صحيفة المثقف

تـسـكُّـع فـي اللامـكـان

لستُ حزيناً بما يكفي لأعتزل

ولا سـعـيـداً بـمـا يـكـفـي

لأكـتـبَ قـصـيـدةً جـديـدة

yahia alsamawi

تـسـكُّـع فـي اللامـكـان / يحيى السماوي

 

الـجـبـلُ الـذي تـسَـلَّـقْـتُـهُ بـبـطـءِ سـلـحـفـاةٍ مـشـلـولـة

أتـدحـرجُ مـن قِـمَّـتِـهِ  الان بـسـرعـةِ غـزالٍ مـذعـور

ولـيـس مـن صـخـرةٍ فـي الـسـفـوح

تـحـولُ دون الـوادي

 

أنـا الـصـيـادُ والـفـريـسـة

سـهـمـي اصـطـادَنـي

 

آه لـو أنَّ الـنـبـضَ يُـدَّخَـر

والـرمـادَ يـعـودُ شـجـرة

*

يـا عـلـيّ بـن الـجـهـم

هـا هـو الـجـسـرُ

وهـا هـي الـرصـافـة

فـأيـن عـيـونُ الـمَـهـا الـتـي جَـلَـبَـتِ الـهـوى

مـن حـيـثُ تـدري

ولا أدري ؟

*

لـسـتُ حـزيـنـاً بـمـا يـكـفـي لأعـتـزل

ولا سـعـيـداً بـمـا يـكـفـي لأكـتـبَ قـصـيـدةً جـديـدة

مـنـذ ورقـتـيـن وأنـا شـاردُ الـحـرف

مُـتـسـائـلاً

الـنـفـطُ الـذي أشْـبَـعَـنـا جـوعـاً وحـروبـاً

مـتـى يـجـفّ ؟

*

كـلُّ أرصـفـةِ الـغـرب

لا تُـغـوي قـدَمَـيَّ عـلـى الـتـسـكُّـع

وحـدهـا أزقـة و " درابـيـن " الـسـمـاوة

تـقـود قَـدَمَـيَّ

كـمـا يـقـودُ الـراعـي الـقـطـيـع

*

حـمـامـة قـلـبـي

لا تـحـلـم بـغـيـر نـخـلـتـهـا الـفـراتـيـة الـحـفـيـف

أكـثـيـرٌ عـلـى الـمـتـسـكِّـع

أنْ يـحـلـمَ بـأرصـفـةٍ آمـنـة ؟

*

الأصـدقـأءُ الـزور الـذيـن طـعـنـونـي فـي ظـهـري

لـم يـعـلـمـوا أنّ ثـقـوبَ خـنـاجـرهـم

جـعـلـتْ أضـلاعـي نـايـاتٍ ومـزامـيـر !

*

الأطـفـالُ الـعـراةُ

أحَـقُّ مـن الـجـدرانِ بـأقـمـشـةِ لافـتـاتِـكـم

إذا كـان ولابـدَّ مـن الـشـعـارات

فـاكـتـبـوهـا عـلـى الأرصـفـة

لـتـقـرأهـا أحـذيـةُ الـسـابـلـة

*

آلامـي خـرســاء

لـذا أعـالِـجُـهـا بـالإشــارة

*

إذا كـان الـبـيـتُ بـلا جـدران

ولا ســقـفٍ وأبـواب

فـمـا الـفـائـدةُ إذنْ

مـن هـذه الـنـافـذة الـخـضـراء

فـي وطـنٍ يـزدادُ اصـفـراراً

كـمُـصـابٍ بـعـجـز الـكَـبـد ؟

*

صـمـتـي صـراخٌ أخـرس

وصـراخـي صـمـتٌ مـسـمـوع

وحـدُهُ حـذائـي يـسـمـع

حـديـثَ قـدَمَـيَّ مـع الأرصـفـة

وأنـا أتـسـكَّـعُ فـي بـغـدادَ مُـتـعـكِّـزاً أضـلاعـي

حـامـلاً عـلـى ظـهـري

صُـرَّةَ الـسـمـاوة

*

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم