صحيفة المثقف

ست فسائل من بستان الصداقة

أعرفُ أنكَ منشغلٌ

بنسجِ نبضِكَ

قصيدةً لأنثاكَ الذهبية

yahia alsamawi

 ست فسائل من بستان الصداقة / يحيى السماوي

(1)

كـاظـم الـحـجـاج

"الى صديقي الشاعر الحجاج "

 

لأنَّـه جَـبَـل

تـوسّـدَتِ الـغـيـومُ الـبـيـضـاءُ

قـمَّـةَ رأسِـه ..

ولأنـهُ وادٍ

ركـضَـتِ الأنـهـارُ إلـيـه

نـقـيٌّ

كـعَـرقِ جـبـاهِ الـشـغـيـلـة..

وديـعٌ كـحـمـامـة بـيـكـاسـو..

وعـنـيـدٌ كـالإرادة..

غـامـضٌ فـي وضـوحِـه ..

واضـحٌ فـي غـمـوضـه..

ولأنـه لايُـشـبـه إلآ

نـفـسَـه

فـقـد أضـحـى طـيـرُهُ بـمـفـردِه

سـربـا!

*

يـاصـديـقـي الـمُـدجّـجَ بـالـنـخـيـل

كـيـف سـتـشـيـدُ مـديـنـتـكَ الـفـاضـلـة

إذا كـان الـوطـنُ مـعـروضـاً لـلإيـجـار

فـي سـوقِ الـنـخـاسـةِ

ولـيـس مـن أبـي ذرٍّ غـفـاريٍّ  جـديـد

يـقـودُ الـجـيـاعَ

نـحـو

الآلـهـةِ  الـتـمـر؟

***

(2)

أسـئـلـة

فـي الـوقـت الـضـائـع مـن الجـواب

"الى الصديق الشاعر الناقد أ.د. خضير درويش"

  

هـذه الـصـحـراءُ الـتـي أريـدُ عـبـورَها

كـيـف لـيْ أنْ أعـرفَ

أكـمأٌ بـريٌّ تـحـتَ رمـالـهـا

أمْ حـصـى؟

*

أبـي

لـيـس "ســيـزيـف"

فـمَـنْ

أورثـنـي هـذه الـصـخـرة الـمـشـدودة

الـى ظـهـري؟

وأمـي لـم تـرضـعـنـي دمـوعـاً..

لـم تُـقَـمِّـطـنـي بـسـوط ..

ولـم تـلـدنـي عـلـى ظـهـر نـاقـة

فـلـمـاذا أمـضـيـتُ نـصـفَ عـمـري

وأنـا أتـنـقّـلُ

مـن شـعـبـةِ تـحـقـيـقـاتٍ الـى أخـرى..

مـن سـوطٍ الـى سـوط ..

ومـن مـنـفـىً الـى مـنـفـىً

كـمـا يـتـنـقَّـلُ الـقـردُ

مـن شـجـرةٍ الـى شـجـرة؟

***

(3)

يـا سـجـيـن قـلـبـي

الـمـحـكـومَ بـمـحـبـتـي المـؤبّـدة

"الى صديقي حسن هويدي السماوي"

  

أحـتـاجُ

مُـكـبِّـرةَ صـوتٍ بـحـجـمِ الـكـرخ

و حـنـجـرةً  بـحـجـمِ الـرّصـافـة

عـسـى أنْ يـسـمـعَ

دهـاقـنـةُ الـمـنـطـقـةِ الـخـضـراءِ صـوتـي

وأنـا أصـرخ كـالـمـذبـوح:

أمـا آن لـكـم أنْ تُـغـادروا

قـصـرَ الـخـلافـة؟

*

يـريـدون لنا أنْ نـنـامَ

ونـريد لـهـم أن يـسـتـيـقـظـوا

فـمـتـى نـنـتـصـبُ واقِـفـيـن بـعـد طـولِ انـحـنـاء

كـي يـتـسـاقطَوا مـن عـلـى ظـهـورِنـا

كـمـا تـتـسـاقـطُ أوراقُ الـتـقـاويـمِ

عـلـى الأرصـفـة؟

*

الـذيـن وعـدونـا بـالـجـنَّـةِ

فـأدخـلـونـا الـجـحـيـم

مـا الـذي نـقـولـهُ لـهـم

غـيـرَ مـا يـقـولـهُ الـنـعـلُ لـلـعـقـربِ

والـفـأسُ لـلـشـجـرةِ الـمـيـتـةِ

والـمـبـضـعُ لـلـورمِ الـخـبـيـثِ

والـنـارُ لـلـحـطـبِ

والـقـدِّيـسُ لـلـشـيـطـان؟

*

الـطـوفـانُ

قـادمٌ لا مـحـالـةَ

ولـكـنْ

يـا سـجـيـنَ قـلـبـي الـمـحـكـومَ بـمـحـبـتـي الـمـؤبَّـدةِ

لا شَـجَـرَ فـي الـوادي

فـكـيـفَ يـصـنـعُ "نـوحُ" الـسـفـيـنـة؟

***

(4)

ثـلاثـة حـروف: ب ... ر ... ح

"الى صديقي الشاعر هاتف بشبوش:

إستكمالاً لحديث غير عابر"

  

أعـطـانـا الله

حـرفَ "ب" واسـعـاً

كـسـفـيـنةِ نـوح..

 

أعـطـتـنـا الـرحـمـةُ

حـرفَ "ر" رشـيـقـاً

كـهـلالِ الـعـيـد..

 

وأعـطـتـنـا الـحـريـةُ

حـرفَ "ح"  حـمـيـمـاً

كـجـنـاح حـمـامـة ..

 

الـسـاسـةُ الـتـجّـارُ اسـتـولـوا عـلـيـهـا

فـكـتـبـوهـا "ربـح" ..

 

الـظـلامـيـون اخـتـطـفـوهـا

فـكـتـبـوهـا "حـرب" ..

 

أنـا

كـتـبـتـهـا  "حِـبـر" ..

وحـبـيـبـتـي

كـتـبـتـهـا "بـحـر"

لـذا

آمـنـتُ بـحـبـيـبـتـي

وكـفـرتُ بـالـسـاسـةِ الـتـجّـار والـظـلامـيـيـن

مُـعـلـنـاً

تـضـامـنـي مـع مـنـاديـلِ الـعـشـقِ

فـي حـربِـهـا

ضـدَّ لافـتـاتِ الـشـعـاراتِ والأكـفـان

***

(5)

مـنـطـق

"الى الصديق الشاعر والقاص د. سعد الصالحي:

صدىً خفيضاً لقصيدته"

  

عـنـدي عـصـا

أحـتـاجُ قـطـيـعاً ومـرعـىً

لأغـدو الـراعـي

 

عـنـدي  مـجـداف

أحـتـاجُ زورقـاً ونـهـراً

لأعـرفَ

مُـتـعـةَ الـنـزهـة

 

عـنـدي خـيـمـة

أحـتـاجُ وطـنـاً آمـنـاً

لأنـصـبَـهـا فـيـه

 

عـنـدي  بـذور

أحـتـاجُ أرضـاً لأنـثـرهـا

فـيـهـا

 

لـكـنْ يـا سـعـد الـصـالـحـي

عـنـدي أنـتَ

فلأخسرْ مـا حـلـمَـتْ بـه عـيـنـاي

مـا دام قـلـبـي قـد ربـحَـك

***

(6)

الـعـراق لـيـس رومـا

"الى صديقي الشاعر كريم جخيور: ذكرى شجن"

 

مـنـذ غادرتُ الـسـمـاوةَ

وأنـا ضـائـعٌ

فـهـلاّ سـاعـدتَـني في الـبحـثِ عـني!

 

أعـرفُ أنـكَ مـنـشـغـلٌ بـنـســجِ نـبـضِـكَ

قـصـيـدةً لأنـثـاكَ الـذهـبـيـة

فـهـلاّ أعَـرْتـنـي مـزمـارَكَ

لأجـمـعَ إلـيَّ خِـرافَ طـمـأنـيـنـتـي

فـأعـود بـِلالا سـومـريّـا ً

أبشــِّـرُ الأطـفـالَ بـالأراجـيـح

والـعـشـاقَ بـالـحـدائـق

و فـراشـةَ فـمـي بـنـدى زهـرة الـلـوز

فـي الـوادي الـمـقـدّس

 

الـعـريـانُ يـحـتـاجُ ثـوبـاً لا عِـمـامـةً

أو  ربـطـةَ عـنـق

ولا ثـمـة مـا تـحـتـاجُـهُ حـمـامـةُ قـلـبـي

غـيـر غـصـنِ أمـانٍ لِـعُـشٍّ

نـفـرشـهُ بـالـهـديـل

 

يـا كـريـمُ جـخـيـور

الـعـراق لـيـس "رومـا"

فـلـمـاذا كـلُّ دروبِ الـحُـزنِ

تـؤدي إلـيـه؟

***

 

..................

(*) من كتابي (حديقة من زهور الكلمات / نصوص نثرية) الذي صدر يوم 14/6/2017 ضمن إصدارات مؤسسة المثقف العربي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم