحلمُ هاجعاً يخفي وجههُ بينَ التواريخ العامرة بالخيانة ! . ويّكأنَّ الباطل لمّا يزلْ لسانهُ الأجردَ يدلعهُ إنكسارُ صمت تعوّدتْ يرقاتهُ تتشرنقُ داخلَ الخنوع ! . يهجو  عواصفُ الحقدِ تحتَ أجنحتها طغيانُ يُسمعُ هديرهُ كلّما يتقدّمُ الليل بهدوءٍ يزحفُ تُزهرُ البذور المدفونة تنتظرُ الحصادَ وتعتلي سفوحهُ الشاهقاتِ تُطفيءُ القناديلَ الطاهرة، البيوتُ الحاقدة لا تنام بهدوءٍ تحتها بيوض مشبوبة بالحقدِ متلهفة ثارات عقيمة عادتْ مِنْ شبابيكها تطلُّ رؤوسها يانعة مشرئبة نحوهُ تدسُّ الدسائسَ . لا صفراءَ تقدحُ بريقها غبارٌ تستهوي عِفّةً مجبولةً أركانها لا تأذنُ حتى لظلالها تهبُّ تحتَ مِدرعتهِ تتنزّهُ، لا بيضاءَ تكتنزها سماحة تفتّشُ عنْ كراسي ترفعُ عقيرتها تهمزُ تحتها الجياع مثلَ السلاطين تنتعلُ الدروبَ الموغلة بالفقرِ تحتَ سطوةِ الجوع تَهِبُ أصواتَ اليتامى ما قرّحَ ظهرها تدخلُ جيوبها . فقراءُ الروحِ قاحلةٌ أرضهم تتغضّنُ تطوفُ بداخلها هوسُ الأحلام الجديدة تتفسّخُ شعاراتها باطلة تنعتقُ خفافيشاً (أضبّتْ على عداوتهِ)* تحذو حذوَ الأشقياءِ (على مُنابذتهِ)* ارسلتْ خيولها الخديجة ترتّلُ إجترارَ الدهور المضرّجةِ بالفتنِ تفتحُ الأبوابَ مشرعة تسرعُ نحوَ الهاوية . منذهُ وللسيوفِ صليلٌ في الرقابِ يَشْهَدُ تكاثفَ الظلام  ينادي: - ألاّ فتى بعد هذا الصباح يتشدّقُ بحبلهِ المتين لصوص غرباء ينحتونَ شهوة تشوّهُ السماءَ سيبزغ ُ يجنّدلُ وحوشاً تتوهّجُ بالشكِّ ولا (ذو فِقارٍ)* يشذّبُ زعيق الأبواق تدوّي براعمها اللامعة نشوانة بالنصرِ .

 

بقلم / كريم عبدالله

بغداد / العراق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم