صحيفة المثقف

الجزائر من خلال الحصار السعودي على قطر

moamar habar- حين تعرض اليمن أصل العرب للقصف السعودي، كتبت حينها سلسلة من المقالات أطلب وغير نادم من الجزائر ومن اليوم الأول للقصف والقنبلة أن تتوسط بين الإخوة والجيران. لكن هذه المرة وبعد الحصار السعودي المضروب على الأخ والجار القطري لا أطلب من الجزائر أن تتوسط الإخوة والجيران، ولفهم الموقف الجزائري من حصار وتجويع المملكة السعودية للجار والأخ القطري يمكن الوقوف على المؤشرات أدناه:

- الجزائر ليست في حلف من الأحلاف السياسية أو العسكرية التي تنتمي إليها المملكة السعودية أو المملكة القطرية.

- رغم أن ملف البترول يجمع الجزائر بالمملكة السعودية و المملكة القطرية، إلا أن السعودية إتخذت عدة مرات قرارات ضد المصالح الحيوية الجزائرية.

- لا يوجد علاقة إستراتيجية بين الجزائر والمملكة السعودية والمملكة القطرية، وإنعدام المشاريع الضخمة بين الجزائر وهذه الدول، وكذا ضعف التبادل التجاري.

- إنعدام الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية، وكانت السعودية ضد الجزائر في عدة ملفات، وقد مارست السعودية ضغوطا على الجزائر لثنيها عن موقفها في بعض القضايا، ومنها الملف السوري والملف اليمني ولم تستطع.

- يكفي الجزائر أنها وافقت على الوساطة الكويتية، والتي نرجو لها التوفيق والنجاح، لأنه لنجاح الوساطة لابد أن يرضى بها الطرفين بغض النظر عن الأسباب، وقد رضيت المملكة السعودية والمملكة القطرية بوساطة المملكة الكويتية، ونسأل لهما التوفيق في هذا الاختيار.

- الجزائر لا تعيش تحت ضغط المملكة السعودية ولا ضغط المملكة القطرية، ويكفيها الحياد في هذه القضية. والجزائر ليست مدانة للمملكة السعودية ولا للمملكة القطرية لترد لهما الجميل، فالدول التي أغدقت عليها هي المطالبة الأولى بتنشيط الوساطة.

- الجزائر ليست دولة احتلال، ولا دولة طمع، ولا دولة جشع حتى تكلف نفسها ما لا تطيق، ولذلك يرفض أهل الخليج وبشدة الوساطة التركية والوساطة الإيرانية، لأنهم يدركون جيدا حقيقة الطمع.

- نستغل الفرصة لنشير إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي: انتهى عصر الوساطة بالمجان والافتخار بأن الجزائر أحسن الدول من حيث الوساطة، وعلى الجزائر الآن أن تتوسط بمقابل سياسي، أو تجاري، أو مالي، أو عسكري، أو موقف دبلوماسي.

- في مثل هذه الأزمات فإما أن تلتزم الجزائر الحياد، وقد أحسنت الجزائر حين لم تتدخل واكتفت بالثناء على الوساطة الكويتية. وإذا دعيت إلى الوساطة فلتضع جانب الفائدة والربح للمجتمع الجزائري ومؤسسات الدولة ، بالإضافة إلى اعتبارات إنسانية أخرى.

- رفضت السعودية طلبا تركيا بإقامة قواعد عسكرية بالسعودية، لأنها تدرك جيدا أن تركيا تلعب على عدة حبال، فهي تريد أن تبتلع قطر وتنال رضا السعودية في نفس الوقت، بينما الجزائر ثابتة واضحة وعلى دول الخليج أن تستفيد من الموقف الجزائري غير المبني على الطمع ولا الهيمنة ولا النفاق الدبلوماسي.

- كجزائري لا أطالب الجزائر هذه المرة وعلى غير العادة أن تقوم بالوساطة أو تعرض نفسها للوساطة، وإذا كان ولا بد فتقديم المنفعة، وقد تجاوزنا مرحلة الافتخار بالوساطة الجزائرية التي لا تجلب مالا ولا تضمن موقفا لصالحنا.

- وحتى يتحقق الإنصاف، وجب القول أن الدبلوماسية الجزائرية أصابها الوهن، ولا أحد ينكر دورها، ومشكلتها أنها تعمل دون مقابل.

 

معمر حبار

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم